الرئيسية / تقاريـــر / أهالي القيارة يتنفسون حرية الخلاص – سندس عبد الوهاب

أهالي القيارة يتنفسون حرية الخلاص – سندس عبد الوهاب

وقع الهزيمة النكراء التي تكبدتها عصابات «داعش» الإرهابية وخسارتها لجولة أخرى أمام قواتنا البطلة، عمت مظاهر البهجة والفرح وجوه أهالي ناحية القيارة المستبشرين بعودة الأمن والطمأنينة والسلام إلى هذه الناحية التي روعها وأباح دم أبنائها مغول العصر.

 

وفيما ارتفعت فوق مبانيها راية الله أكبر، شهدت شوارعها وأزقتها لقاء الأهل بالأهل وضجت مساكنها بالزغاريد. وقال المواطن حمد فهد، الذي يسكن شمال الناحية، في اتصال هاتفي بـ «الصباح»: ان المعركة كانت شرسة جدا خلال الايام الثلاثة الماضية وتوجت بالنصر المؤزر، مشيراً إلى ان جثث «الدواعش» العفنة انتشرت في كل مكان من الناحية.

 

وأضاف فهد أن الخوف والذعر أصابا الاطفال والنساء وكبار السن بعد التهديدات التي كان يطلقها الإرهابيون الذين اتخذوا من بيوت الآمنين ملاجئ يحتمون بها من القصف الجوي وهرباً من قواتنا البطالة التي التقطتهم كالجرذان، مبيناً ان العشرات من «الدواعش» قتلوا بيد اهالي الناحية انتقاماً لما ذاقوه من عذاب وظلم منهم.

 

وتابع فهد أن اهالي الناحية شاركوا في المعركة وأحرقوا مقر ديوان الحسبة ومحكمتهم اللاشرعية ورفعوا راية الله اكبر فوق المباني والمنازل، لافتاً إلى أن عدداً من الارهابيين فروا بواسطة الدراجات النارية إلى مناطق أخرى خارج الناحية باتجاه مدينة الموصل.

 

وأشار فهد إلى أن المعنويات العالية للمقاتلين الابطال أثناء دخولهم للمناطق السكنية وهم يلوحون لنا بأيديهم بعلامة النصر الممزوج بالمحبة والابتسامة رغم خوضهم معركة شرسة ضد الارهابيين دليل على وحدة الصف وأنهم عازمون على تحرير الموصل قريباً.

 

في حين وصف مواطن من سكنة منطقة السوق وسط الناحية، لـ «الصباح»، حجم الرعب والخوف الذي انتاب أهل القيارة حين شنت القوات الأمنية هجومها السريع، موضحاً أن التكفيريين أشاعوا أن القوات الأمنية اذا دخلت الناحية فانها ستقوم بقتل جميع أهلها، لكننا رأينا أبناءنا يقاتلون «الدواعش» بيد ويقدمون العون والمساعدة والمحبة لإخوتهم باليد الأخرى.

 

وأضاف المواطن أنه عند اقتراب قواتنا الباسلة من السوق زال عنا أي خوف وانطلقنا تلقائيا لاحتضانهم وقدمنا لهم المعلومات التي عجلت بدحر الإرهاب والقضاء عليه في الناحية بأكملها، مبيناً أن أكثر من 700 قتيل من البهائم «الداعشية» تنتشر جثثهم في مناطق مختلفة من الناحية فيما فرّ الآخرون تاركين اسلحتهم ومعداتهم.

 

ولفت إلى أن الناحية كانت تعد مصدراً اقتصاديا مهما لتمويل عصابات «داعش» لاحتوائها على مصفى نفط القيارة فضلا عن الكبريت والغاز وخسارتهم لها أصابتهم بمقتل، مضيفاً أن أول شيء قام به الرجال بعد تحرير الناحية هو حلق لحاهم والعودة لارتداء الزي العربي «الدشداشة»، فيما رمت النساء النقاب.

 

من جانب آخر، أرجع عضو مجلس ناحية القيارة بمحافظة نينوى أركان السبعاوي، تسرب النفط الخام في شوارع الناحية إلى إحراق الإرهابيين للآبار النفطية، فيما حذر من حدوث أضرار بيئية «خطيرة» بعد غرق عدد من شوارع القيارة بالنفط. وقال السبعاوي، في تصريح صحافي: إن «عددا من أحياء القيارة سجلت تسرب النفط الخام في شوارعها بفعل قيام تنظيم «داعش» بحرق الآبار التي ترتبط بمصفاة القيارة»، مبينا أن «داعش احرق آبار النفط تلك لإعاقة تقدم أبطال قواتنا المسلحة التي فاجأتنا بسرعة تحرير الناحية من دون تسجيل أي إصابات للمدنيين».

 

ودعا السبعاوي الجهات الحكومية إلى «التحرك لمنع حدوث أضرار بيئية خطيرة تهدد حياة المدنيين لان تسرب النفط الخام في الشوارع يحتاج إلى معالجات سريعة»، لافتا إلى أن «داعش خسر واحدا من أهم موارده المالية إذ تضم القيارة نحو 63 بئرا نفطية كان التنظيم يسرق نفطها وينقله إلى نينوى».

 

وتابع أن «الأوضاع الأمنية في القيارة مستقرة مع انتشار القوات التابعة لعمليات نينوى وقوات مكافحة الإرهاب واللواء المدرع وتتم معالجة العبوات التي زرعها التنظيم في الناحية لتأمينها بشكل كامل وإعادة العوائل إليها».

شاهد أيضاً

آداب الأسرة في الإسلام

رابعاً : حقوق الأبناء : للأبناء حقوق علىٰ الوالدين ، وقد لخّصها الإمام علي بن ...