أسرار الحرب الدائمة
دراسة واقعية لاشكالية تعامل الإنسان المؤمن
في صراعه الدائم مع الشيطان
إعداد وتأليف: منتظر الأسدي
ملاحظة: نلفت أنتباهكم**
تم طبع كتاب اسرار الحرب الدائمة على نفقة أحد المؤمنين فهذا الكتاب يهدى ولا يباع.
وكل من يدعي انه سوف يرسل الكتاب بالبريد فهو كاذب.
وشكرا
السرّ رقم (6):
من الأمور الذي كان إبليس أول من أوجدها:
أول من أوجد النياحة الباطلة والكلام البذي في مآتم العزاء للميّت.
أول من أوجد الغناء والألحان الماجنة والموسيقى المبتذلة والحَدْي المذموم في البادية.
أول من أسّس عبادة النار.
أول من أوجد الكفر والشرك.
أول من أسّس عبادة الأوثان.
أول من أسّس اللواط.
أول من أوجد المثلية بين الجنسين.
أول من أوجد القياس في الدين.
أول من أسّس الكذب واليمين كذباً و…
وقيل: إن إبليس قال لأحد الأشخاص عند لقائه به: أنا قاتل هابيل، أنا قاتل ناقة صالح، أنا موقد نار ابراهيم، أنا قاتل زكريا، أنا جامع السحرة على موسى، أنا صانع عِجْل السامري، أنا المحرّض والمتابع على قتل يَحْيى، أنا المحرّض والمحرّك أبرهة على خراب الكعبة، أنا محرِّض المشركين على قتل محمد النبيّ الأكرم|، أنا من أوجد الحسد في قلوب المنافقين يوم السقيفة، أنا صاحب الجمل في معركة الجمل، أنا الذي وقفت بين صف معاوية وصف علي× في معركة صفين، أنا هالك الأولين ومضيّع الآخرين وشيخ الناكثين وركن القاسطين وظل المارقين([1]).
ولربّما لو سُئل اليوم في عصرنا هذا لقال: أنا من يشجع الشباب في العالم على فعل الجرائم والمنكرات والقتل وأكل لحم البشر وشرب الخمور واغتصاب النساء والإرهاب وذبح الأبرياء، أنا من يشجع الشباب في العالم على الانتحار، أنا من يخلق الفتن بين الدول والشعوب لإشعال الحروب، أنا من يُسلّط الحكام على رقاب المستضعفين من الرجال والنساء ليهلكوا الحرث والنّسل، أنا من يحرك الناس الجهلة على المؤمنين والمؤمنات لإيذائهم، أنا الذي أحرك المرأة الجاهلة على زوجها المؤمن “وبالعكس”، أنا الذي استفيد من أي فرصة تتاح لي فأحمل الإنسان علی أنواع المعاصي المتاحة لديه، ولربّما قال: أنا أشجّع علی العجلة والاستعجال في الأمور لِأُوُقِع الإنسان بالندامة والحسرة فإنّ العجلة صفة مذمومة في الإنسان، وهي من الشيطان، كما جاء في الحديث قال أميرالمؤمنين×: (التأني من الله، والعجلة من الشيطان)([2]). وقد ورد في الأمثال السائرة: من تأنى نال ما تمنى في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة.
لكن ويبقى الإنسان ـ عادةً ـ جهولاً ظلوماً عجولاً في أموره، قال تعالی: {وَيَدْعُ الإنسان بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنسان عَجُولاً}([3]).
نعم ينبغي المسارعة والتعجيل الی مغفرة الله تعالی، قال تعالی: {وسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ والْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقين}([4]).
كما أنّ الخيانة أيضاً من الشيطان فعن الصادق×: «مَنْ اُؤتُمِنَ عَلى أَمـانَة فَأَدّاهـا، فَقَد حَلَّ أَلفَ عُقدَة مِنْ عُقَدِ النّارِ، فَبـادِرُوا بِأَداءِ الأَمـانَةِ، فَإنَّ مَنْ اُؤتِمِنَ عَلى أَمـانَة وَكَّلَ بِهِ إبلِيسَ مِئةَ شَيطان مِنْ مَردَةِ أَعوانِهِ، لِيُضِلُّوهُ وَيُوسوِسُوا إِلَيهِ حتّى يُهلِكُوه، إلّا مَنْ عَصَمَ اللهُ عَزّ َوَجَلَّ»([5]). ويبقى الله تعالى هو خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.
([1]) بحار الأنوار: 39/189.
([2]) نهج الفصاحة: 395.
([3]) سورة الإسراء: 11.
([4]) سورة آل عمران: 133.
([5]) الأمالي للصدوق: 295.