بضربة صاروخية دقيقة ومدمّرة وقاسية، نفذ حرس الثورة الإسلامية في إيران هجومه، ضد ما وصفه بالمركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني، في مدينة إربيل بإقليم كردستان العراق. وقد أصدرت العلاقات العامة للحرس الثوري الإسلامي بياناً، أعلنت فيه أنه بعد الجرائم الأخيرة للنظام الصهيوني المزيف، والإعلان السابق من أن جرائم وشرور هذا النظام سيئ السمعة، لن تمر دون رد، استهدف “المركز الاستراتيجي للتآمر وشر الصهاينة” الليلة الماضية، بصواريخ قوية من الحرس. محذرين “النظام الصهيوني المجرم” مرة أخرى، من تكرار أي شر، لأنه سيواجه بردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة. مؤكدين لأمة إيران العظيمة، أن أمن وسلام الوطن الإسلامي، هو الخط الأحمر للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية في إيران، وبأنهم لن يسمحوا لأحد بالتهديد أو الهجوم عليه.
وبهذا البيان، يتبنى حرس الثورة الإسلامية رسمياً الهجوم الصاروخي، الذي استهدف مقراً لجهاز الموساد الإسرائيلي، الذي يقع في محيط القنصلية الأمريكية في أربيل، والذي تم تنفيذه عند الساعة الواحدة قبيل فجر اليوم، بحوالي 12 صاروخ باليستي أطلقت من خارج العراق، وفقاً لتقديرات سلطات الإقليم. كما يشير البيان إلى أن هذه العملية جاءت رداً، على جرائم الكيان المؤقت في سوريا، حينما أدى القصف الجوي الإسرائيلي منذ أيام، إلى استشهاد ضابطين في الحرس تم تشييعهما بالأمس. خاصة وأن مصادر في الحرس قد أكدّت، مقتل حوالي 9 ضباط تابعين للموساد في هذا الهجوم.
وسارعت الإدارة الأمريكية الى توجيه الاتهام لإيران، عبر تصريح إعلامي لوزارة خارجيتها، ومن خلال ما نقلته وكالة رويترز والصحف الأمريكية “واشنطن بوست – Washington Post” و” وال ستريت جورنال – Wall street Journal” عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين يفيدون بذلك.
وهذا ما توافق مع المشاهد التي انتشرت حول هذه العملية، والتي أظهرت انفجارات، لا تشبه تلك التي كانت تتبع عمليات الاستهداف، بواسطة صواريخ غراد 122 ملم أو بالطائرات بدون طيار. حيث تمّ سماع دوي انفجارات عنيفة، في أماكن متفرقة داخل المدينة وخارجها.
دلالات وأبعاد
تنفيذ هذه العملية الصاروخية في هذه المنطقة بالتحديد، وتبني حرس الثورة الواضح لها، بالرغم من إدانات مسؤولين في الإقليم وفي العراق، يؤكد على عدة أمور أهمها:
_ قرار إيران الواضح والحاسم، بالردّ على جرائم كيان الاحتلال المؤقت في أي ساحة من الساحات، بالطريقة التي تراها قيادة القوات المسلحة هي الأفضل والأنجع لذلك. وهذا ما لا يعتبر مساً بسيادة أي دولة، بل حق لإيران في الدفاع عن أمنها القومي، خصوصاً وأن سلطات الإقليم لم تستجب لمطالبات المسؤولين الإيرانيين المتكررة، بمنع إقامة قواعد ومراكز تكون منطلقاً لتنفيذ عمليات عدائية ضد بلادهم انطلاقاً من الإقليم.
_ التأكيد على أن إيران ليست بحاجة لوكلاء (كما تدعي واشنطن وحلفاؤها)، عندما تريد تنفيذ عمليات رد ضد من يعبث بأمنها، أو يستهدف قادتها وعناصرها، بل تقوم بذلك جهاراً وعلانيةً، مع تحمل كافة تبعات ذلك. وهذا ما تؤكده عمليات الردّ الصاروخية الإيرانية السابقة ضد الجماعات الإرهابية المتمركزة في الإقليم، وضد الجماعات التكفيرية المتمركزة في سوريا في العام 2017.
_ الإعلان الرسمي عن معادلة ردع إيرانية، مماثلة لتلك التي رسمها حزب الله في سوريا، بأن الاعتداءات الإسرائيلية التي تؤدي لسقوط شهداء إيرانيين في سوريا، ستواجه برد مماثل حتماً.