الرئيسية / بحوث اسلامية / توحيد المفضل للمفضل بن عمر

توحيد المفضل للمفضل بن عمر

 (خلق الإنسان وتدبير الجنين في الرحم)

نبدأ يا مفضل بذكر خلق الإنسان فاعتبر به.. فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم، وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة (3)، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء، ولا دفع أذى. ولا استجلاب منفعة، ولا دفع مضرة، فإنه يجري من دم الحيض ما يغذوه، الماء والنبات، فلا يزال ذلك غذاؤه. ( كيفية ولادة الجنين وغذائه وطلوع أسنانه وبلوغه) حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوى أديمه (4) مباشرة الهواء

(هامش)

(1) في نسخة منضودة أي جعل بعضها فوق بعض فهي منضودة. (2) من التخويل وهو الإعطاء والتمليك. (3) المشيمة: غشاء ولد الإنسان يخرج معه عند الولادة، جمعه مشيم ومشايم. (4) الأديم: الجلد المدبوغ. (*)

ص 13

وبصره على ملاقاة الضياء هاج الطلق (1) بأمه فأزعجه أشد إزعاج وأعنفه حتى يولد، فإذا ولد صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم أمه إلى ثديها وانقلب الطعم واللون إلى ضرب آخر من الغذاء وهو أشد موافقة للمولود من الدم فيوافيه في وقت حاجته إليه، فحين يولد قد تلمظ (2) وحرك شفتيه طلبا لرضاع ل، فهو يجد ثدي أمه كالأداوتين (3) المعلقتين لحاجته فلا يزال يتغذى باللبن، ما دام رطب البدن رقيق الأمعاء لين الأعضاء. حتى إذا يحرك، واحتاج إلى غذاء فيه صلابة ليشتد ويقوى بدنه، طلعت له الطواحن من الأسنان والأضراس (4) ليمضغ (5) بها الطعام، فيلين عليه. ويسهل له إساغته، فلا يزال كذلك حتى يدرك، فإذا أدرك وكان ذكرا طلع الشعر في وجهه، فكان ذلك علامة الذكر، وعز الرجل الذي يخرج به من جدة الصبا وشبه النساء. وإن كانت أنثى يبقى وجهها نقيا من الشعر، لتبقى لها البهجة، والنضارة التي تحرك الرجل لما فيه دوام النسل وبقاؤه. اعتبر يا مفضل فيما يدبر به الإنسان في هذه الأحوال المختلفة، هل ترى مثله يمكن أن يكون بالإهمال؟ أفرأيت لو لم يجر إليه ذلك الدم وهو في الرحم، ألم يكن سيذوي ويجف كما يجف النبات إذا فقد الماء، ولو لم يزعجه المخاض عند استحكامه ألم يكن سيبقى في الرحم كالمؤود (6) في الأرض؟ ولو لم يوافقه

(هامش)

(1) الطلق (بسكون الثاني) وجع الولادة. (2) تلمظ: إذا أخرج لسانه فمسح به شفتيه. (3) الإداوة: بكسر ففتح – إناء صغير من جلد يتخذ للماء، جمعه أداوي. (4 ) الطواحن: هي الأضراس، وتطلق الأضراس غالبا على المآخير والأسنان على المقاديم، كما هو الظاهر هنا، وإن لم يفرق اللغويون بينهما. (5) مضغ الطعام: لاكه بلسانه. (6) وأد البنت: دفنها في التراب وهي حية، كما كان العرب يفعلون ذلك في العهد الجاهلي. (*)

ص 14

اللبن مع ولادته ألم يكن سيموت جوعا أو يغتذي بغذاء لا يلائمه، ولا يصلح عليه بدنه، ولو لم تطلع له الأسنان في وقتها ألم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام وإساغته. أو يقيمه على الرضاع فلا يشتد بدنه ولا يصلح لعمل؟ ثم كان يشغل أمه بنفسه عن تربية غيره من الأولاد،

 (حال من لا ينبت في وجهه الشعر وعلة ذلك)

 ولو لم يخرج الشعر في وجهه في وقته ألم يكن سيبقى هيئة الصبيان والنساء، فلا ترى له جلالة ولا وقارا؟ قال المفضل فقلت له: يا مولاي فقد رأيت من يبقى حالته ولا ينبت الشعر في وجهه وإن بلغ الكبر، فقال (ع): (ذلك بما قدمت أيديكم وإن الله ليس بظلام للعبيد) (1) فمن هذا الذي يرصده (2) حتى يوافيه بكل شيء من هذه المآرب إلا الذي أنشأه خلقا، بعد إن لم يكن، ثم توكل له بمصلحته بعد إن كان، فإن كان الإهمال يأتي بمثل هذا التدبير، فقد يجب أن يكون العمد والتقدير يأتيان بالخطأ والمحال، لأنهما ضد الإهمال وهذا فظيع من القول وجهل من قائله. لأن الإهمال لا يأتي بالصواب والتضاد لا يأتي بالنظام (3) تعالى الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا.

(هامش)

(1) سورة آل عمران آية 182. (2) يرصده: أي يرقبه. (3) أي إذا لم تكن الأشياء منوطة بأسبابها، ولم ترتبط الأمور بعللها، فكما جاز أن يحصل هذا الترتيب والنظام التام بلا سبب، فجاز أن يصير التدبير في الأمور سببا لاختلافها، وهذا خلاف ما يحكم به العقلاء لما يرون من سعيهم في تدبير الأمور وذمهم، من يأتي بها على غير تأمل وروية… ويحتمل أن يكون المراد أن الوجدان يحكم بتضاد آثار الأمور – المتضادة، وربما أمكن إقامة البرهان عليه أيضا، فإذا أتي الإهمال بالصواب يجب أن يأتي ضده وهو التدبير بالخطأ، وهذا أفضع وأشنع. (من تعليقات البحار) (*)

ص 15

(حال المولود لو ولد فهما عاقلا وتعليل ذلك)

 ولو كان المولود يولد فهما (1) عاقلا، لأنكر العالم عند ولادته ولبقي حيرانا تائه العقل إذا رأى ما لم يعرف، وورد عليه ما لم ير مثله من اختلاف صور العالم من البهائم والطير، إلى غير ذلك مما يشاهده ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم. واعتبر ذلك بأن من سبي بلد وهو عاقل، يكون كالواله الحيران فلا يسرع إلى تعلم الكلام، وقبول الأدب، كما يسرع الذي سبي صغيرا غير عاقل، ثم لو ولد عاقلا كان يجد غضاضة (2) إذا رأى نفسه محمولا مرضعا معصبا بالخرق مسجى (3) في المهد لأنه لا يستغني عن هذا كله. لرقة بدنه ورطوبته حين يولد ثم كان لا يوجد له من الحلاوة والوقع من القلوب ما يوجد للطفل فصار يخرج إلى الدنيا غبيا (4) غافلا عما فيه أهله، فيلقى الأشياء بذهن ضعيف ومعرفة ناقصة. ثم لا يزال يتزايد في المعرفة قليلا قليلا، وشيئا بعد شيء، وحالا بعد حال: حتى يألف الأشياء، ويتمرن ويستمر عليها، فيخرج من حد التأمل لها والحيرة فيها إلى التصرف، والاضطرار إلى المعاش بعقله وحيلته، وإلى الاعتبار والطاعة والسهو والغفلة والمعصية، وفي هذا أيضا وجوه أخر، فإنه لو كان يولد تام العقل مستقلا بنفسه لذهب موضع حلاوة تربية الأولاد، وما قدر أن يكون للوالدين في الاشتغال بالولد من المصلحة وما يوجب التربية للآباء على الأبناء من المكافأة بالبر، والعطف عليهم، عند

(هامش)

(1) الفهم – بفتح فكسر – السريع الفهم. (2) الغضاضة: هي الذلة والمنقصة – جمعها غضائض. (3) التسجية: هي التغطية بثوب يمد على الجسم. (4) على وزن فعيل – وهو القليل الفطنة. (*)

ص 16

حاجتهم إلى ذلك منهم (1) ثم كان الأولاد لا يألفون آباءهم ولا يألف الآباء أبناءهم، لأن الأولاد كانوا يستغنون عن تربية الآباء وحياطتهم، فيتفرقون عنهم حين يولدون، فلا يعرف الرجل أباه وأمه، ولا يمتنع عن نكاح أمه وأخته، وذوات المحارم منه، إذا كان لا يعرفهن. وأقل ما في ذلك من القباحة، بل هو أشنع وأعظم وأفظع وأقبح وأبشع، لو خرج المولود بطن أمه وهو يعقل، أن يرى (2) منها ما لا يحل له، ويحسن به أن يراه، أفلا ترى كيف أقيم كل شيء من الخلقة على غاية الصواب؟ وخلا من الخطأ دقيقه وجليله (3). (منفعة الأطفال في البكاء) اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة. وأعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة، إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة وعللا عظيمة، من ذهاب البصر وغيره، والبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم. أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لا يعرفان ذلك فهما دائبان (4) ليسكتانه ويتوخيان (5) في الأمور مرضاته لئلا يبكى، وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له

(هامش)

(1) أي بان يبر الأبناء بآبائهم والعطف عليهم عند حاجة الآباء إلى ذلك في كبرهم وضعفهم ، وجزاء لما عانوا من الشدائد في سبيل تربية الأبناء. (2) خبر لقوله: أقل ما في ذلك. (3) إن بعض هذا البيان البديع من الإمام عن تدرج الإنسان في نموه، ونموه في أوقاته، كاف في حكم العقل، بأن له صانعا صنعه عن علم وحكمة وتقدير وتدبير. (عن كتاب الإمام الصادق) للشيخ محمد حسين المظفر ج 1 ص 171. (4) الدؤب: الجد والتعب. (5) التوخي. التحري والقصد. (*)

ص 17

وأجمل عاقبة. فهكذا يجوز أن في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالإهمال ولو عرفوا ذلك لم يقضوا على الشيء أنه لا منفعة فيه، من أجل أنهم لا يعرفونه ولا يعلمون السبب فيه، فإن كل ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون (1) وكثيرا ما يقصر عنه على المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه وعلت كلمته. فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريق، ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقيت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة، كمن تراه قد غلبت عليه الرطوبة، فأخرجته إلى حد البله والجنون والتخليط إلى غير ذلك من الأمراض المتلفة كالفالج (2) اللقوة (3) وما أشبههما، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم، لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم، فتفضل على خلقه بما جهلوه ونظر لهم بما لم يعرفوه، ولو عرفوا نعمه عليهم لشغلهم ذلك من التمادي في معصيته، فسبحانه ما أجل نعمته وأسبغها على المستحقين وغيرهم من خلقه، تعالى عما يقول المبطلون (4) علوا كبيرا.

 (آلات الجماع وهيئتها)

 أنظر الآن يا مفضل كيف جعلت آلات الجماع في الذكر والأنثى جميعا على ما يشاكل ذلك عليه، فجعل للذكر آلة ناشره تمتد حتى تصل النطفة (5) إلى

(هامش)

(1) أي أن ذلك مما لا يقصر عن إدراكه ذو العلم والفهم. (2) الفالج: داء يحدث في أحد شقي البدن، فيبطل إحساسه وحركته. (3) اللقوة: – بفتح فسكون – داء يصيب الوجه، يعوج منه الشدق إلى أحد جانبي العنق، جمعه لقاء وإلقاء. (4) يقال: أبطل أي جاء بالباطل. (5) النطفة: ماء الرجل أو المرأة، والجمع نطاف ونطف. (*)

ص 18

الرحم، إذا كان محتاجا إلى أن يقذف ماءه في غيره، وخلق للأنثى وعاء قعرا (1) ليشتمل على الماءين جميعا. ويحتمل الولد ويتسع له ويصونه حتى يستحكم، أليس ذلك من تدبير حكيم لطيف سبحانه وتعالى عما يشركون!؟.

 ( أعضاء البدن وفوائد كل منها)

 فكر يا مفضل في أعضاء البدن أجمع، وتدبير كل منها للأرب فاليدان للعلاج، والرجلان للسعي، والعينان للاهتداء، والفم للاغتذاء والمعدة للهضم، والكبد للتخليص، والمنافذ (2) لتنفيذ الفضول، والأوعية لحملها، والفرج لإقامة النسل، وكذلك جميع الأعضاء، إذا ما تأملتها وأعملت فكرك فيها ونظرك، وجدت كل شيء منها قد قدر لشيء على صواب وحكمة. (زعم الطبيعيين وجوابه) قال المفضل فقلت: يا مولاي إن قوما يزعمون أن هذا من فعل الطبيعة، فقال عليه السلام: سلهم عن هذه الطبيعة أهي شيء له علم وقدرة على مثل هذه الأفعال، أم ليست كذلك؟؟ فإن أوجبوا لها العلم والقدرة فما يمنعهم من إثبات الخالق، فإن هذه صنعته!! (3)، وإن زعموا أنها تفعل هذه الأفعال بغير

(هامش)

(1) القعر من كل شيء: عمقه ونهاية أسفله. (2) المنافذ هنا بمعنى النوافذ من الإنسان، أي كل سم أو خرق فيه كالفهم والأنف، والظاهر أن المراد بها هنا محل خروج البول والغائط. (3) لعل المراد أنهم إذا قالوا بذلك فقد أثبتوا الصانع، فلم يسمونه بالطبيعة، وهي ليست بذات علم ولا إرادة ولا قدرة؟ (*)

ص 19

علم ولا عمد، وكان في أفعالها ما قد تراه من الصواب والحكمة، علم أن هذا الفعل للخالق الحكيم، فإن الذي سموه طبيعة هو سنته في خلقه، الجارية على ما أجراها عليه (1).

 (عملية الهضم وتكون الدم وجريانه في الشرايين والأوردة)

 فكر يا مفضل في وصول الغذاء إلى البدن، وفيه من التدبير، فإن الطعام يصير إلى المعدة فتطبخه، وتبعث بصفوه إلى الكبد، في عروق دقاق واشجة (2) بينهما، قد جعلت كالمصفى للغذاء، لكيلا يصل إلى الكبد منه شيء فينكأها (3) وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما، وينفذه إلى البدن كله في مجاري مهيئة لذلك، بمنزلة المجاري التي تهيأ للماء ليطرد في الأرض كلها وينفذ ما يخرج من الخبث

(هامش)

(1) أي ظاهر بطلان هذا الزعم، والذي صار سببا لذهولهم إلى إن الله تعالى أجرى عادته بأن يخلق الأشياء بأسبابها، فذهبوا إلى استقلال تلك الأسباب في ذلك. وبعبارة أخرى إن سنة الله وعادته قد جرت لحكم كثيرة، فتكون الأشياء بحسب بادي النظر مستندة إلى غيره تعالى، ثم – يعلم – بعد الاعتبار والتفكر – إن الكل مستند إلى قدرته أو تأثيره تعالى، وإنما هذه الأشياء وسائل وشرائط لذلك ومن هنا تحيروا في الصانع تعالى. (من تعليقات البحار) (2) الواشجة: مؤنث الواشج اسم فاعل بمعنى المشتبك، يقال: وشجت العروق والأغصان إذا اشتبكت. والمراد بالواشجة هنا الموصلة أو الواصلة. (3) نكأ القرحة قشرها قبل أن تبرأ فندبت. (*)

ص 20

والفضول إلى مفائض (1) قد أعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة (2) الصفراء جرى إلى المرارة (3) وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال، وما كان من البلة والرطوبة جرى إلى المثانة (4). فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن، ووضع هذه الأعضاء منه مواضعها، وإعداد هذه الأوعية فيه، لتحمل تلك الفضول، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه، فتبارك من أحسن التقدير، وأحكم التدبير، وله الحمد كما هو أهله ومستحقه. (أول نشوء الأبدان: تصوير الجنين في الرحم) قال المفضل فقلت: صف نشوء الأبدان ونموها حالا بعد حال حتى تبلغ التمام والكمال، قال عليه السلام: أول ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث لا تراه عين ولا تناله يد، ويدبره حتى يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوامه وصلاحه من الأحشاء والجوارح والعوامل، إلى ما في تركيب أعضائه من

(هامش)

(1) المفائض: المجاري، مأخوذة من فاض الماء، وفي بعض النسخ بالغين من غاض الماء غيضا، أي نضب وذهب في الأرض. (2) المرة: بكسر ففتح – خلط من أخلاط البدن وهو الصفراء أو السوداء، جمعه مرار. (3) المرارة: هنة شبه كيس لاصقة بالكبد تكون فيها مادة صفراء هي المرة أشار إليها الإمام، جمعها مرائر ومرارات. (4) في كلام الإمام عليه السلام هنا معان صريحة عن الدورة الدموية – التي اكتشفها العالم الانكليزي وليم هارفي (1578 – 1756) بل أن الإمام قد فصل القول – كما نرى هنا – عن جريان الدم في الأوردة والشرايين، وإن مركزه هو القلب، فنستطيع إذن أن نقول بأن الإمام هو المكتشف الأول للدورة الدموية. (*)

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...