بعد نشر غواصة “يو إس إس فلوريدا”.. ماذا تريد أميركا من المنطقة وهل تعتزم إيران الاعتداء على جيرانها؟
اعتبر كبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط، الدبلوماسي الأميركي السابق، تشارلز دان أن قرار واشنطن نشر الغواصة “يو إس إس فلوريدا” التي تعمل بالطاقة النووية في الشرق الأوسط، يبعث برسالتين، أولاهما موجهة إلى إيران في الفترة التي تشهد فيها المنطقة توترات وتخوفا من الاعتداءات الإيرانية.
أما الرسالة الثانية، بحسب تصريحات الدبلوماسي الأميركي لبرنامج ما وراء الخبر بحلقة (2023/4/8)، فإنها موجهة إلى السعودية وباقي دول الخليج العربي مفادها أن الدبلوماسية الصينية مفيدة جدا فيما يتعلق بالحد من التوترات الإقليمية ولكن المشاكل الرئيسية بين إيران ودول الخليج لم يتم حلها، وبذلك تبقى أميركا هي الطرف الخارجي الأقوى والقادر على فرض الأمن في الخليج.
وكانت البحرية الأميركية قد أعلنت عن نشر الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية في الشرق الأوسط، لتعزيز الأمن والاستقرار البحري في المنطقة. وقد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين، أن واشنطن تلقت معلومات عن تخطيط إيران لتنفيذ هجمات وشيكة في المنطقة، وأن نشر الغواصة هدفه ردع حلفاء إيران عن مهاجمة مصالح واشنطن وحلفائها.
وبحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ عن القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، ومقرها البحرين، فإن الغواصة النووية الأميركية “يو إس إس فلوريدا”، بدأت الجمعة عبور قناة السويس قادمة من البحر الأبيض المتوسط، في طريقها إلى منطقة الشرق الأوسط.
وفي حين رفض متحدث باسم البحرية تحديد ما إذا كانت الغواصة متجهة إلى الخليج، فقد أكد أن الهدف من نشرها هو تعزيز الأمن والاستقرار البحري في المنطقة، من دون تفاصيل إضافية عن مهمتها.
وبحسب تشارلز دان فإن أميركا تبعث بإنذار مفاده أنها لا تريد التصعيد مع إيران ولكنها سترد بقوة كبيرة في حال الهجوم عليها، كما أن واشنطن تتوقع شن إيران اعتداءات على مصالح أميركا أو حلفائها بالمنطقة، ولذلك أرادات إيصال تحذير قوي لطهران بأنها -أي واشنطن- قادرة على محاسبة إيران على تصرفاتها بما في ذلك التصرفات المتعلقة بسفن الشحن الأميركية.
أما على الجانب الإيراني، فقال المستشار السياسي والدبلوماسي السابق محمد مهدي شريعتمدار إن أميركا إذا كانت مهتمة بأمن المنطقة كان عليها أن تردع الكيان الصهيوني، معتبرا أن إيران ودول المنطقة لا تعاني من أي مشكلة أمنية أو عسكرية تحتاج الوجود أو الحضور الأميركي.
ومضى يؤكد أن واشطن تريد أن تكون المنطقة بمثابة حديقة خلفية تفرض وجودها فيها بمبرر أنها تفرض الأمن فيها.
وأضاف أن أميركا غاضبة ومنزعجة من التقارب الإيراني السعودي الذي جرى بوساطة صينية، مؤكدا أن واشنطن لا تريد حدوث مثل هذا التقارب، وتسعى دائما لإثارة الرعب بين دول المنطقة حتى تبقي على شرعية وجودها العسكري فيها، نافيا جميع الادعاءات الأميركية بوجود نوايا لدى إيران للاعتداء على جيرانها.
وأكد أن المناقشات التي تمت بين الرياض وطهران مؤخرا بوساطة صينية، بحثت كيفية قيام دول المنطقة بحماية أمنها وسلامتها دون الحاجة لتدخل قوى خارجية.
يذكر أن الغواصة “يو إس إس فلوريدا” التي تعمل بالطاقة النووية، واحدة من 4 غواصات فقط مزودة بصواريخ موجهة في أسطول البحرية الأميركية، وهي غواصة هجومية قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز، من طراز توماهوك.
بيد أن ما أحجم عن الكشف عنه المتحدث باسم البحرية الأميركية، كشفت جانبا منه صحيفة وول ستريت جورنال، حين ذكرت نقلا عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن إرسال الولايات المتحدة الغواصة “يو إس إس فلوريدا” إلى الشرق الأوسط بمثابة استعراض للقوة.
وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأميركية تلقت معلومات تفيد بأن إيران تخطط لتنفيذ هجمات في المنطقة قريبا، وأن الخطوة جزء من تحرك أوسع يقوم به البنتاغون، لتعزيز قواته في المنطقة من أجل ردع القوات المدعومة من إيران، عن تنفيذ المزيد من الهجمات على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.