لبنان
08/02/2023
دعواتٌ لبنانية لرفع العقوبات الجائرة عن سورية وتقديم العون لشعبها
إزاء الكارثة الانسانية التي أصابت الشعبين السوري والتركي جراء الزلزال الذي ضرب البلدين، ترزح سورية تحت عقوباتٍ تفاقم من معاناة شعبها، وتحول دون تقديم يد العون، ما دعا العديد من الجهات اللبنانية إلى إصدار بيانات استنكار، أدانت فيها تغافل المجتمع الدولي عن مساعدة دمشق، مطالبةً برفع الحصار الجائر على سورية.
هيئة “علماء بيروت”: الإدارة الأميركية التي تحاصر الشعب السوري لا تسمح لها إنسانيتها بالمساعدة
وفي السياق، تقدمت هيئة “علماء بيروت” في بيان بـ”العزاء والمواساة من ذوي ضحايا الزلزال المدمر الذي أصاب الشعبين الشقيقين وبخالص الدعاء للجرحى والمصابين بالشفاء”.
كما تقدمت بالشكر والتقدير لكل “الجهات الأهلية والحزبية والدول الصديقة التي هبت للإغاثة ومد يد العون والمساعدة لإخوتهم وأهلهم في البلدين المنكوبين، علها تبلسم بعض الجراح وتخفف من الآلام الجسدية والنفسية التي ألمت بهم”.
واعتبرت الهيئة أنَّ “من المعيب على بعض الدول العربية التي يفترض أنها شقيقة، ولم تحرك ساكنًا في غوث المنكوبين ولو بالمعنى الإنساني”. وتوجّهت إلى دعاة الإنسانية في الغرب، وعلى رأسهم الإدارة الاميركية التي تحاصر الشعب السوري بالقول: “حتى في مثل هذه الظروف القاسية، لا تسمح لها إنسانيتها بمساعدة من فقدوا أحبتهم ومنازلهم، ويعيشون في صقيع العراء!”.
ودعت هيئة “علماء بيروت” كل “الخيرين في هذا العالم، إلى تقديم يد العون والمساعدة لتخفيف الأضرار وبلسمة الجراح. وتوجهت بالشكر لكل من “هب وساهم في إغاثة المنكوبين والمتضررين”.
القوى “الناصرية اللبنانية”: لإسقاط قانون “قيصر” الذي يهدف لضرب سورية
كما عقدت القوى “الناصرية اللبنانية” لقاءً استثنائيًّا اليوم، للتباحث في “سبل التضامن مع الجمهورية العربية السورية، ورفض فرض الحصار العربي والعقوبات الأميركية عليها، بعد أن تعرضت مناطق كثيرة فيها للتدمير الكامل جراء الزلزال”.
وطالب المجتمعون وفق بيان، “بإسقاط قانون “قيصر” الأميركي الجائر الذي ينتهك السيادة الوطنية، ويهدف أولًّا وأخيرًا إلى ضرب سورية وتجويع شعبها، خدمة لمصالح العدو الصهيوني”.
وقد ناشد المجتمعون “كل قادر من اللبنانيين والعرب لتوفير ما أمكن من مواد غذائية وإسعافية وإنقاذية لتقديمها إلى المتضررين مباشرة”.
“الوطني الحر”: لرفع الحصار والظلم عن سورية
كذلك، أعلنت الهيئة السياسية لـ”التيار الوطني الحر” في بيان، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، أنَّ “التيار يبدي تعاطفه مع سورية وتركيا إزاء الكارثة الطبيعية التي أصابتهما، ويعتبر أن مصابهما هو مصاب لبنان، ويتقدم بأصدق التعازي بالضحايا”.
ورأت أنَّ “الكارثة الكبيرة التي حلت بالشعب السوري يجب أن تغير مسار التعاطي الدولي مع سورية وتفتح الباب أمام قرارات جدية لرفع الحصار والظلم لأن المسألة لم تعد استهدافًا لنظام، بل أصبحت استنزافًا قاتلًا لشعب، وهو ما ترفضه الشرائع السماوية والوضعية”.
“التوحيد” و”الأمة” و”الجهاد”: لتقديم العون للشعب السوري من دون التوقف عند قانون “قيصر” الجائر
التقى أمين عام حركة “الأمة” الشيخ عبد الله جبري، وأمين عام حركة “التوحيد الإسلامي” الشيخ بلال شعبان، وممثل حركة “الجهاد الإسلامي” في لبنان إحسان عطايا، بحضور عضو مجلس الأمناء في حركة “التوحيد” عمر الايوبي، ومسؤول العلاقات اللبنانية في حركة “الجهاد” أبو وسام منور، حيث تمَّ التوقف، حسب بيان صدر، “عند الكارثة الإنسانية التي لحقت بسورية وتركيا جراء الزلزال الذي ضربهما، وخلَّف آلاف الضحايا والجرحى، إضافة إلى الدمار الهائل الذي حلَّ في البلدين”.
وإذ أعرب المجتمعون عن “تضامنهم وتعاطفهم مع الشعبين السوري والتركي، طالبوا الدول العربية وشعوبها بالتحرك السريع والحاسم لتقديم العون والمساعدة إلى الشعب السوري الشقيق، من دون التوقف بتاتاً عند قانون قيصر الجائر، الذي يفرضه الأميركي على سورية الشقيقة، بسبب مواقفها القومية ودعمها للمقاومات العربية”.
وشددوا على “ضرورة العمل والضغط بكل الوسائل من أجل رفع الحصار الظالم والجائر عن قلب العروبة النابض، مطالبين كل الدول العربية وأحرار العالم بالتحرك السريع “لتحرير قرارهم من الهيمنة الأميركية وتوفير كل أسباب الدعم والمساندة للشعب السوري الشقيق الذي يعاني في هذه الظروف المناخية القاسية من مأساة إنسانية تضاف إلى الجور الأميركي بالحصار اللئيم من خلال قانون قيصر”.
وأكدوا “ضرورة أن تسارع كل الدول العربية والإقليمية والدولية، إضافة إلى المنظمات الإنسانية العالمية، لتقديم المساعدة إلى الشعبين السوري والتركي من دون تمييز، ومن دون أي اعتبار لقانون قيصر الجائر على سورية”.
وحيّا المجتمعون “كل من وضع في اعتباره الأول إرادته الوطنية والقومية، وقدَّم الدعم لسورية العربية من دون أي اعتبار للإرادات الخارجية، وخصوصاً الأميركية”.
“الجبهة الوطنية”: الدول الغربية وعلى رأسها أميركا تستغل الكارثة للإمعان في إيذاء الشعب السوري
توجهت “الجبهة الوطنية” في بيان، إلى “عائلات ضحايا كارثة الزلزال التي ألمت بشعبنا في سورية وبالشعب التركي الصديق بأحر التعازي”، متمنية للمصابين “الشفاء العاجل”، مستنكرة “مواقف سائر الحكومات العربية في هذه المحنة التي ألمت بشعبنا العربي السوري باستثناء حكومتي الجزائر والعراق، حيث بذلت تلك الحكومات وخصوصًا الخليجبة منها، مبالغ هائلة تقدر بمئات مليارات الدولارات لتدمير سورية، مساهمة منها في الحرب التي شنت على قلب العروبة النابض، لكنها اليوم لا تقدم سوى العواطف الكلامية لأن هذه العواطف لا تشملها العقوبات الأميركية على سورية”.
وحيت الجبهة “مواقف الدول الصديقة التي سارعت إلى تقديم يد العون لسورية في محنتها، خصوصًا روسيا وإيران والصين، وبالمقابل فإنها تندد بمواقف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تستغل الكارثة للإمعان في إيذاء الشعب السوري بأطفاله ونسائه وشيوخه”.
وتوجهت الجبهة إلى “القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد بأحر التعازي”، مؤكدة تضامنها “مع سورية شعباً وقيادة ووقوفها إلى جانبهم”.
ندوة “العمل الوطني”: رفع العقوبات الجائرة عن سورية أضحى حالة إسعافية واغاثية ضرورية
من جهتها، أشارت ندوة “العمل الوطني” برئاسة رفعت إبراهيم البدوي في بيان، إلى “خطورة ما جاء في تصريح الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي قال فيه: إن اجراءات قانون “قيصر” على سورية تعيق سبل وصول المساعدات اليها، وإن الأمم المتحدة مقيدة اليدين في إغاثة سوريا المنكوبة بسبب العقوبات المفروضة عليها من قبل الإدارة الاميركية”.
وأكَّدت أنَّ “العقوبات الأميركية الجائرة والظالمة المفروضة على سورية وشعبها باسم قانون قيصر، طالت الشعبين السوري واللبناني وهي عقوبات ينطبق عليها صفة الجريمة ضد الإنسانية، وأن الادارة الاميركية عن سابق تصميم، تستغل الكوارث الطبيعية في سورية لارتكاب جريمة حرب، في مخالفة لقوانين الأمم المتحدة، وأن هده الجريمة الاميركية ترتقي إلى مستوى جريمة إبادة جماعية بحق الشعبين السوري واللبناني”.
وطالبت الندوة “أصحاب الضمير الإنساني بالدعوة إلى حملة تضامن على اوسع نطاق ممكن، لتشكيل رأي عام ضاغط يهدف الى إلغاء العقوبات المفروضة على سورية المكلومة، وإزالة كل ما من شأنه إعاقة إيصال المعونات الإغاثية لمساعدة الأشقاء في سورية”، داعية “كل الحقوقيين وأصحاب الاختصاص في مجال القانون الدولي، لرفع دعوى قضائية إلى محكمة الجنايات الدولية ضد الإدارة الأميركية، بتهمة ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعبين السوري واللبناني، والدعوة الفورية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية الفاعلة بحق الإدارة الأميركية، وبحق كل من ساهم ونفذ قانون قيصر القاتل للإنسانية”.
وأوضحت ندوة “العمل الوطني” أنَّ “الكارثة الإنسانية التي أصابت سورية كما أصابتنا جميعاً، تصرخ بوجه أعداء الإنسانية وبوجه صانعي أزمات الشعوب الحرة، كما أن الكارثة كشفت زيف ادعاء الدول التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان، وفي طليعتهم الإدارة الأميركية، بالتكافل مع دول المجتمع الغربي العنصري المتشدق بالديموقراطية وضمان حقوق الإنسان”، ورأت ان “رفع العقوبات الجائرة عن سوريا أضحى حالة إسعافية وإغاثية ضرورية وذلك نتيجة الكارثة الطبيعة التي المت بسورية وشعبها”.
نقابة “عمال وموظفي بلديات بعلبك الهرمل”: على المجتمع الدولي الوقوف بجانب السوريين
عزت نقابة عمال وموظفي البلديات في محافظة بعلبك الهرمل “الشعب السوري بعد تعرضه لفاجعة الزلزال المدمر الذي وقع فجر الاثنين وضرب شمال البلاد وارتداداته التي طالت بلدان الشرق الأوسط بمعظمها، وخلف آثارًا كارثية أودت بحياة الكثيرين. كل ذلك حصل، في ظل أحوال جوية صعبة وموجة صقيع واشتداد سرعة الرياح ساعدت بتوسيع رقعة الدمار”.
وقالت: “نتقدم إليكم بالتعزية والمواساة، حيث إن مصابكم مصابنا وعزاءكم عزاؤنا ووجعكم وجعنا، فلطالما كنا وسنبقى كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد: الشعب اللبناني والشعب السوري شعب واحد في بلدين، ونحن نؤكد هذا القول قولًا وفعلًا وأثبت ذلك التاريخ، ونعلن تضامننا ووقوفنا بجانبكم ونضع كامل إمكاناتنا البشرية وغير البشرية بتصرفكم”.
ودعت “المجتمع الدولي والحكومات والحكام العرب وكل الهيئات الدولية الإغاثية إلى المبادرة العاجلة للوقوف بجانب الشعب السوري وقيادته وتقديم المساعدة اللازمة العاجلة “.
النائب صلح: فليسقط الحصار وكل القوانين أمام أنين الإنسانية
أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ينال صلح إلى أنه “أمام هول فاجعة الزلزال المدمر الذي أصاب تركيا وسوريا، وما نتج عنه من خسائر بشرية لا تعوض بالإضافة الى خسائر مادية ومعنوية، لا يمكننا إلا أن نجدد تضامننا مع القيادتين والشعبين التركي والسوري، سائلين الله أن يرحم الضحايا ويلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يشفي الجرحى ويعين المتضررين”.
وفي بيان له، اعتبر أن “ما حصل في تركيا وسورية من كارثة يتطلب تضامن العالم كله، وأن ما شاهدناه من تضامن مع تركيا على الصعيد الدولي مطلوب، لكن ما حصل مع الشقيقة سورية مخزٍ، فما حصل يستدعي حشداً إنسانيًّا وعربيًّا ودوليًّا إلى جانب سورية لمساعدتها في بلسمة جراحها”.
وتساءل: “ألم تشاهدوا أصابع تلك الفتاة التي كسرت بإرادتها الركام، وصرخة الولد العالق في أعلى البناية وهو يناشد الحياة، أو تلك الفتاة “آلاء” التي أصرت من تحت الركام على حماية أخيها، وكم هو مخزٍ ومهين للإنسانية كلها قولها أنقذونا وأنا على استعداد لأن أكون خدامة لكم، ألم يهز ذلك ضميركم؟”.
وختم صلح قائلًا: “بئس قانون قيصر الذي هو بالأساس ظالم وجائر، فكيف في هذه الظروف التي تستدعي من العالم كله النظر بعين الإنسانية، لا بعين الاستكبار، أين الدول التي تدعي الانسانية وأين الدول العربية التي تحمل لواء الإسلام؟ فالإنسانية والإسلام منها براء. المطلوب بالأمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، رفع العقوبات عن سورية لإغاثة من بقي، والمطلوب إعلاء هذا الصوت لكسر الحصار عن سورية، فليسقط الحصار وكل القوانين أمام أنين الإنسانية”.