الحـوادث التي وقعت عند ولادتـها
من الحوادث التي وقعت عند ولادتها عليها السلام بناء قريش للبيت وإشراق نورها الذي هو من نور الله في بيوتات مكة وفي شرق الأرض وغربها، وحدوث نورٌ زاهر جديد في السماء، والإبلاغ بالولاية والإمامة.
ولادتـها بعد الإسـلام
كانت ولادتها عليها السلام بعد الإسلام، حيث تدل الروايات التي ذكرت أن فاطمة عليها السلام وُلدت بعد ظهور النبوة وبعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين، وأن الولادة كانت بعد الإسراء والمعراج، والمعراج كان بعد الرسالة.
مـن كان حاضـراً عند ولادتـها
لم يكن حضور ولادة الزهراء عليها السلام من نصيب نساء قريش وبني هاشم، إذ رفضن دعوة خديجة عليها السلام لهن بالحضور وذلك لمقاطعتهن لها بسبب زواجها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد توقعت خديجة منهن مساعدتها في أمر الولادة حيث أن تكاتف عدد من النسوة لأمر الولادة من الأمور المعروفة في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن أراد الله عز وجل أن لا تتم ولادة الزهراء عليها السلام إلاّ مع نزول المدد الإلهي وإرسال أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم، وقد تمثلن بهذه الصورة لأن خديجة كانت تأنس بوجود نساء بني هاشم عند الولادة ، هؤلاء النسوة هنَّ آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وكلثم أخت موسى بن عمران وسارة كانت هي الناطقة بإسم النسوة حيث عرَّفت خديجة بهن.
(( عن أبى عبد الله الصادق … فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة فإنّا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها فوضعت فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة.)) (بحار الأنوار ج39 باب1 ص3 رواية1).
وفي روايات أخرى أن النسوة هنَّ حواء وآسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وكلثم أخت موسى، وقامت كل واحدة منهن بتعريف نفسها لخديجة لتأنس بهن.
((عن خديجة عليها السلام عنها قالت: … فلما قربت ولادتها دخل عليّ أربع نسوة عليهنّ من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت إحداهنّ: أنا أمك حواء، وقالت الأخرى: أنا آسية بنت مزاحم، وقالت الأخرى: أنا كلثم أخت موسى، وقالت الأخرى: أنا مريم بنت عمران أم عيسى، جئنا لنلي من أمرك ما تلي النساء. فولدت فاطمة، فوقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها))(ينابيع المودة ص198).
واستمر المدد الإلهي بعد الولادة، إذ دخلن على خديجة عليها السلام عشر من الحور العين تحمل كل منهن إبريقاً وطستاً من الجنة لمساعدة النسوة في خدمة خديجة والزهراء عليهما السلام بعد الولادة.