الرئيسية / بحوث اسلامية / شرح رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين20

شرح رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين20

ومما يؤيد أن الدعاء مخ العبادة ، وأنه ركن أساسي فيها ما يأتي :
1 – أن جميع الأعمال التعبدية قائمة على أساس اللجوء إلى الله بصالح
الأقوال والأعمال .

2 – أن الله قد فسر الدعاء بالعبادة ، وأنذر المستكبرين عنه بنار جهنم ،
حيث يقول : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ، ولا تفسدوا
في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين )
( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون
جهنم داخرين ) .

3 – أن الله قد أخبرنا أن الدعاء هو السر الذي يربطنا به ، ولولاه ما
اكترث بنا حيث يقول : ( قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم ) .
4 – أن النبي ( ص ) قد حض على الدعاء وبين مزاياه ودعانا إلى الثقة
التامة بإجابة الله له حيث يقول : ( ادع الله وأنت موقن بالإجابة ) .
5 – إن الله تعالى قد حث على الدعاء وضمن إجابته في مواضع كثيرة من
القرآن منها قوله : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع
إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) .

ومعنى هذا ( وإذا سألك ) أيها الرسول ( عبادي ) المعترفون بعبوديتهم
لي الخاضعون لعظمتي وجلالي ( عني ) أقريب أنا منهم أم بعيد ؟ ( فإني قريب )
فأجبهم باني قريب منهم ، بمالي من كمال العلم والسلطان النافذ والهيمنة
المطلقة على سائر الموجودات وجميع القوى الظاهرة والباطنة ، البارزة والكامنة
كالروح وأسرار الأثير والكهرباء ( أجيب دعوة الداع ) أي وقد أخذت على
نفسي أنني أجيب دعوة كل ملتجئ إلي بدعوته ما لم يسأل بإثم أو قطيعة رحم
( إذا دعان ) أي خصني بالدعاء مقرا بعجزه معترفا لي بالقدرة على تحقيق
المطالب واثقا من صدق وعدي ، وأني لا أبخل بما عندي . قال ( ص ) :

( ادعوا ربكم وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من
قلب غافل لاه ) ( فليستجيبوا لي ) فما عليهم إلا أن يبادروا بالدعاء الذي هو
روح العبادة ، لما فيه من الدلالة على الشعور بالحاجة إلى الله تعالى والتعلق به ،
ويطالبونني بالإجابة ليبرهنوا بذلك على ثقتهم بتحقيق مطالبهم ومعرفتهم بي
( وليؤمنوا بي ) أي وليبرهنوا على إيمانهم حقا بي بالاخلاص في طاعتي
والانقياد لأحكامي ، والتقرب إلي بصالح الأعمال . ( لعلهم ) بذلك ( يرشدون )
يبلغون الرشد إذ يدركون ما لي عليهم من حقوق الطاعة والاخلاص في سائر
الأعمال التي أمرتهم بها ، والتي هي هيكل جميع العبادات ، مقابل ما منحتهم
من النعم ، وما تعهدت لهم من إجابة الدعاء ، وفي هذا يقول تعالى : ( وأطيعوا
الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) ، إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ، الذين يقيمون الصلاة
ومما رزقناهم ينفقون ، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة
ورزق كريم ) .

 

https://t.me/wilayahinfo

شاهد أيضاً

السيّد الخامنئي (دام ظله) هو قائد الأمة وصاحب الأثر الأكبر في مواجهة الاستكبار

أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة السيّد، سامي خضرا، أن “فتاوى وخطب قائد ...