الرئيسية / زاد الاخرة / وصية الإمام الخميني(قده) إلى السالكين

وصية الإمام الخميني(قده) إلى السالكين

اللهم أحيي قلوبنا الميتة من فيض رحمتك، ورحمة صفيك الذي بعثته رحمة للعالمين.

وأهل المعرفة يعلمون بأن الشدة على الكفار -وهي من صفات المؤمنين-             وقتالهم أيضا رحمةٌ، ولطف من الألطاف الخفية للحق، فالعذاب يزداد على الكفار مع كل لحظة تمرُّ عليهم، زيادة كمية وكيفية إلى ما لا نهاية له. لذا فإن قتل من هو ميئوس من صلاحه هو رحمةٌ في صورة غضب، ونعمةٌ في صورة نقمة، بالإضافة إلى أنه رحمة ستنال المجتمع، لأن العضو الذي يجر المجتمع كله إلى الفساد، يُشبه إلى حدٍّ كبير العضو في البدن الذي يؤدي عدم قطعه بالبدن كله الى التلف والهلاك. وهذا هو الذي جعل نوحا يدعو الله

{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا*إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا}(نوح/26-27). والله تعالى يقول {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ..}(البقرة/193). وعلى هذا وما سبقه كانت الحدود  (24- الحد في ا لشرع يطلق على الجزاء البدني الذي يجازى به مرتكب بعض المعاصي، وقد حدد الشارع المقدس مق 4646ر هذا الجزاء لكل أمر بمقدار معين.)  والتعزيزات (25- التعزيزات في الشرع يطلق على الجزاء الذي أوكل أمر تحديد مقداره للقاضي، فينظر القاضي إلى وضع المجرم ونوع الجرم وظروف ارتكابه، ويحدد مقدار الجزاء بما يتناسب مع ذلك، وقد عين الشارع المقدس الحد الأقصى لهذا الجزاء.) والقصاص رحمة من أرحم الراحمين بمرتكب الجرم أولا، وبالمجتمع بأسره ثانيا.

ولنتخطَّ هذه المرحلة.

بني:

إذا استطعت -بالتفكر والتلقين- فاجعل نظرتك إلى جميع الموجودات -وخصوصا البشر- نظرة رحمة

ومحبة. أو ليست الموجودات كافة -والتي لا حصر لها- واقعة تحت رحمة رب العالمين من جهات عديدة؟ ثم أليس وجود حياتها وجميع بركاتها وآثارها من رحمة الله ومواهبه على الموجودات ؟ وقيد قيل: “كل موجود مرحوم” فهل يمكن لموجود ممكن الوجود أن يكون له شيءٌ من نفسه؟ أو أن يستطيع موجود ( ممكن الوجود) مثله أن يعطيه شيئاً ما؟ وعليه فإن الرحمة الرحمانية هي الشاملة للعالم بأسره. ثم إن الله الذي هو رب العالمين، وتربيته التي تشمل العالم، أو ليست تربيته مظهراً للرحمة؟ وهل يمكن أن تكون الرحمة والتربية شاملة للعالم دون اقترانها بالعناية والألطاف والمحبة الإلهية ؟ إذن لم لا يكون من شملته العنايات والألطاف والمحبة الآلهية موضعاً لمحبتنا؟ وإذا لم يكن هو الأمر منا، أليس هو نقص فينا؟ أليس هو ضيق أفق وقصر نظر من قبلنا؟.

انتبه ياولدي؟ لقد أصبحت أنا عجوزا دون أن أتمكن من علاج هذه النقيصة، أو سواها من النقائص التي لا تحصى، وأنت ما زلت شاباً.  وأقرب إلى رحمة الحق وملكوته، فاسعَ لإزالة هذه النقيصة. وفقك الله ووفقنا والجميع لرفع هذا الحجاب، والتجلي بما تقتضية فطرة الله.

تعرضت فيما سبق إلى جانب من هذا الأمر، والآن تأتي الإشارة إلى  ما يساعدك في رفع هذا الحجاب.

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...