الوقت – قال موقع انتي ميديا الأمريكي في مقال للكاتب “كاري ويدلر” إنه وفي ظل دعوات دولية لإجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب السعودية في اليمن، حققت المملكة مع نفسها ووجدت أنها لم تفعل شيئا خاطئا.
وتابع الموقع بالقول لقد دفعت دول من بينها الصين وهولندا وكندا مشروع قرار لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإقامة تحقيق مستقل في جرائم الحرب السعودية ضد المدنيين في الدولة اليمنية الصغيرة التي مزقتها الحرب. وعلى الرغم من أن هذه الادعاءات تم تعميمها وتوثيقها لسنوات، إلا أنه لم يتم القيام بالكثير لوقف الهجمات السعودية، وقد عمل السعوديون وحلفاؤهم الأمريكيون والعرب على تقويض الجهود المبذولة للكشف عن المخالفات.
وقال رئيس منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في جنيف هذا الأسبوع “إن الحد الأدنى من الجهود المبذولة تجاه المساءلة خلال العام الماضي غير كاف للاستجابة لخطورة الانتهاكات المستمرة واليومية التي ينطوي عليها هذا الصراع وقد وثقت الأمم المتحدة 5141 حالة وفاة في صفوف المدنيين، معظمهم من التحالف الذي تقوده السعودية.
بدوره قال سفير السعودية لدى جنيف: “ليس لدينا أي اعتراض على التحقيق نفسه، بل لدينا نقاش حول التوقيت. إذا كان هذا هو الوقت المناسب لإنشاء لجنة دولية مع الصعوبات على الأرض، وكنا نعرف مسبقا أنهم سيواجهون عقبات هائلة من حيث الوصول إلى بعض المناطق“.
وفي الوقت نفسه، أنشأت الحكومة السعودية فريقها الخاص للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة وسوء السلوك، وذكرت وكالة رويترز النتائج التي توصلت إليها اللجنة السعودية، مشيرة إلى أنها خلصت إلى أن “سلسلة من الضربات الجوية القاتلة كانت مبررة إلى حد كبير، مستشهدة بوجود الميليشيات المسلحة في المنازل والمدارس والعيادات التي تم استهدافها“.
وقالت رويترز: قال فريق تقييم الحوادث المشترك يوم الثلاثاء إنه اكتشف أخطاء في ثلاثة حوادث فقط من بين 15 حادثة استعرضها، وقال التحالف إنه قد تصرف وفقا للقانون الإنساني الدولي، ويذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يدير منذ فترة طويلة التحالف في اليمن كوزير للدفاع في البلاد وهو لقب لا يزال يحتفظ به.
وقال المستشار القانوني للهيئة منصور أحمد المنصور للصحافيين هذا الأسبوع إن التحالف السعودي أصاب في إحدى ضرباته مياه اليمن بعد أخطائه بقاذفة صواريخ باليستية.
ومع ذلك، فقد تعرض السعوديون لانتقادات بسبب نمطهم الطويل الأمد المتمثل في استهداف البنى التحتية الحيوية مثل الزراعة والمستودعات والمستشفيات – في أكثر من مجرد خمس عشرة حادثة. وقد أكدت منظمة أطباء بلا حدود في مطلع عام 2016 أن السعوديين هاجموا المستشفيات في أكثر من 100 حادثة، ما أدى في نهاية المطاف إلى تخريب المساعدة الطبية في هذا البلد الفقير، كما أن التحالف متورط في وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من نصف مليون شخص منذ ابريل.
وتابع الموقع بالقول إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة متواطئتان في هذا الاستهداف لليمن، الذي يعتبره السعوديون حربا بالوكالة ضد إيران وهم يحاولون إعادة الحاكم السابق عبد ربه منصور هادي.
بالإضافة إلى تسليح السعوديين بأسلحة تقدر قيمتها بملايين الدولارات التي تستخدم لارتكاب جرائم الحرب المزعومة في اليمن، فإن الدول الغربية لديها مسؤولون عسكريون في غرفة القيادة السعودية تسيطر على الضربات الجوية، بل إن المسؤولين البريطانيين وضعوا مع السعوديين فكرة مفادها أن النظام القمعي يشكل نقطة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ولا تزال الولايات المتحدة مؤيدا قويا للسعودية لدى الأمم المتحدة، معربة عن معارضتها للتحقيق المستقل الذي قدم هذا الأسبوع.
بدورها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه “حتى الآن، كانت الحكومة الأمريكية مضطرة لإبقاء الأسلحة في الرياض طالما ان السعودية تدعي أنها تقاتل بحرب نظيفة. لكن وعودها الفارغة أثبتت أنها مدمرة – وقاتلة للمدنيين اليمنيين.