دلائل قاطعة قدمتها سوريا إلى مجلس الأمن الدولي تدل على تورط إقليمي دولي بدعم الإرهابيين في إدلب في الوقت الذي يلقي فيه الجيش السوري القبض على عشرات ضباط الاستخبارات الأجنبية في كفرنبودة.
فقد تقدم الدكتور بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بدلائل قاطعة لمجلس الأمن تدل على تورط إقليمي ودولي على دعم الإرهابيين في إدلب، وكشف المندوب السوري في مجلس الأمن الدولي عن الإجتماع الذي نظمه قادة التنظيمات الإرهابية في إدلب وفنده، وأيضا قدم الجعفري إثباتات موثقة بالصور لهذا الإجتماع ولمن حضره من المجموعات الإرهابية التي شارك أعضاءها في إجتماعات “أستانا” للتسوية السورية والتي ترعاها روسيا وإيران وتركيا.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ثبت الأمر بأن كل المعارك الطاحنة التي دارت في كفرنبودة بدعم تركي والإستماتة في مواجهة الجيش السوري كانت من أجل إنقاذ العشرات من ضباط الإستخبارات الأجنبية، وهذا ما يمكن أن نربطه مع التصريحات الروسية بأنه لن تكون في إدلب عملية عسكرية واسعة.
هل إستطاع الجعفري وضع المجتمع الدولي أمام خيار محاسبة تركيا أو غيرها من الدولة الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة وخاصة بعد إعتقال 30 ضابط استخبارات أجنبية؟
ماحقيقة إلقاء القبض على ضباط إستخبارات أجنبية في كفر نبودة وماهو مصيرهم؟
كيف يمكن إستثمار هذا الصيد الثمين وهل يجنب سوريا وحلفاءها توسيع العمل العسكري في إدلب خاصة بعد تأكيدات روسية على عدم وجود نية القيام بعملية عسكرية واسعة؟
حول أهمية ماتقدم به مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري قال الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي العميد علي مقصود:”
“لاشك أن الموقف الدبلوماسي والسياسي يكون قوياً عندما يكون لديه رصيداً قدمه له الميدان العسكري والجيش العربي السوري مع الحلفاء بهذه الإنجازات الكبيرة، ما تقدم به الدكتور الجعفري في الأمم المتحدة كان له تاثيراً ووقعاً كبيراً على المجتمع الدولي لأنه كان لديه وثائق ودلائل حسية قدمها هذا الإنجاز، وكلنا يدرك أن الجيش عندما حاصر في البداية كفرنبودة كان هناك ثلاث هجمات معاكسة متقدمة بالعربات المفخخة بعد أن تم الزج بإرهابيين أجانب يتقدمون هذا الهجوم فإنسحب الجيش إنسحاباً تكتيكبياً وأعاد إنتشاره ليستدرج هذه المجموعات الإرهابية إلى هذا الجيب الناري الذي أحاط بكل من كفرنبودة والهبيط.
بعد ذلك إستهدف الجيش تحركات الإرهابيين بالأرتال وقضى على أعداد كبيرة وصلت إلى 200 قتيل، و ما إن وصلوا إلى هذه القرية عملوا على تثبيت مواقعهم بدعم من خبراء أجانب وهم ضباط إستخبارات لعدة دول وعلى رأسها إسرائيل وتركيا، فقام الجيش بالهجوم المعاكس وحاصر عدد كبير من ضباط الإستخبارات الأجنبية،ولذا حاولت المجموعات الإرهابية تنفيذ هجوم معاكس لتفك الطوق عنهم ولكن الجيش إستطاع صدهم وإلقاء القبض على هؤلاء الضباط”.
وعن تفاصيل هذه العملية وأهمية إلقاء القبض على ضباط إستخبارات أجنبية قال العميد مقصود، قال:
“هذا إنجاز نوعي وخاصة في هذه المرحلة التي عملت فيها الدول الغربية على تفعيل وتدوير سيناريو الكيميائي من جديد والتباكي على المدنيين وإستدعاء الملف الإنساني لكي لاتقع هذه المجموعة الكبيرة من ضباط الإستخبارات بيد الجيش العربي السوري، وبالتالي المجتمع الدولي بات أمام هذه المعطيات والحقائق التي تفصح عن إرتباط هذه الدول بشكل عضوي مع هذه المجاميع الإرهابية.
عدد هؤلاء الضباط من 25 إلى 30 من ضباط الإستخبارات الأجنبية وهذا بتقديري يعطي لسوريا ورقة قوية للتفاوض مع دولهم ،وبالتالي سيؤدي إلى إزعانهم بما تقوله سوريا سواء كان بخصوص العملية السياسية أو كان بخصوص العملية الميدانية، أي أن تكون الإستجابة فعلاً بإلتزام تركيا بأن تفي بتعهداتها، وهم أيضا سوف يزعنون إلى مطالب سوريا بإخراج هذه المجاميع الإرهابية من سوريا ومحاكمتهم في بلدانهم، وبهذا الشكل لن نحتاج إلى عملية عسكرية واسعة في هذه المنطقة ما يساعد على حقن دماء الجيش والمدنيين”.
نواف إبراهيم