عن ابن عباس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا حدث الحديث أو سئل عن الامر
كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه
عن ابن عمر قال : قال رجل : يا رسول الله ، فقال لبيك .
روى عن زيد بن ثابت قال : كنا إذا جلسنا إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن أخذنا في حديث في
ذكر الآخرة أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر
الطعام والشراب أخذ معنا ، فكل هذا أحدثكم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
عن أبي الحميساء قال : تابعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل أن يبعث فواعدته مكانا فنسيته
يومي والغد فأتيته اليوم الثالث ، فقال ( عليه السلام ) : يا فتى لقد شققت علي ، أنا هاهنا منذ
ثلاثة أيام .
عن جرير بن عبد الله أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل بعض بيوته فامتلأ البيت ، ودخل
جرير فقعد خارج البيت ، فأبصره النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأخذ ثوبه فلفه ورمى به إليه وقال :
إجلس على هذا ، فأخذه جرير فوضعه على وجهه وقبله .
عن سلمان الفارسي قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو متكئ على وسادة
فألقاها إلي ، ثم قال : يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقي له الوسادة
إكراما له إلا غفر الله له .
في مزاحه وضحكه ( صلى الله عليه وآله وسلم )
روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول : إني لأمزح ولا أقول إلا حقا .
عن ابن عباس أن رجلا سأله : أكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمزح ؟ فقال : كان النبي يمزح .
عن الحسن بن علي ( عليه السلام ) قال : سألت خالي هندا عن صفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
فقال : كان إذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ،
يفتر عن مثل حبة الغمام .
عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تبسم حتى بدت نواجذه .
عن أبي الدرداء قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا حدث بحديث تبسم في حديثه .
عن يونس الشيباني قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : كيف مداعبة بعضكم بعضا
قلت : قليلا ، قال : هلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق ، وإنك لتدخل بها
السرور على أخيك . ولقد كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يداعب الرجل يريد به أن يسره .
في بكائه ( صلى الله عليه وآله وسلم )
عن أنس بن مالك قال : رأيت إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يجود بنفسه ،
فدمعت عينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي
ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون .
عن خالد بن سلمة المخزومي قال : لما أصيب زيد بن حارثة انطلق رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى منزله ، فلما رأته ابنته جهشت ( 1 ) فانتحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال له بعض
أصحابه : ما هذا يا رسول الله ؟ قال : هذا شوق الحبيب إلى الحبيب .
في مشيه ( صلى الله عليه وآله وسلم )
عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا مشى تكفأ تكفئا
كأنما يتقلع من صبب ، لم أر قبله ولا بعده مثله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 2 ) .
عن جابر قال : كان رسول الله إذا خرج مشى أصحابه أمامه وتركوا ظهره
للملائكة .
عن ابن عباس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس
بمشي عاجز ولا بكسلان .
عن أنس قال : كنا إذا أتينا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جلسنا حلقة .
روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله
معه فإن أبي قال : تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد ، ودعاه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوم
من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ، ولأصحاب له خمسة فأجاب دعوتهم ، فلما كان في
بعض الطريق أدركهم سادس ، فماشاهم ، فلما دنوا من بيت القوم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للرجل
السادس : إن القوم لم يدعوك فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم لك .
في جمل من أحواله وأخلاقه ( صلى الله عليه وآله وسلم )
من كتاب النبوة عن علي ( عليه السلام ) قال : ما صافح رسول الله أحدا قط فنزع
( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ، وما فاوضه أحد قط في حاجة
أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف ، وما نازعه أحد الحديث
فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت ، وما رئي مقدما رجله بين يدي جليس له
قط ، ولا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما ، وما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك
محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى ، وما أكل متكئا قط حتى فارق
الدنيا ، وما سئل شيئا قط فقال لا ، وما رد سائل حاجة قط إلا بها أو بميسور من
القول ، وكان أخف الناس صلاة في تمام ، وكان أقصر الناس خطبة وأقلهم هذرا ( 1 ) ،
وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل ، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ وآخر
من يرفع يده ، وكان إذا أكل أكل مما يليه ، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده ( 2 )
وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس ، وكان يمص الماء مصا ولا يعبه عبا ( 3 ) ، وكان يمينه
لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه ، فكان لا يأخذ إلا بيمينه ، ولا يعطي إلا بيمينه ،
وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه ، وكان يحب التيمن في كل أموره : في لبسه وتنعله
وترجله ، وكان إذا دعا دعا ثلاثا ، وإذا تكلم تكلم وترا وإذا استأذن استأذن ثلاثا ،
وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه ، وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه ،
وإذا رأيته قلت : أفلج الثنيتين وليس بأفلج ( 4 ) ، وكان نظره اللحظ بعينه ، وكان
لا يكلم أحدا بشئ يكرهه ، وكان إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وكان يقول :
إن خياركم أحسنكم أخلاقا ، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه ، ولا يتنازع أصحابه
الحديث عنده ، وكان المحدث عنه يقول : لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا رئي في الليلة الظلماء
رئي له نور كأنه شقة قمر .
وعنه ( عليه السلام ) قال : نزل جبرئيل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : إن الله جل جلاله
يقرئك السلام ويقول لك : هذه بطحاء مكة إن شئت أن تكون لك ذهبا ، قال :
فنظر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى السماء ثلاثا ، ثم قال : لا يا رب ، ولكن أشبع يوما فأحمدك ،
وأجوع يوما فأسألك .
وعنه ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحلب عنز أهله .
وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لست أدع ركوب الحمار مؤكفا ( 1 )
والاكل على الحصير مع العبيد ومناولة السائل بيدي .
عن جابر بن عبد الله قال : كان في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خصال : لم يكن في طريق
فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه وريح عرقه ، ولم يكن يمر بحجر
ولا شجر إلا سجد له .