اصدرت الخارجية الامريكية تصريحات لا يمكن اعتبارها إلا وقحة، قالت فيها : ” نعمل على وقف إقامة ” الهلال الشيعي “.
وكان اول من استخدم هذا المصطلح السياسي الملك الاردني عبد الله الثاني ” للواشنطن بوست أثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع نظام الثورة الإسلامية بطهران و نظام البعث بدمشق لإنشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة يمتد إلى لبنان. ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة”.
وصار هذا المصطلح ” الهلال الشيعي” كثير الاستعمال من قبل كثيرين في العالم العربي والاسلامي والغربي الذين هم بصدد التحذير من تقارب الشيعة فيما بينهم، خصوصا شيعة العراق مع إيران. ومن يستعملون هذا المصطلح يعتبرون الشيعة خطرا سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا”.
من المعروف ان الملك الاردني عبد الله الثاني هو احد مرتزقة الادارة الامريكية, حاله حال بقية الحكام العرب الذين يخضعون لاوامرها وتوجيهاتها التي تصب في مصلحة امن واستقرار الكيان الصهيوني. ولم يطلق هذا المصطلح الا بإيعاز من الادارة الامريكية التي كانت تتوجس خيفة من إنشاء تحالف مستقبلي بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق بعد سقوط النظام ” الصدامي ” عام 2003 ومع سوريا ولبنان، لذلك وضعت ضمن اهدافها ضرب اي فرصة لانشاء هذا التحالف الذي يعتبرونه الخطر الحقيقي على امن واستقرار الكيان الصهيوني. وعدوان تموز عام 2006 على لبنان كان ضمن إستراتيجية ضرب هذا ” الهلال المزعوم “, هذا العدوان الذي انتهى بهزيمة نكراء للعدو الصهيوني والداعمين له امريكا وحكام الخليج, وانتصار الهي استراتيجي للمقاومة.
وما ” الربيع العربي ” الربيع الدموي الذي بدأ مع مطلع عام 2011 إلا جزء من إستكمال المخطط الصهيوني لضرب قوى الممانعة في المنطقة, ربيعٌ دموي جهزوا له كل الامكانيات المادية والاعلامية والعسكرية والفكرية لضرب قلب المقاومة سوريا ونظامها المقاوم, إستثمروا فيه كل طاقاتهم, وجندوا له جيشٌ من مئات الالاف من الارهابيين الدمويين التكفيريين من حملة الفكر الوهابي السعودي التكفيري الدموي, ونشروهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن من اجل محاربة ” الهلال المزعوم “, وهذا ما اقر به وزير الخارجية القطرية السابق حمد بن جاسم في مقابلة إعلامية قبل ايام لاقت تداول إعلامي محلي وعالمي كبير, إعترف فيها بإن دولته قطر والسعودية وامريكا وتركيا شاركوا في تدمير سوريا من اجل تغيير نظامها الممانع المقاوم, والداعم للمقاومة في وجه الكيان الصهيوني. وبعد فشل هذا المشروع الامريكي الصهيوني الخليجي وتحطيمه على ايدي الشرفاء والمقاومين من سوريا والعراق ولبنان واليمن عاودت الادارة الامريكية ” الترمبية ” للترويج لهذا المصطلح المزعوم.
فالهلال,هلال المقاومة والممناعة, وليس ” الهلال الشيعي “, وهذا الهلال قريبا سيصبح بدراً منيراً يشع في سماء المنطقة بعد إنضمام اليمن لهذا البدر , يستنير به كل الاحرار الشرفاء من ابناء هذه الامة شيعة وسنة ومسيحيين, ومن جميع القوميات عربا وعجما.
لقد ولي زمن هذه المصطلحات المذهبية ولم تعد تجدي نفعا لاغراضهم الشيطانية, وإذا ارادت الادارة الامريكية ومعها السبهانيون ان يوقفوا إقامة هلال المقاومة من خلال سيطرة مرتزقتهم على مدينة الرقة السورية بعد فشل مشروعهم السري في إقامة دولة إسرائيلية ثانية في شمال العراق على الحدود الايرانية فهم واهمون واهمون حتى ينقطع النفس.
السعودية اطلقت سبهانها لانشاء هلال إسلامي عربي صهيوني لمواجهة هلال المقاومة والكرامة, ويعمل جاهداً لضم الجبناء والانبطاحيين لهلاله من السنة والشيعة من الدول العربية والاسلامية, لان مصير سيده محمد بن سلمان أصبح مرتبط إرتباطاً وثيقا بمصير الكيان الصهيوني, وكلاهما الى زوال.