الستارة الخامسةكان مشهداً جميلًا: عالم دين أرمني يجلس إلى جانب عالم دين سيّد مسلم. أحدهما كان أسقف الأرمن في طهران، والآخر كان رئيس جمهورية إيران الإسلاميّة. كان السيّد “آرداك مانوكيان” والسيّد “الخامنئي” قد جلسا جلسة ودّية وراحا يتبادلان أطراف الحديث بمودّة. كان الأسقف قد أحضر كشفاً بالمساعدات الأرمنيّة للجبهة، يرمز إلى اهتمام هذه الفئة من الشعب بالحرب ومجرياتها. وكان رئيس الجمهورية يشدّ على يد الأسقف بدفء:لقد جلستُ اليوم بجوار قائد دينيّ مسيحيّ وليس بيننا أيّ نحو من الاختلاف. أنا مسلم وأنت عالم دين مسيحي وكلانا يسير على درب واحد ولأجل هدف واحد. أنا لا أنسى مطلقًا عندما كنتُ في الأهواز، أتحدّث في الخنادق مع الجنود وأستفسر عن أوضاعهم عندما نظر إليّ أحدهم وقال: أنا أرمني. لقد غمرني الشعور بالبهجة والسرور من قتال هذا الأرمني جنباً إلى جنب المسلمين. كانت مشاعر الأخوّة والمودّة سائدة، بحيث إنّه لم يشعر بتاتًا أنّه يُقاتل بين كلّ هؤلاء المسلمين. والآخرون أيضًا لم يكونوا يعرفون أنّ رفيقهم في الجهاد هو أرمني. كلاهما كان يُقاتل لأجل هدف واحد.
في تلك الأيام الصعبة، سنة إحدى وثمانين ميلادية، بدرت حركة قيّمة من قِبَل جمع من الشعب يختلفون في عقيدتهم عن سائر الناس، لكنّهم لم يكونوا مستعدّين للسكوت حيال الظلم والاعتداءات الّتي تُرتكب بحقّ وطنهم، ولم يرضوا أن يبقوا متفرّجين. في الأيام الأولى للسنة الميلادية الجديدة من العام 1982م قرّر المسيحيّون، وبسبب جرائم صدّام الكثيرة واحترامًا لآلاف العوائل الّتي قدّمت الشهداء والجرحى، أن لا يحتفلوا بعيد رأس السنة. وكان آية الله الخامنئي أول من لاحظ هذه الحركة لمسيحيّي إيران، ولهذا فقد كرّمهم في بيانه الخاص ببداية السنة الميلادية: 25
17
إشارة (مؤسسة صهبا)
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك لإخوتنا المواطنين المسيحيّين، ولكلّ الأتباع الحقيقيّين للسيّد المسيح في أرجاء العالم بداية السنة الميلاديّة الجديدة، والّتي تحمل ذكرى الولادة المباركة لحضرة نبي الله العظيم عيسى المسيح ابن مريم، وأرجو بالاستمداد من تلك الروح والكلمة الإلهيّة أن يكونوا مشمولين وجميع طلّاب الحقّ والفضيلة بالنجاة والسعادة.
تطلّ علينا السنة الميلاديّة الجديدة في وقت بات فيه ملايين الناس المتعطّشين للعدالة والحقّ والسلام والمحبّة، والمتجرّعين لغصّة فقدان هذه القيم في أنحاء العالم كافّة، يتوقون إلى المستقبل المشرق، وينتظرون – على أمل تحقّق الوعود الّتي جاء بها السيّد المسيح وجميع حاملي لواء الحقّ والعدالة – تشكّل النظام الإلهي في بلادهم. وقد أشعل العراق في وطننا العزيز إيران، حيث باتت بشائر الوعود الإلهيّة مشهودة أكثر من أيّ
26
18
إشارة (مؤسسة صهبا)
مكان آخر، وبإيعاز من قوى الهيمنة المستبدّة، نار الحرب المفروضة على حدود هذا الوطن الإسلاميّ. لقد قدّم الكثير من المواطنين، ومن جملتهم المسيحيّون، في السنّة الماضية أغلى أعزّائهم فداءً للوطن، وحفظًا لإنجازات الثورة الإسلاميّة الرائعة. وإنّ امتزاج هذه الدماء الّتي تغلي على الحدود الملحميّة لوطننا العزيز قد وطّد أواصر الصلة الممتدّة إلى مئات السنين بين المسلمين والمسيحيّين وجعلها أكثر رسوخًا.
لقد امتنع اليوم جمع من إخواننا المواطنين المسيحيّين المتديّنين عن إقامة مراسم الاحتفال بعيد رأس السنة الميلاديّة الجديدة ليُعربوا من خلال احترامهم للعوائل التي ضحّت بفلذات أكبادها عن ارتباطهم واتّحادهم مع سائر أبناء وطنهم. وأنا باسم شعب إيران أُعرب عن شكري وتقديري لهذه الخطوة المتعاطفة. وأسأل اللّه سبحانه وتعالى أن يكون هذا العام الجديد، وفي ظلّ الحكومة الإسلاميّة وحاكميّة القرآن، عام توفيق وسعادة للمسيحيّين والبشريّة جمعاء.
السيّد علي الخامنئي
رئيس جمهورية إيران الإسلاميّة
01/01/1982
في الأيّام والشهور الأولى للحرب، كان السيّد الخامنئي مع الدكتور شمران قد استجازا الإمام الخميني قدس سره في الذهاب إلى الجبهة. لكن هذه الفترة لم تطل، فبعد إصابة السيّد الخامنئي دام ظله في محاولة اغتياله، وعلى أثر انتخابه رئيساً للجمهوريّة سنة إحدى وثمانين ميلاديّة، لم يُعطِ الإمام إجازة للسيّد الخامنئي حتّى للذهاب من أجل افتتاح مشاريع عمرانيّة للمحافظات على الحدود مع العراق، ناهيك عن الذهاب إلى مناطق الجبهة العسكريّة.
ولقد استمرّ هذا المنع من قِبَل الإمام قدس سره إلى وقت إعلان القبول بالقرار الدولي ليتمكّن السيّد الخامنئي دام ظله في آخر شهر من الحرب والغزو الجديد لصدّام أن يغتسل مجدّدًا غسل الشهادة، ويرتدي لباس العسكر ويذهب إلى الجبهة. وما بين هذَيْن الحضورَيْن، كان جنديّ الإمام المخلص والجريح، يُقاوم في جبهة خلف الجبهة. فلقد كان الحفاظ على إيمان الشعب راسخاً، وإبقاء مقاومته منيعةً أهمّ متراس خلف الجبهة العسكريّة.
27
19
إشارة (مؤسسة صهبا)
يبدأ آية الله الخامنئي سنة أربع وثمانين ميلادية ببرنامج زيارة منازل الشهداء. وفي السنة نفسها، في الأيام الأولى لحلول السنة الميلاديّة، ينزل ضيفًا على عائلتَيْ شهيدَيْن مسيحيَّيْن، عائلة الشهيد آفديان وعائلة الشهيد آفانسيان. ويستمر هذا البرنامج.
ينقسم مسيحيّو إيران في الأساس إلى أرمن وآشوريّين. وقد قدّم كلا المذهبَيْن شهداء في سبيل الوطن. زار الإمام الخامنئي في بعض السنوات منازل الأرمن وزار منازل الآشوريّين أحيانًا أخرى، جالسهم وسمع من أمّهاتهم وآبائهم آهات القلب وأحاديث الرّوح، وقدّم لهم تعازيه، ودعا لهم. تحدّث مع كبارهم عن ذكرياتهم وقضاياهم المسيحيّة، واستفسر من الشبّان عن دراستهم وأعمالهم، وأوصاهم بالاستفادة من فرصة الشباب وحسن استثمارها. كان حضور الإمام الخامنئي دام ظله في بيوتهم مسألة غير قابلة للتصديق أصلاً، فكيف إذا وصل الأمر إلى الجلسات الحميمة والأحاديث الودّية وشرب الشاي معاً.
وأمّا هذا الكتاب
بعناية اللّه وتوفيقه، انطلقت في مركز “صهبا” حركة مباركة للتعريف بجوانب من البرامج النورانيّة المتواصلة للإمام القائد “الخامنئي”، أي حضوره في منازل الشهداء. وهو برنامج بدأ سنة 1984م في أصعب فترة من أيام الحرب المفروضة، وما زال مستمرًّا حتّى اليوم. وفي كلّ مورد من موارده لفتات لطيفة ودروس قيّمة وعِبَر للناس.
وقع الاختيار على عنوان “الشمس في مهبط ملائكة اللّه” ليكون اسمًا لسلسلة الكتب
28
20
إشارة (مؤسسة صهبا)
الّتي تتناول هذا الموضوع، وهو مختارات من كلام الإمام القائد بخصوص هذه المنازل. وقد تمّ نشر الكتاب الأول في هذه السلسلة تحت عنوان “ضيافة من الجنّة”، وهو يروي أحداث زيارة القائد إلى منزل عوائل خمسة شهداء في ليلة واحدة في مشهد المقدّسة.
“المسيح في ليلة القدر” هو عنوان الكتاب الثاني من السلسلة نفسها. فمن بين اللقاءات العديدة لقائد الثورة مع عوائل الشهداء، تمتاز لقاءاته مع عوائل الشهداء المسيحيّين بجاذبية خاصّة وخصوصيّات مميَّزة، الأمر الّذي شجّعنا أن نرويَ أحداث تلك اللّقاءات بتمامها في كتاب واحد.
لقد زار سماحته منذ سنة أربع وثمانين ميلادية وإلى الآن منازلَ ثمانٍ وعشرين أسرة شهيد مسيحيّة، وقد استمرّ على هذا المنوال في فترة رئاسته للجمهوريّة، ولا يزال في مرحلة قيادة الثورة.
ويُعدّ كتاب كهذا إحدى الثمرات الصغيرة لأكثر من ثلاثين سنة من الجهد والحبّ والدقّة في العمل لمعاونيّة العلاقات العامّة في مكتب قائد الثورة المعظّم.
لقد تولّدت “العلاقات العامّة” على أثر عناية القائد والتزامه المباشر بمتابعة الرسائل والاستماع إلى شؤون الناس وشجونهم، والّذي كان يجري مباشرة وبلا واسطة في مكان إقامة صلاة الجمعة في طهران، فقد كان الإمام الخامنئي لسنوات إمام جمعة طهران المحبوب. ثمّ استمرّ الأمر في فترة تشرّف رئاسة الجمهورية باعتلائه منصبها سنة إحدى وثمانين ميلاديّة تحت عنوان “مكتب العلاقات العامّة لرئاسة الجمهورية”. وبعد رحيل الإمام “الخميني” قدس سره، ونيله توفيق القيادة وولاية الأمر، تشكّلت “معاونيّة العلاقات العامّة في مكتب قائد الثورة”.
لقد نمت “العلاقات العامّة” بفضل الجهود والمساعي الفرديّة لأحد التلاميذ القدماء والأمناء لدى القائد، والّذي ما زال إلى اليوم مفعماً بالعزيمة والتفاؤل. وانتقشت بالعمل الدؤوب للأعضاء المعدودين في “العلاقات العامّة” صور خالدة عن الخدمة ومحبّة الناس على لوحة الثورة الإسلاميّة لتكون مصداقًا لكلام أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: “يا مالك… واجعل لذوي الحاجات منك قسمًا تفرّغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلسًا عامًّا فتتواضع فيه للّه الّذي خلقك، وتُقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك،
29
21
إشارة (مؤسسة صهبا)
حتى يُكلّمك متكلّمهم غير متتعتع، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في غير موطن: “لن تُقدّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقّه من القويّ غير متتعتع”1.
إنّ كلّ ما يُستخلَص من الوثائق والمشاهدات والمسموعات يحكي عن أمرٍ وهو: أنّ اهتمام “العلاقات العامّة” والتزامها ودقّتها يتضاعف فيما يرتبط بمحضر الشهداء وعوائلهم. ومنذ سنة أربع وثمانين ميلادية، حين بدأ الإمام الخامنئي دام ظله ببرنامج زيارة منازل الشهداء، وفيما عدا المسائل المرتبطة بالحماية والأمن، فإنّ كلّ ما يتعلّق بهذه اللّقاءات من تخطيط ومتابعة وتوثيق وأرشفة وحفظ، كان على عهدة مكتب العلاقات العامّة. إنّ استمرار تنظيم هذه العمليّة والتصوير المميّز لهذه اللّقاءات لهو دليل على العمل المتقن والمخلص للقِوى العاملة في هذا المكتب. وبحمد الله، فإنّ الوثائق المتنوّعة والعديدة لهذه اللّقاءات من بدايتها وإلى اليوم قد تمّ حفظها. آلاف الصور والوثائق المكتوبة، مئات الدقائق من التسجيلات الصوتية والأفلام، تمّ تسجيلها بحسب التواريخ المختلفة، وهي موجودة اليوم منظّمة ومصنَّفة في مكتب العلاقات العامّة. وغير خافٍ أنّه كان هناك ولا يزال خلف هذه الأرشفة الدقيقة للوثائق دافع إلهي أعلى من مجرّد التكليف الإداري والعمل الوظيفي. وإنّ غاية إخلاص الإخوة في مكتب العلاقات العامّة تتّضح ها هنا، حيث إنّهم بكلّ عظمة وسخاء أجازوا لمجموعة من عموم الناس أن يستفيدوا من هذه الوثائق القيّمة.
وفي كلّ مرّة نال مركز “صهبا” توفيق الحضور بين يديّ مسؤول العلاقات العامّة ولقائه بهدف الإرشاد والتوجيه، فإنّه لم يجنِ حتّى اليوم سوى زاد المعنويّة والبصيرة والسعي الدؤوب من أجل إعلاء كلمة الإسلام وخدمة المجتمع الإسلاميّ والأمّة الصانعة للشهداء.
رحمة الله ورضوانه على الذين يُقصّرون لنا المسافة بين الأمّة والولي.
ورحمة الله على تلك القوى المخلِصة الّتي حملت أرواحها على الأكفّ في سبيل حماية وليّ الأمر منذ الماضي وإلى اليوم، وقد وفّرت برحابة صدر، رغم المَشَقّة، مقدّمات وظروف تواصل الناس، ومن جملتهم عوائل الشهداء، مع قائد الثورة عن قرب في عين تكريسها
1- الشريف الرضي،نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام، ص 439، تحقيق الدكتور صبحي الصالح، ط1، 1967م..
30
22
إشارة (مؤسسة صهبا)
منتهى الجهد والدقّة والحساسيّة في حماية القائد من الأخطار والتهديدات. رزقهم الله أجر مجاهدي صدر الإسلام.
يُلاحَظ في منزل كلّ عائلة شهيد أثرٌ لحضور مؤسّسة الشهيد وشؤون الجرحى. لقد حمل هؤلاء على عاتقهم مسؤوليّة جسيمة ومقدّسة، وهي متابعة شؤون عوائل الشهداء. فزادهم الله توفيقًا، ورزقنا جميعًا توفيق المساهمة في تكريم عوائل الشهداء.
لقد سعينا في رواية وقائع هذه اللّقاءات أن نستفيد إضافة إلى الوثائق المحفوظة، من محاورة أكثر هذه العوائل حتى نحصل على المعلومات الضرورية حول الشهيد ولقاء القائد بأسرته. وبحمد الله، فقد استقبلتنا معظم هذه الأسر بترحيب وحفاوة، وحدّثتنا بحرارة قلب عن شهدائها وذلك اللّقاء.
وقبل حوالي ثلاث سنوات من إصدار هذا الكتاب، أي في العام 2011 ميلادية، لفتنا اسم أحد جهات الاتصال مع “صهبا”، والذي كان قد اشترى عناوين عدّة من منشوراتنا. كان اسمه “هاملت طومانيان”. والواضح من الاسم أنّ صاحبه أرمني. وعليه فلم يكن شراؤه لكتب من “صهبا” – ليس فيها إلا بيانات القائد وخطاباته – مسألة بسيطة. تواصلْنا معه، وقد شكلّ هذا الاتصال نفسه أرضيّة صداقة مع السيّد “هاملت طومانيان”، أحد محبّي القائد المؤمنين به والمتابعين لكلامه. لقد تبيّن أنّ السيّد هاملت، ابن الثمانية والثلاثين عامًا، يقرأ كتب “صهبا” ويُروّج لها بين أصدقائه المسلمين والمسيحيّين وحتى بين تلامذته، وهو يُتابع بدقّة أخبار قائد الثورة وبياناته. لقد استمرّت هذه الصداقة إلى الوقت الّذي بدأ فيه العمل على ملف هذا الكتاب، فصار السيّد هاملت مرشدنا ومستشارنا، وصلة وصلنا بمجتمع المسيحيّين وبالخصوص الأرمن. لقد تحمّل عناء التنسيق لأكثر المقابلات، وكان مرافقَنا فيها، وقد تلطّف أيضاً وكتب بقلمه هو رواية أحد اللّقاءات. إنّنا في غاية الامتنان لما قدّمه لنا السيّد هاملت طومانيان من مساعدات، وأملنا أن تستمرّ هذه الصداقة والعلاقة القلبيّة الحميمة.
ولإضفاء مزيد من الجاذبية على الروايات، جرى السعي للاستفادة من رواة متنوّعين، والعمل قدر المستطاع لجعل الرواية بمثابة قصّة. طبعًا، تأليف قصّة من الروايات ليس بمعنى إطلاق عنان الخيال للتصرّف بها، فالوقائع والأحداث الأساسيّة التي وردت في الروايات جميعها واقعيّة ومستقاة من المقابلات والوثائق. إنّ الإشارة إلى هذه الملاحظة،
31
23
إشارة (مؤسسة صهبا)
هي أكثر وجوبًا من ناحية، أنّه – وللأسف – في إحدى المرّات وقبل عدّة سنوات، انتشرت وبشكل واسع رواية عن لقاء قائد الثورة بعائلة شهيد أرمني في الفضاء المجازي، وكانت في مجملها وليدة الخيال، بل إنّ اسم الشهيد الّذي ذُكر فيها لم يكن حقيقيَّا أصلًا. إنّ وثاقة نصّ هذا الكتاب فيما يتعلّق ببيانات سماحة القائد هي مئة في المئة. لقد دُوّنِت بياناته عن طريق التسجيل الصوتي للّقاءات وجاءت باللون الأزرق في متن الكتاب.
وردت الروايات في الكتاب بترتيب تاريخ استشهاد الشهداء المسيحيّين، وعليه يُصبح واضحًا أنّ هؤلاء الأعزّاء قد قدّموا الشهداء من أوّل سنة في الحرب حتّى آخرها. ولهذا السبب تاريخ اللقاءات متغيّر، فبعضها جرى في عهد رئاسة سماحة السيّد “الخامنئي” للجمهورية، وبعضها في مرحلة القيادة.
ومع الأسف، في بعض الموارد من اللّقاءات، كانت المستندات ناقصة ومثلًا الصوت أو صورة اللّقاء غير موجودة. تمّت الاستفادة في رواية هذه اللّقاءات تحديدًا من المقابلة مع عائلة الشهيد. في بعض الموارد أيضًا لم نحصل على عنوان عائلة الشهيد ولم يكن هناك من مجال لإجراء المقابلة. ونحن نأمل مع صدور الطبعة الأولى لهذا الكتاب أن نتمكّن في المراحل الآتية من جبران هذه النقائص قدر المستطاع.
ورد في نهاية الكتاب، وبعد الروايات، قسمًا الملحقات والضمائم. الملحقات وقد خصّصناه للصُوَر، وقد أُشير إليها في تكميل الموضوعات في متن روايات الكتاب. الضمائم أيضًا تشمل الأسماء والصور والمعلومات المختصرة المرتبطة بالشهداء الأرمن والآشوريّين. وأكثر هؤلاء الشهداء هم جنود ضحّوا بأنفسهم من أجل الدّفاع عن وطنهم وشرفهم، ومن تبقّى هم شهداء مظلومون استشهدوا إمّا خلال نضالات الثورة الإسلاميّة، أو في العمليّات الإرهابيّة للمنافقين والاشتباكات الّتي جرت معهم في الشوارع أو على أثر القصف المدفعي والصاروخي الظالم للمدن أثناء الحرب المفروضة.
ونحن نشكر إخوتنا المواطنين الأرمن الأعزّاء الّذين كانوا صلة وصلنا بالعوائل المحترمة للشهداء الأرمن: السيّد آفانس كاراپتيان (أخو الشهيد فيجن کارابتيان)، السيّد فاروج يسائيان (أخو الشهيد يسائيان)، السيّدة المحترمة روبينا مدديان (زوجة الجريح الشهيد نوريك محمودي)، السيّد رازميك طوروسيان (ابن خال الشهيد طوروسيان)، السيّد الدكتور فاروجان بابوميان (ابن الشهيد
32
24
إشارة (مؤسسة صهبا)
بابوميان)، السيّد وارطان داووديان (مسؤول الجرحى في مجلس البطاركة)، السيّد مِنوا نرسسيان (ابن أخي الشهيد نرسسيان)، والسيّدة المحترمة آرييلا كاراپتيان (ابنة أخي الشهيد کاراپتيان وابنة أخت الشهيد داووديان).
كذلك نشكر إخوتنا المواطنين الآشوريين الأعزّاء الّذين كانوا صلة وصلنا بالعوائل المحتَرمة للشهداء الآشوريّين: السيّد يونان بِت كُليا (نائب الآشوريين المحترم في مجلس الشورى الإسلاميّ)، والسيّدة المحترمة نانسي آلدو (مسؤولة مكتبه)، السيّد پيتر لازار (ابن خال الشهيد أردوشاهي)، جانب الكاهن المقدس نيا (كاهن الكنيسة الإنجيلية الآشورية في طهران)، ووالدة الشهيد جان جورج جان دافيد المحترمة.
ونتقدّم بالشكر من المؤسّسات الّتي ساعدتنا في طيّ طريقنا هذا: جريدة آليك، مركز وثائق مؤسّسة الشهيد، مركز العلاقات والمراجعات في مؤسّسة الشهيد، المقرّ الإعلامي لشهداء الجيش (العميد الركن مجيد شيخان)، بلديّة المنطقة الثانية في طهران، موقع ساجد الإلكتروني (السيّد حسين الثالثي)، ومجمع الآشوريّين في أروميه وريفها (السيّدة المحترمة دانيال).
ونشكر الله أن وفّقنا للعيش في هذا الجوّ المبارك، الّذي صار مقدّسًا بفضل أنفاس الشهداء وعطر الولاية، ونسأله أن يُديم علينا هذا التوفيق والسداد.
مؤسسة صهباكانون الأول 2014م