الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / في ما يتعلق بقضاء حقوق المؤمنين بعضهم لبعض

في ما يتعلق بقضاء حقوق المؤمنين بعضهم لبعض

21 – وقال عليه السلام : إحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين ، وإدخال السرور عليهم ، ودفع
المكروه عنهم ، فإنه ليس من الاعمال عند الله عز وجل بعد الايمان أفضل من إدخال
السرور على المؤمنين ( 9 ) .

22 – وعن الباقر محمد بن علي عليهما السلام ، أن بعض أصحابه ( سأله
فقال ) ( 1 ) : جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثيرون ، فقال : هل يعطف الغني على الفقير ؟
ويتجاوز المحسن عن المسئ ؟ ويتواسون ؟ قلت : لا ، قال عليه السلام : ليس هؤلاء الشيعة ،
الشيعة من يفعل هذا ( 2 ) .

23 – وقال الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام : من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما
هي رحمة من الله ساقها إليه ، فان فعل ذلك فقد وصله بولايتنا ، وهي موصلة بولاية الله
عز وجل ، وان رده عن حاجته وهو يقدر عليها ، فقد ظلم نفسه وأساء إليها ( 3 ) .

24 – قال رجل من أهل الري : ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد ( 4 ) ، وكان علي بقايا
يطالبني بها ، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي : انه ينتحل هذا
المذهب ، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه ، فلا يكون كذلك ، فأقع فيما لا أحب ، فاجتمع
رأيي على أني هربت إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر ( 5 ) – يعني موسى بن
جعفر عليهما السلام – فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته :

بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى
أخيه معروفا ، أو نفس عنه كربة ، أو أدخل على قبله سرورا ، وهذا أخوك والسلام .

قال : فعدت من الحج إلى بلدي ، ومضيت إلى الرجل ليلا واستأذنت عليه ،
وقلت : رسول الصابر عليه السلام ، فخرج إلي حافيا ماشيا ، ففتح لي بابه ، وقبلني ،
وضمني إليه ، وجعل يقبل عيني ، ويكرر ذلك ، كلما سألني عن رؤيته عليه السلام ،
وكلما أخبرته بسلامته وصلاح أحواله استبشر وشكر الله تعالى .

ثم أدخلني داره ، وصدرني في مجلسه ، وجلس بين يدي ، فأخرجت إليه كتابه عليه
السلام ، فقبله قائما ، وقرأه ، ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني دينارا دينارا ،
ودرهما درهما ، وثوبا ثوبا ، وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته ، وفي كل شئ من ذلك
يقول :

يا أخي هل سررتك ؟ فأقول : إي والله ، وزدت على السرور ، ثم استدعى العمل فأسقط
ما كان باسمي ، وأعطاني براءة مما يوجبه ( 1 ) علي منه وودعته وانصرفت عنه .

فقلت : لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلا بأن أحج في قابل وأدعو له ، وألقى الصابر
عليه السلام واعرفه فعله ، ففعلت ، ولقيت مولاي الصابر – عليه السلام – وجعلت
أحدثه ، ووجهه يتهلل فرحا ، فقلت : يا مولاي هل سرك ذلك ؟ فقال : اي والله لقد
سرني ، وسر أمير المؤمنين ، والله لقد سر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ،
ولقد سر الله تعالى ( 2 ) .

25 – واستأذن علي بن يقطين مولانا الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام في ترك عمل
السلطان ، فلم يأذن له ، وقال : لا تفعل ، فإن لنا بك أنسا ، ولإخوانك بك عزا ، وعسى
أن يجبر الله بك كسرا ، أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه .

يا علي كفارة أعمالكم الاحسان إلى إخوانكم ، إضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثا ، إضمن
لي أن [ لا ] تلقى أحدا من أوليائنا إلا قضيت حاجته ، وأكرمته ، وأضمن لك أن لا
يظلك سقف سجن أبدا ، ولا ينالك حد سيف أبدا ، ولا يدخل الفقر بيتك أبدا ،

يا علي
من سر مؤمنا فبالله بدأ ، وبالنبي صلى الله عليه وآله ثنى ، وبنا ثلث ( 3 ) .

26 – وقال عليه السلام : إن لله تعالى حسنة ادخرها لثلاثة : لإمام عادل ،
ومؤمن حكم أخاه في ماله ، ومن سعى لأخيه المؤمن في حاجته ( 1 ) .

27 – وقال جعفر بن محمد الفاطمي ( 2 ) حججت ومعي جماعة من أصحابنا ، فأتيت المدينة ،
فأفردوا لنا مكانا ننزل فيه ، فاستقبلنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام على
حمار أخضر ، يتبعه طعام ، ونزلنا بين النخل ، وجاء فنزل واتي بالطست والأشنان ، فبدا
بغسل يديه ، وأدير الطست عن يمينه حتى بلغ آخرنا ، ثم أعيد إلى من على يساره حتى أتى
على آخرنا .

ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ، ثم قال : كلوا بسم الله ، ثم ثنى بالخل ، ثم أتي بكتف
مشوي ، فقال : كلوا بسم الله ، فهذا طعام كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وآله ،
ثم اتي بسكباج ( 3 ) فقال : كلوا بسم الله ، فهذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين صلوات
الله عليه [ ثم اتي بلحم مقلو فيه باذنجان ، فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم ،
فإن هذا طعام كان يعجب الحسن عليه السلام ] ، ثم اتي بلبن حامض قد ثرد فيه ، فقال :
كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب الحسين عليه السلام فأكلنا ، ثم اتي بأضلاع
باردة ، فقال : كلوا بسم الله ، فإن هذا طعام كان يعجب [ علي بن ] الحسين عليه
السلام .

ثم اتي ( بجبن مبزر ) ( 4 ) ثم قال : كلوا بسم الله فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن
علي عليهما السلام ، ثم اتي بتور ( 5 ) فيه بيض كالعجة ( 6 ) فقال : كلوا
بسم الله ، فإن هذا طعام كان يعجب أبا عبد الله عليه السلام ، ثم اتي بحلوى ، ثم
قال : كلوا فإن هذا طعام يعجبني .

ورفعت المائدة ، فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها ، فقال عليه السلام : مه إن ذلك يكون
في المنازل تحت السقوف ، فأما في مثل هذا المكان فهو لعامة الطير والبهائم ، ثم اتي
بالخلال فقال : من حق الخلال أن تدير لسانك في فيك ، فما أجابك ابتلعته ، وما امتنع
فبالخلال ، ( 1 ) [ واتي ] بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه ،
فغسل ثم غسل من على يمينه إلى آخرهم .

ثم قال : يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتساوي ( 2 ) ؟ قلت : على أفضل ما كان عليه
أحد ، قال :

أيأتي أحدكم ( إلى دكان ) ( 3 ) أخيه ، أو منزله عند الضائقة فسيخرج كيسه ويأخذ
ما يحتاج إليه فلا ينكر عليه ؟ قال : لا ، قال : فلستم على ما أحب في التواصل ( 4 ) .

28 – وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلامه لكميل ابن زياد
النخعي رحمه الله : يا كميل مر أهلك أن يسعوا في المكارم ، ويدلجوا ( 5 ) في حاجة من هو
نائم ، فوالذي نفسي بيده ما أدخل أحد على قلب مؤمن سرورا إلا خلق الله من ذلك
السرور لطفا ، فإذا نزلت به نائبة كان إليها أسرع من السيل في انحداره ، حتى يطردها
عنه ، كما يطرد غريبة الإبل ( 6 ) .

29 – وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة
متقبلة بمناسكها ، وعتق ألف نسمة لوجه الله تعالى ، وحملان ألف فرس في سبيل الله
تعالى بسرجها ولجمها ( 7 ) .

30 – وقال عليه السلام : مياسير شيعتنا أمناؤنا على محاويجهم فاحفظونا فيهم يحفظكم
الله ( 1 ) .

31 – وعن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : من طاف بهذا
البيت طوافا واحدا كتب الله له ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة ،
وكتب له عتق ألف نسمة ، وقضى له ألف حاجة ، وغرس له ألف شجرة في الجنة .

وقال : قلت : هذا كله لمن طاف بالبيت طوافا واحدا ؟ قال : نعم ، أولا أخبرك بأفضل
منه ؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال عليه السلام : قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف
حتى عد عشرة ( 2 ) .

32 – وعن ابن مهران قال : كنت جالسا عند مولاي الحسين بن علي عليهما السلام ، فأتاه
رجل فقال : يا ابن رسول الله إن فلانا له علي مال ، ويريد أن يحبسني ، فقال عليه
السلام : والله ما عندي مال أقضي عنك ، قال : فكلمه ، قال عليه السلام : فليس لي
( 3 ) [ به ] انس ، ولكني سمعت أبي أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة
صائما نهاره ، وقائما ليله ( 4 ) .

33 – وعن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : يا مفضل كيف حال
الشيعة عندكم ؟ قلت : جعلت فداك ما أحسن حالهم وأوصل بعضهم بعضا ، وأبر بعضهم ببعض ،
قال : أيجئ الرجل منكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه ويأخذ منه حاجته لا يجبهه ولا
يجد في نفسه ألما ؟ قال : قلت : لا والله ما هم كذا ، قال : والله لو كانوا كذا ثم
اجتمعت شيعة جعفر بن محمد على فخذ شاة لأصدرهم ( 5 ) .

34 – قال جعفر بن محمد بن أبي فاطمة : قال لي أبو عبد الله الصادق
عليه السلام : يا ابن أبي فاطمة إن العبد يكون بارا بقرابته ، ولم يبق من أجله إلا
ثلاث سنين فيصيره الله ثلاثا وثلاثين سنة ، وإن العبد ليكون عاقا بقرابته وقد
بقي من أجله ثلاث وثلاثون سنة فيصيره الله ثلاث سنين ، ثم تلا هذه الآية
يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ( 1 )

قال : قلت : جعلت فداك فإن لم يكن له قرابة ؟ قال : فنظر إلي مغضبا ، ورد علي
شبيها بالزبر ( 2 ) : يا ابن أبي فاطمة لا يكون القرابة إلا في رحم ماسة المؤمنون
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، فللمؤمن على المؤمن أن يبره فريضة من الله ، يا ابن
أبي فاطمة تباروا وتواصلوا فينسئ الله في آجالكم ، ويزيد في أموالك ، وتعطون
العاقبة ( 3 ) في جميع أموركم ، وإن ( صلاتهم وصومهم وتقربهم ) ( 4 ) إلى الله أفضل من
صلاة غيرهم ( 5 ) ، ثم تلا هذه الآية وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم
مشركون ( 6 ) .

35 – وقال أبو عبد الله عليه السلام لبعض أصحابه بعد كلام تقدم : إن المؤمنين من أهل
ولايتنا وشيعتنا إذا اتقوا ( 7 ) لم يزل الله تعالى مطلا عليهم بوجهه حتى يتفرقوا ، ولا
يزال الذنوب تتساقط عنهم كما يتساقط الورق ، ولا يزال يد الله على يد أشدهم حبا
لصاحبه ( 8 ) .

36 – حدثنا إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن إسحاق بن عمار ، قال :
قال لي إسحاق : لما كثر مالي أجلست على بابي بوابا يرد عني فقراء الشيعة ، فخرجت
إلى مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله عليه السلام
فرد علي ( 1 ) بوجه قاطب ( 2 ) مزور ( 3 ) فقلت له : جعلت فداك ما الذي غير حالي عندك ؟ قال :
تغيرك على المؤمنين ، فقلت : جعلت فداك والله إني لأعلم أنهم على دين الله ولكن
خشيت الشهرة على نفسي .

فقال : يا إسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله بين إبهاميهما
مائة رحمة ، تسعة وتسعين لأشدهما حبا ، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ، فإذا التثما
لا يريدان بذلك إلا وجه الله تعالى ، قيل لهما : غفر لكما ، فإذا جلسا يتساءلان قالت
الحفظة بعضها لبعض : اعتزلوا بنا عنهما ، فإن لهما سرا وقد ستره الله عليهما ، قلت :
جعلت فداك فلا تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال تعالى : ما يلفظ من
قول إلا لديه رقيب عتيد ( 4 ) .

فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وقال : إن كانت الحفظة لا
تسمعه ، ولا تكتبه فقد سمعه عالم السر وأخفى ، يا إسحاق خف الله كأنك تراه ، فالله
يراك ، فإن شككت أنه يراك فقد كفرت ، وإن أيقنت أنه يراك ثم بارزته بالمعصية فقد
جعلته أهون الناظرين إليك ( 5 ) .

37 – وعن إسحاق بن أبي إبراهيم بن يعقوب ( 6 ) قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
وعنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان ، فقال : يا ابن رسول الله
( موالاتي إياكم ) ( 7 ) أهل البيت ، وبيني وبينكم شقة بعيدة ، وقد قل ذات يدي ، ولا
أقدر أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني .

قال : فنظر أبو عبد الله عليه السلام يمينا وشمالا ، وقال : ألا تسمعون ما يقول
أخوكم ؟ إنما المعروف ابتداء فأما ما أعطيت بعد ما سئلت ، فإنما هو مكافاة لما
بذل لك من وجهه .

ثم قال : فيبيت ليلته متأرقا متململا ( 1 ) بين اليأس والرجاء ، لا يدري أين يتوجه
بحاجته ، فيعزم على القصد إليك ، فأتاك وقلبه يجب ( 2 ) وفرائصه ترتعد ، وقد نزل دمه في
وجهه ، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد ، أم بسرور التنجح ( 3 ) ، فإن
أعطيته رأيت أنك قد وصلته ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي فلق الحبة
وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبيا لما يحشم ( 4 ) من مسألته إياك ، أعظم مما ناله من
معروفك .

قال : فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم ، ودفعوها إليه ( 5 ) .

38 – وعن أبي عبد الله عليه السلام ، قال ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حق
المؤمن ( 6 ) .

39 – وقال عليه السلام : وإن الله انتجب ( 7 ) قوما من خلقه لقضاء حوائج شيعته ( 8 ) لكي
يثيبهم على ذلك الجنة ( 9 ) .

40 – وعنه عليه السلام ، قال : ما من مؤمن يمضي لأخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها
إلا كتب الله [ له ] بكل خطوة حسنة ، ومحا عنه سيئة ، قضيت الحاجة أم لم تقض ، فإن لم
ينصحه فيها خان الله ورسوله ، وكان النبي صلى الله عليه وآله
خصمه يوم القيامة ( 1 ) .

 

 

https://t.me/wilayahinfo

https://chat.whatsapp.com/JG7F4QaZ1oBCy3y9yhSxpC

https://chat.whatsapp.com/CMr8BZG9ohjIz6fkYqZrmh

شاهد أيضاً

سقوط مرتزقة الإعلام في معسكر العمى الإستراتيجي

سقوط مرتزقة الإعلام في معسكر العمى الإستراتيجي بين نمط د. هشام الهاشمي للقصف الإيراني لقاعدة ...