أمل الآمل للحر العاملي في علماء جبل عامل 22
9 مايو,2019
شخصيات أسلامية, صوتي ومرئي متنوع
1,165 زيارة
168 – الشيخ محمد علي ( 3 ) بن أحمد بن موسى العاملي النباطي .
فاضل صالح معاصر ، سكن أصفهان إلى الآن .
* * *
169 – الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن ( 4 ) العودي العاملي
الجزيني – من تلامذة شيخنا الشهيد الثاني ( 5 ) .
كان فاضلا صالحا أديبا شاعرا ، له رسالة في أحوال شيخه المذكور
رأينا قطعة منها ونقلنا منها في هذا الكتاب ( 6 ) .
ومن شعره قوله من قصيدة يرثي بها الشهيد الثاني :
هذي المنازل والآثار والطلل * مخبرات بأن القوم قد رحلوا –
ساروا وقد بعدت عنا منازلهم * فالآن لا عوض عنهم ولا بدل –
فسرت شرقا وغربا في تطلبهم * وكلما جثت ربعا قيل لي رحلوا –
فحين أيقنت أن الذكر منقطع * وأنه ليس لي في وصلهم أمل –
رجعت والعين عبرى والفؤاد شج * والحزن بي نازل والصبر مرتحل –
وعاينت عيني الأصحاب في وجل * والعين منهم بميل الحزن تكتحل –
فقلت مالكم لا خاب فألكم ( 1 ) * قد حال حالكم والضر مشتمل –
هل نالكم غير بعد الألف عن وطن * قالوا فجعنا بزين الدين يا رجل –
أتى من الروم لا أهلا بمقدمه * ناع نعاه فنار الحزن تشتعل –
فصار حزني أنيسي والبكا سكنى * والنوح دأبي ودمع العين ينهمل ( 2 ) –
لهفي له نازح الأوطان منجدلا * فوق الصعيد عليه الترب مشتمل –
أشكو إلى الله رزءا ( 3 ) ليس يشبهه ( 4 ) * إلا مصاب الأولى في كربلا قتلوا –
* * *
170 – السيد محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي
كان [ عالما ] ( 5 ) فاضلا متبحرا ماهرا محققا مدققا زاهدا عابدا ورعا
فقيها محدثا كاملا جامعا للفنون والعلوم جليل القدر عظيم المنزلة ، قرأ على
أبيه وعلى مولانا أحمد الأردبيلي وتلامذة جده لامه الشهيد الثاني ، وكان
شريك [ خاله ] ( 6 ) الشيخ حسن في الدرس ، وكان كل منهما يقتدي بالآخر
في الصلاة ويحضر درسه ، وقد رأيت جماعة من تلامذتهما .
له كتاب مدارك الأحكام في شرح شرائع الاسلام خرج منه العبادات
في ثلاث مجلدات فرغ منه سنة 998 وهو من أحسن كتب الاستدلال ،
وحاشية الاستبصار ، وحاشية التهذيب ، وحاشية على ألفية الشهيد ، وشرح
المختصر النافع ، وغير ذلك .
ولقد أحسن وأجاد في قلة التصنيف وكثرة التحقيق ، ورد أكثر
الأشياء المشهورة بين المتأخرين في الأصول والفقه ، كما فعله خاله الشيخ حسن
وذكره السيد مصطفى في رجاله فقال : سيد من ساداتنا ، وشيخ من
مشائخنا ، وفقيه من فقهائنا . . . له كتب – انتهى ( 1 ) .
ولما توفي رثاه تلميذه الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي
بقصيدة طويلة منها قوله :
صحبت الشجى ما دمت في العمر باقيا * وطلقت أيام الهنا واللياليا ( 2 ) –
وعني تجافى صفو عيشي ( 3 ) كما غدا * يناظر مني ناظر السحب باكيا –
وقد قل عندي كل ما كنت واجدا * بفقد الذي أشجى الهدى والمواليا ( 4 ) –
فتى زانه في الدهر فضل وسؤدد * إلى أن غدا فوق السماكين راقيا –
هو السيد المولى الذي تم بدره * فأضحى إلى نهج الكرامات هاديا –
وللفقه نوح يترك الصلد ذائبا ( 5 ) * كما سال دمع الحق يحكي الفؤاديا –
وقد مرت أبيات للشيخ نجيب الدين علي بن محمد في مرثيته ، وقد
تقدم أن الشيخ حسن الحانيني رثاه بقصيدة ونقلت منها أبياتا .
[ ورأيت بخط ولده السيد حسين على ظهر كتاب المدارك الذي عليه
خط مؤلفه في مواضع ما هذا لفظه : توفي والدي المحقق مؤلف هذا الكتاب
في شهر ربيع الأول ليلة العاشر منه سنة تسعة بعد الألف في قرية جبع ] ( 1 )
* * *
171 – السيد محمد بن علي الحسيني ( 2 ) العاملي – ساكن كشمير .
كان فاضلا عالما فقيها نحويا شاعرا صالحا معاصرا .
* * *
172 – الشيخ محمد بن علي بن خاتون العاملي العيناثي – سكن
حيدر آباد .
كان عالما فاضلا ماهرا محققا أديبا عظيم الشأن جليل القدر جامعا
لفنون العلم ، له كتب منها : شرح الارشاد ، وترجمة كتاب الأربعين
لشيخنا البهائي ، وغير ذلك .
مات في زماننا ولم أره ، كان معاصرا لشيخنا البهائي ، وكتب له
على نسخة ترجمة كتاب الأربعين إنشاءا لطيفا يشتمل على مدحه والثناء
عليه وعلى كتابه سنة 1027 ( 3 ) .
* * *
173 – الشيخ محمد بن علي الشحوري العاملي .
كان فاضلا عالما صالحا عابدا ، له كتاب تحفة الطالب في مناقب
علي بن أبي طالب عليه السلام ، ألفه في حيدر آباد وعندنا منه نسخة بخط
مؤلفه ، وتاريخ الفراغ من تأليفه سنة 1012 .
* * *
174 – الشيخ محمد بن علي بن العقيق العاملي التبنيني .
[ فاضل ] ( 1 ) صالح معاصر .
* * *
175 – الشيخ الجليل محمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي
المشغري الجبعي – عم مؤلف هذا الكتاب .
كان فاضلا عالما ماهرا محققا مدققا حافظا جامعا عابدا شاعرا منشئا
أديبا ثقة ، قرأت عليه جملة من الكتب العربية والفقه وغيرهما ، توفي سنة
1081 ، له رسالة في ذكر ما اتفق له في أسفاره سماها الرحلة ، وله حواش
وفوائد كثيرة ، وله ديوان شعر جيد ما رأيت فيه بيتا رديئا ، وأمه بنت
الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، وله قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وآله
والأئمة عليهم السلام .
وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر في محاسن أعيان
العصر فقال فيه : حر رقيق الشعر عتيق سلافة الأدب ، ينتدب له عصي
الكلام إذا دعاه وندب ، له شعر يستلب نهى العقول بسحره ، ويحل من
البيان بين سحره ونحره ، فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة وأدق ، وأصفى
من صهباء يشعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق ، فمنه قوله وأجاد في
التورية بلقبه ما شاء :
قلت لما لحيت في هجو دهر * بذل الجهد في احتفاظ الجهول –
كيف لا أشتكي صروف زمان * ترك الحر في زوايا الخمول –
وقوله :
يراكم بعين الشوق قلبي على النوى * فيحسده طرفي فتنهل أدمعي –
ويحسد قلبي مسمعي عند ذكركم * فتذكو حرارات الجوى بين أضلعي –
وقوله :
وكم غلت الأحشاء مني حرارة * من الدهر لآفات الردى هامة الدهر –
تقدمني بالمال قوم أجلهم * لدي مقاما قدر فاضلة الظفر –
وقوله :
يا دهر كم تحتسي منك الورى غصصا * وكم تراعي لأهل اللوم من ذمم –
بحكمة الله لكن الطباع ترى * في رفعة النذل صدعا غير ملتئم –
– انتهى ما نقلته من سلافة العصر ( 1 ) .
ولقد قصر في مدح هذا الشيخ حيث وصفه بالشعر والأدب ، ولم
يذكر جمعه لجميع المحاسن والفضائل والعلوم ، وعذره أنه لم يطلع على أحواله ، وقد كنت مدحته بقصيدة ورثيته بأخرى ذهبا فيما ذهب من شعري .
وكتبت إليه مرة هذين البيتين :
أنت فخر لولدك ( 2 ) الغر في يوم * فخار بل أنت فخر أبيكا –
وكما لي فخر بأنك عمي * لك فخر باني ابن أخيكا –
ومن شعره أيضا قوله من أبيات وفيه استخدامات خمسة :
ما رنحت صادحات الأيك في الشجر * إلا وناحت لنوحي أنجم السحر –
يا ساكني البان أزرت منكم مرحا * تلك القدود ( 3 ) على أغصانه النضر –
وحقكم ما جرى ذكر العقيق ضحي * إلا وأسبلته في الخد كالمطر –
ولا ذكرت الغضا إلا وأججه * بين الضلوع لكم مور من الفكر –
أفنيتم العين سقما عندما حرمت * إليكم بالنوى رغما من النظر –
تروي الغزالة عنكم في الجمال كما * سلبتم النفر عنها حكم مقتدر –
وقوله :
تنبه فأوقات الصبى عمر ساعة * وعما قليل سوف تسلبها قسرا –
وما المرء الا ضيف طيف لأهله * يقيم قليلا ثم يغدو لهم ذكرا –
وإن بني الدنيا وإن طال مكثهم * بها أو علوا فوق هام السهى قدرا –
كركب أناخوا مستظلين برهة * وحثوا المطايا نحو منزلة أخرى –
وقوله :
إن كان حبى للوصي ورهطه * رفضا كما زعم الجهول الخائض –
فالله والروح الأمين وأحمد * وجميع أملاك السماء روافض –
قوله :
يا عترة المختار حبكم * مازجه الباطن والظاهر –
تالله لا يطوي على حبكم * إلا فؤاد طيب طاهر –
ولا يناويكم ( 1 ) سوى فاجر * ضمته في أرحامها عاهر
فمنكم يمتاز أصل الورى * ويستبين البر والفاجر –
[ وقوله :
إلهي شاب في التفريط رأسي * وأوهنت الذنوب العظم مني –
فجد يا رب وارحم ضعف حالي * ووفقني لما يرضيك عني –
وقوله :
أين الأولى نامت عيونهم * عني وعيني شغفها السهر ( 2 ) –
طالت ثواهم فاستشاط لها * في القلب نار شبها الفكر ] ( 1 ) –
2019-05-09