الرئيسية / تقاريـــر / النفوذ الديني – وأثره على الواقع الشيعي بالعراق

النفوذ الديني – وأثره على الواقع الشيعي بالعراق

/ 3

▪️المنهج المحافظ لزعامات المؤسسة الدينية

بقيت الزعامات التقليدية متمسكةً بالحفاظ على نهجها المنشغل بالعلوم الدينية، والذي يبتعد عن القضايا الإجتماعية بمسافة ثابتة،  وعن الحكم والشأن السياسي بمسافة شاسعة.

وكانت تتوارث القناعة بأن دورها العلمي هو الأولوية القصوى، متقدما على جميع الاعتبارات. وأن حفظ الدين متوقف على وجودها وعطاءها العلمي .

وبسبب تسلط الحكومات الظالمة لقرون عديدة ، ولاجل استمرارها في أداء دورها العلمي .. فقد ترسخت القناعة ببذل أقصى درجات النأي بالنفس عن الشأن السياسي وعدم استفزاز الحاكمين ، كي لا ينكلوا بالمؤمنين .
وقد بقي هذا المنهج – الذي لا صراع فيه ولا تحديات – ثابتا زمنا طويلا.

▪️ وبعد احتلال الانكليز للعراق وأحداث ثورة العشرين وانقسام علماء الشيعة الى مؤيد للمنهج الثوري وآخر يرى عدم جدواه ، وما لاقاه القسم الأول من تنكيل ونفيٍ على يد المحتل، فقد ترسخت تلك القناعة واصبحت منهجاً ثابتاً ونظرية عمل تلتزم يها الطبقة الأوسع من رجال العلوم الدينية .

وقد لاقى هذا المنهج إرتياحاً من الجهات الأجنبية المهتمة بالشأن الشيعي والعراقي، وسعت لتعميمِهِ وتنميتهِ ، لأنه في المحصلة لم يكن عقبةً أمام مشاريعها في العراق والمنطقة، بل كان عنصر توازنٍ وصمامَ أمانٍ وإستقرارٍ يضمن إنضباطَ الأغلبية الشيعية في العراق ، ويبقيها بعيدةّ عن السياسة وعن المطالبة بحقوقها.

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...