شهدت مناطق متفرّقة بالضفة الغربيّة والقدس المحتلّة، اليوم الجمعة، مسيرات مندّدة بالاستيطان ورافضة لسياسات الاحتلال التنكيليّة بأبناء الشعب الفلسطيني، تخلّلها مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أدّت إلى استشهاد الأسير المحرّر أحمد صدقي موسى الأطرش (29 عاماً) في مدينة الخليل بعد إصابته برصاص الاحتلال الصهيوني، فيما أفيد عن سقوط 133 إصابة خلال مواجهات مع الاحتلال في قرى بيتا وبيت دجن وقريوت وكفر قدوم في نابلس.
المواجهات في الخليل
وأفادت مصادر محليّة أنّ المواجهات اندلعت في شارع الشلالة في منطقة باب الزاوية بالخليل، ما أدّى لإصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين، بينهم الأطرش برصاصة في رأسه.
وجرى نقل الأطرش إلى مستشفى الخليل لتلقّي العلاج قبل الإعلان عن استشهاده متأثرًا بإصابته البالغة. كما أصيب بالمواجهات ذاتها عشرات المواطنين الفلسطينيين بالاختناق جرّاء استنشاق الغاز السام، جرى علاجهم ميدانيًّا.
والأطرش، أسير محرّر اعتقل مرّات عديدة في سجون الاحتلال، آخرها أمضى خلالها 6 سنوات بتهمة محاولة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، وأُفرِج عنه نهاية عام 2020م. والشهيد الأطرش يكون نجل شقيق الشهيد أكرم الأطرش، أحد قيادات القسام في الخليل، والذي ارتقى شهيدًا عام 2000.
وزفّت حركة حماس الشهيد الأطرش، وأكّدت أنَّ “شعبنا سيواصل المسير على درب المقاومة وطريق الشهداء الأبرار، ولن يرهبه أو يوقفه إرهاب العدو الصهيوني، حتّى تحرير الأرض والمسرى والأسرى”.
إصابة العشرات بمواجهات مع الاحتلال في نابلس
إلى ذلك، وفي محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلّة، أصيب عشرات الفلسطينيين خلال المواجهات مع قوات الاحتلال “الإسرائيلي” في عدّة بلدات.
ودارت مواجهات عنيفة في بلدة قريوت جنوب شرق نابلس عندما قمعت قوات الاحتلال مسيرة توجّهت إلى موقع البؤرة الاستيطانية الجديدة التي شرع المستوطنون بإنشائها مؤخرًا.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز باتجاه المشاركين بالمسيرة، ما أدّى لوقوع 8 إصابات بالرصاص المعدني وإصابتين بقنابل الصوت و46 حالة اختناق بالغاز.
كما قمعت المسيرات الأسبوعية الرافضة للبؤر الاستيطانية على جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس وعلى أراضي بلدة بيت دجن شرق نابلس.
وتعاملت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني مع 133 إصابة في بيتا وبيت دجن وقريوت وكفر قدوم، منها إصابتان بالرصاص المعدني، وإصابة بالرصاص الحي لصحفي، و67 حالة اختناق بالغاز.
وتشهد بلدة بيتا احتجاجات شبه يوميّة، منذ عدة أشهر رفضًا لمحاولات الاحتلال السيطرة على أراضي جبل صَبيح وإقامة البؤرة الاستيطانية. كما تشهد قرية بيت دجن مواجهات مع قوات الاحتلال في الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها، منذ عدّة أشهر أيضًا.
ويحاصر الاستيطان قرية قريوت بثلاث مستوطنات وسبع بؤر استيطانية، بينما يستهدف الاحتلال ينابيع المياه، وأخطر بهدم 29 منزلاً في القرية. وسبق أن دمرت جرافات الاحتلال عشرات الدونمات من أراضي المواطنين في منطقة “البطاين” بالقرب من السهلات المطلة على طريق العين في قريوت.
وفي السنوات الأخيرة، صُودر من أراضي قريوت ما يقارب 2100 دونم لصالح الاستيطان. ويعتبر الاستيطان في قريوت جزء من مخطط “ألون” الاستيطاني الخطير، لفصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها بربط أكثر من 17 مجمعاً استيطانيًّا.