الوقت – بعد ان فشل النظام السعودي في كسب الدعم العلني لتركيا وباكستان ومصر لتشكيل حلف مناهض لايران (وفي الواقع مناهض للإسلام) تحول هذا الموضوع الى قضية أثارت إشمئزاز كل العالم الإسلامي تجاه المخططات السعودية التي تخلق التوترات باستمرار.
ان السعودية ومن أجل ممارسة الضغط على هذه الدول الثلاث الكبيرة نفذت عدة مخططات لكنها فشلت فيها جميعا فنظام الملك سلمان إستدارت نحو الإخوان المسلمين ودعمتهم وعلقت المساعدات المالية لمصر ورغم ان احكام إعدام عدد من قادة الإخوان الطاعنين في السن قد علقت لكن مشكلة الإخوان لم تحل ومن ثم دعا المصريون الملك السعودي الى القاهرة وأثناء الزيارة التي جرت في شهر ابريل عام 2016 اعلن السيسي منحه جزيرتي الصنافير وتيران للسعوديين وفي الحقيقة قام السيسي بمناورة لكسر تعليق المساعدات المالية السعودية فبعد نيل هذه المساعدات أخل بوعده بمنح الجزيرتين للسعودية عن طريق البرلمان والمحكمة الدستورية، وفي هذه اللعبة كلما أظهر المصريون دهائهم أظهر السعوديون غبائهم بنفس المقدار.
وفيما يتعلق بباكستان وأردوغان عمد السعوديون الى إتخاذ عدة خطوات للضغط عليهما وكان آخرها دعم الإنقلاب العسكري الفاشل ضد اردوغان.
وبموازاة هذا الفشل في عدة جبهات حاول السعوديون التغطية على ضعفهم تجاه ايران بالإستعانة بالمواقف الغربية المعادية تجاه ايران وبعد جنوح السفينة السعودية في اليمن والعراق وسوريا عمد السعوديون الى إستبدال زمرة منافقي خلق الإرهابية بالحجاج الايرانيين لكن هذا المسعى السعودي بالإضافة الى سعي الرياض لتشكيل جبهة سنية ضد ايران واقناع الغرب بإيلاء الإهتمام لآل سعود، كله باء بالفشل ايضا.
ان الرياض ظنت بأن العداء الغربي لإيران يمتلك ما يكفي من القوة لتهميش طهران لكن الغربيين عرفوا منذ زمن بعيد وقبل ان يفهم آل سعود ان الخطوات العدائية الحادة ضد ايران لن تجدي نفعا وان اي حلف يتم تشكيله ضد ايران محكوم بالإنهيار ولذلك لم تحظ الخطوات السعودية المعادية لايران بالدعم الغربي العملي رغم وجود دعم ظاهري وإعلامي كما فشل السعوديون في تجييش العالم الإسلامي ضد ايران.
وبعد ان علم الغربيون ان المخططات السعودية في اليمن والبحرين وسوريا سوف تلقى الفشل ايضا وان التطورات في سوريا تثبت انتصار جبهة المقاومة في سوريا واليمن كما تأمل ايران بدأت الإنتقادات الغربية لأفعال السعوديين شيئا فشيئا وفي هذا السياق يمكن الإشارة الى البيان الذي أصدره البرلمان الأوروبي قبل أسابيع وتصريحات بان كي مون ضد قتل أطفال اليمن وبيان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وكذلك عشرات المقالات والتقارير التي نشرت يوميا في الصحافة الغربية في الشهور الماضية وقللت الشأن السعودي بين الغربيين.
ان تجاهر السعودية بعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي ربما اعتبره قادة الرياض سلاحا ناجحا لخطف الأضواء والتغلب على التطورات الجارية في غير صالح السعوديين، وبما ان بريطانيا هي الرحم التي أنجبت آل سعود والصهاينة فإن الإعتقاد بأن حكم آل سعود يختلف عن حكومة الصهاينة هو وهم، والجميع يعلم كيف اعلن آل سعود في العشرينيات من القرن الماضي للبريطانيين موافقتهم على توطين اليهود في فلسطين، واخيرا لم يستطع السعوديون والصهاينة إخفاء هذه العلاقة “العضوية” واظهروها علانية.
يعتقد الكثير من المحللين الغربيين ان انتصار الثورة الاسلامية في ايران قد حوَّل الكيان الاسرائيلي من المرتكز الرئيسي للتحركات الغربية في غرب آسيا الى كيان ضعيف جدا يحتاج الى الكثير من الجهد الغربي للحفاظ عليه.
ان مكانة الغربيين في غرب آسيا ضعفت بشكل جدي بالتوازي مع إضعاف مكانة تل أبيب وقدراتها ومن ثم عمد الغربيون الى دراسة الحلول الجديدة لمعضلتهم وهنا سعت السعودية الى ان تقول للکيان الاسرائيلي والغرب بأنها قادرة على تشكيل جبهة إسلامية وإستخدام كافة الأساليب لإعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل وقوع الثورة الإسلامية في ايران.
ان ما يظهر هنا من التحالف الودي السعودي الاسرائيلي هو فضح الأهداف الخبيثة لکلا الحليفين، وفي الحقيقة ورغم الخطط السعودية الصهيونية ليس فقط لم تتشكل جبهة حقيقية بقيادة سعودية ضد ايران بل الحقائق تظهر ان اعداء السعوديين والصهاينة قد تعززت قدرتهم أكثر من ذي قبل.