الرئيسية / تقاريـــر / ماذا يعني اعتِراف “الكيان” رسميًّا وعلنيًّا باغتِيال اللواء قاسم سليماني قبل عامين في مطار بغداد؟

ماذا يعني اعتِراف “الكيان” رسميًّا وعلنيًّا باغتِيال اللواء قاسم سليماني قبل عامين في مطار بغداد؟

ماذا يعني اعتِراف “الكيان” رسميًّا وعلنيًّا باغتِيال اللواء قاسم سليماني قبل عامين في مطار بغداد؟ وما سر هذا التّوقيت؟

وهل “سيُشَرِّع” إشعال فتيل حرب اغتِيالات تخوضها فصائل محور المُقاومة داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها؟

لا نعرف الدّوافع التي تكمن خلف إقدام الجنرال الإسرائيلي تامير هايمان على الإقرار رسميًّا وللمرّة الأولى “بأنّ جهاز الموساد الإسرائيلي لعب دورًا بارزًا إلى جانب نظيره الأمريكي في عمليّة اغتيال اللواء قاسم سليماني رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في الثالث من كانون الثاني آذار (مارس) عام 2020 أثناء وصوله إلى مطار بغداد قادمًا من دِمشق، ولكن هذا الاعتِراف، وعلى هذه الدّرجة من الوضوح والعلانيّة، ستترتّب عليه تبعات خطيرة أبرزها “تشريع” أيّ أعمال انتقاميّة ضدّ أهداف إسرائيليّة خارج فلسطين المُحتلّة في المُستقبل المنظور.

الجِنرال هايمان رئيس المُخابرات العسكريّة (أمان) الذي تقاعد قبل شهر فقط، لم يُعطِ معلومات أكثر دقّة عن دور “الموساد” في تنفيذ هذه الجريمة، فهل كانت الطائرة المُسيّرة التي نفّذت عمليّة الاغتِيال للراحلين سليماني وأبو مهدي المهندس قائد الحشد الشعبي العِراقي إسرائيليّة، وليس أمريكيّة، مثلما أُشيع في حينها، أم أن هذا الدّور استخباريًّا، أيّ تقديم المعلومات للقيادة الأمريكيّة عن تحرّكات القياديين المُستهدفين، أيّ سليماني ورفيقه المهندس؟

اعتِراف الجِنرال هايمان الذي كرّره في مُقابلةٍ على موقع “واللا” الاستِخباري أمس الذي شمل أيضًا اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا القائد الميداني لحركة الجهاد الإسلامي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2019، أيّ قبل شهرين من اغتِيال سليماني بغارةٍ جويّة إسرائيليّة، ربّما يأتي في إطار الحرب النفسيّة التي تشنّها دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيّام لطمأنة الرأي العام الإسرائيلي الذي يعيش قلقًا ورُعبًا غير مسبوقين هذه الأيّام في ظِل تقارير مُتزايدة عن احتِمالات قُرب نُشوب حرب مع إيران في ظِل تعثّر مُفاوضات الاتّفاق النووي في فيينا وانتِهاء جولتها السّابعة دون التوصّل إلى اتّفاق.

جهاز “الموساد” تجاوز كل الخُطوط الحمراء بإقدامه على تنفيذ عمليّات اغتِيال لعُلماء ذرّة إيرانيين داخِل إيران أبرزهم فخري زادة الذي يُوصف بأنه البرنامج النووي الإيراني، ولكن أن ينقل هذه العمليّات إلى خارج الحُدود الإيرانيّة، والعِراق على وجه الخُصوص، فهذا ربّما يُشَجِّع فصائل الحشد الشعبي العِراقي وخلايا تابعة للحرس الثوري، وربّما “حزب الله” أيضًا، لفِعل الشّيء نفسه، أيّ “مُهاجمة أهداف إسرائيليّة في مُختلف أنحاء العالم، خاصَّةً أن جميع هذه الأذرع العسكريّة “غير الحُكوميّة” موضوعة على قوائم الإرهاب من قبل مُعظم، إن لم يكن كُل، الحُكومات الغربيّة، أيّ أنها لن تخسر الكثير.

إيران انتقمت لاغتِيال قاسم سليماني بقصف قاعدة “عين الأسد” الأمريكيّة غرب العِراق، ممّا أوقع أكثر من مئة إصابة في صُفوف الجُنود الأمريكيين، أمّا حركة “الجهاد الإسلامي” فردّت فورًا على اغتيال القائد أبو العطا بإطلاق 400 صاروخ وقذيفة على المُستوطنات الإسرائيليّة شِمال قِطاع غزّة، ودفعت بنيامين نِتنياهو رئيس الوزراء في حينها إلى الهرب مُهروِلًا مذعورًا مِثل “الفأر” من اجتِماع انتِخابي كان يرأسه في مدينة عسقلان.

المُخابرات الإسرائيليّة بتورّطها في عمليّات اغتِيال سليماني ورفيقه المهندس، قُرب مطار بغداد، تلعب بالنّار، وتفتح على نفسها أبواب جهنّم ونوافذها، ومثلما كانت الخاسِر الأكبر في حرب الاغتِيالات ضدّ فصائل المُقاومة الفِلسطينيّة في السّبعينات والثّمانينات من القرن الماضي، ستُواجه خسارةً أكبر بكثير بإشعالها فتيل حرب اغتِيالات مُماثلة ضدّ محور المُقاومة، وأذرعه العسكريّة الضّاربة في لبنان واليمن، والعِراق، وقِطاع غزّة، ناهِيك عن إيران نفسها التي تملك أجهزة مُخابراتها خبرةً كبيرةً جدًّا في هذا الميدان، وكُل شيء في وقته.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”