نهج الحق وكشف الصدق / الصفحات: ٢١ – ٤٠
٤ – النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح: ذكره في الخلاصة ولم نعثر على خبر منه.
٥ – الأدعية الفاخرة المنقولة عن الأئمة الطاهرة: ذكره في الخلاصة، وفي بعض نسخها أنه في أربعة أجزاء…
٦ – منهاج الصلاح في اختصار المصباح، للشيخ الطوسي: وقد جعله في عشرة أبواب، وألحق به الباب الحادي عشر في ما يجب على عامة المكلفين من معرفة أصول الدين، وهو خارج عن أبواب المصباح وسيأتي ذكره.
٧ – جامع الأخبار: ألفه قبل كتابه المختلف، فقد أحال إليه في أوائله.
٨ – جواهر المطالب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع):
نسبه إليه ابن أبي جمهور الأحسائي في كتابه – عوالي اللآلي، وينقل عنه أيضا.
٩ – كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (ع): ذكره صاحب أمل الآمل، ونسبه إليه.
مؤلفاته في علم الكلام
١ – التناسب بين الأشعرية: وفرق السفسطائية: ذكره في الخلاصة.
٢ – منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول: يشتمل على قسمين:
الأول في الكلام، والثاني في الأصول. وهو موجود من مخطوطات المكتبة الرضوية بخراسان.
٥ – أنوار الملكوت في شرح فص الياقوت: للشيخ الأقدم أبي إسحاق إبراهيم النوبختي. شرح بعنوان – قال: أقول – طبع أخيرا في طهران عاصمة إيران ضمن منشورات جامعة طهران.
٦ – نظم البراهين في أصول الدين: وهو مرتب على سبعة أبواب:
النظر، الحدوث، الصانع، العدل. وفيه الحسن والقبح العقليان، النبوة، الإمامة، المعاد… موجود مخطوط.
٧ – معارج الفهم في شرح النظم: وهو شرح له على كتاب نظم البراهين السابق الذكر. قال صاحب الذريعة: توجد نسخة منه في المكتبة الرضوية بمشهد خراسان، ونسخة منه بالمكتبة الخديوية في مصر.
٨ – الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة: وعليه شرح الشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي المتوفى سنة ٨٥٣ هـ. وشرح المولى الفيلسوف الهادي السبزواري. وكلاهما موجود في المكتبة الرضوية كما في الذريعة.
٩ – كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد: للفيلسوف الخواجة نصير الدين الطوسي، طبع في إيران، وعليه تعليقات للسيد محمد العصار.
١٠ – مقصد الواصلين في معرفة أصول الدين: ذكره في الخلاصة، وفي إجازته المهنائية أنه في مجلد.
١١ – نهج المسترشدين في أصول الدين: طبع أخيرا بالطبع الحرفي في إيران. وعليه شرح ابن أخته السيد نظام الدين العميدي سماه تذكرة الواصلين في شرح نهج المسترشدين.
١٤ – منهاج الكرامة في الإمامة، وهو منهاج السلامة إلى معراج الكرامة: رتبه على فصول ستة، طبع مكررا بإيران. وعليه ردود من علماء السنة.
منها سد الفتيق المظهر، وصد الفسيق ابن المطهر، لزين الدين سريحان بن محمد الملطي المتوفى سنة ٧٨٨ هـ. كما في كشف الظنون.
ومنها منهاج السنة للمعاصر له أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحنبلي المتوفى سنة ٧٢٨ هـ. وقد أفرط في الافتراء والتوهين والسباب مكان الحجة والبرهان.
١٥ – استقصاء النظر في القضاء والقدر: كتبه بطلب من الشاه خدابنده – عبد الله – وطبع أخيرا في النجف.
١٦ – الرسالة السعدية في أصول الدين وفروعه: كتبه للخواجة سعد الدين الساوجي الوزير. وهي مطبوعة.
١٧ – الألفين، الفارق بين الصدق والمين: كتبه بطلب من ولده فخر الدين ولم يتمه.. يذكر في مقدمته: أنه عزم أن يذكر فيه ألف دليل من العقل والنقل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، وألف دليل على إبطال شبه الطاعنين، إلا أنه لم يكمله.
١٨ – تسليك النفس إلى حظيرة القدس: مخطوط موجود. وقد شرحه تلميذه وابن أخته السيد نظام الدين عبد الحميد العميدي.
٢١ – الباب الحادي عشر: طبع مرارا وعكف عليه العلماء بالشرح والتعليق حتاى نافت شروحاتهم على الثلاثين كما في الذريعة. وقد مر أنه باب ألحقه بآخر أبواب: منهاج الصلاح في مختصر المصباح.
٢٢ – إثبات الرجعة: قال في الذريعة: توجد نسخة منه في مكتبة مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي. وتوجد نسخة منه في مكتبة جامعة طهران كما في فهرسها.
٢٣ – أربعون مسألة في أصول الدين: قال صاحب الذريعة: إن نسخة منها موجودة في مكتبة السيد راجه محمد مهدي في فيض آباد بالهند.
٢٤ – إيضاح مخالفة السنة للكتاب والسنة: توجد نسخة بخط المؤلف في مكتبة المجلس النيابي الإيراني.
٢٥ – تحصيل السداد، في شرح واجب الاعتقاد: وقد شرحه بعضهم وسماه – الاعتماد.
٢٦ – التعليم التام في الحكمة والكلام: ذكره في إجازة المهنأ.
وحكي عن بعض نسخ الخلاصة.
٢٧ – تهذيب النفس في معرفة المذاهب الخمس: ذكره في الخلاصة.
٢٨ – جواب السؤال عن حكمة النسخ في الأحكام الإلهية: ذكره صاحب الرياض وأنه كانت عنده نسخة منه.
٢٩ – خلق الأعمال: رسالة كلامية ذكرها الشيخ الحر في أمل الآمل.
٣٠ – رسالة في بطلان الجبر: ذكرها صاحب الأمل.
ومنها شرح أخيه السيد عميد الدين. وقد جمعهما شيخنا الشهيد في كتاب سماه: جامع البين، الجامع بين شرحي الأخوين.
٥ – نهاية الوصول في علم الأصول: وهو كتاب كبير في أصول الفقه يشتمل على أربعة أجزاء.. قال صاحب الذريعة: ثم اختصره وسماه:
تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول. وهذا الكتاب بالرغم من كثرة مخطوطاته الموجودة لم نعثر على نسخة مطبوعة له.
٦ – نهج الوصول إلى علم الأصول: ذكره في الخلاصة.
مؤلفاته في الحكمة والفلسفة
١ – القواعد والمقاصد في المنطق، والطبيعي، والإلهي: ذكره في الخلاصة.
٢ – الأسرار الخفية في العلوم العقلية: قال صاحب الذريعة: رأيت منه نسخة بخط مؤلفه في الخزانة الغروية… وهناك نسخ أخرى موجودة في إيران والعراق.
٣ – كاشف الأستار في شرح كشف الأسرار. لأستاذه – دبيران -:
ذكره في الخلاصة.
٤ – المقاومات: قال في الخلاصة: باحثنا فيه الحكماء السابقين يتم بتمام العمر.
وقد يسمى بالمقامات الحكمية – وفي الذريعة: إنه من تصانيفه الكبيرة في مجلدات كثيرة.
٥ – حل المشكلات من كتاب التلويحات. للفيلسوف الأعظم الشيخ شهاب الدين السهروردي المقتول في حلب سنة ٥٨٧ هـ. ذكره في الخلاصة.
٦ – شرح حكمة الاشراق. للفيلسوف الإشراقي المقتول في حلب.
٨ – إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد. للشيخ دبيران القزويني.
توجد نسخة منه في مكتبة جامعة طهران.
٩ – كشف الخفاء من كتاب الشفاء للشيخ ابن سينا: ذكره في الخلاصة. ولعله شرح أو تعليق على كتاب الشفاء، وأنه في مجلدين كما في إجازته للمهنا.
١٠ – مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق: قسمة المنطق منه موجودة في مكتبة جامعة طهران. وقسمة العلم الإلهي موجودة مخطوطة في بعض مكاتب طهران.
١١ – المحاكمات بين شراح الإشارات. في ثلاث مجلدات: ذكره في الخلاصة وفي الإجازة المهنائية.
١٣ – الإشارات إلى معنى الإشارات. للشيخ ابن سينا: وهو أحد شروحه الثلاثة للإشارات والتنبيهات كما في الذريعة.
١٣ – إيضاح المعضلات من شرح الإشارات لأستاذه الفيلسوف الطوسي.
١٤ – بسط الإشارات: وهو من شروحه لكتاب الإشارات للشيخ الرئيس.. كانت نسخة موجودة منه بخط المؤلف عند شيخنا البهائي.
١٥ – تجريد الأبحاث في معرفة العلوم الثلاث، المنطق والطبيعي والإلهي. كما في بعض نسخ الخلاصة، والمحكي عن بعضها أنه تحرير الأبحاث.
مؤلفاته في المنطق
١ – الدر المكنون في علم القانون: ذكره في الخلاصة.
٢ – القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية، لأستاذه الشيخ دبيران القزويني شرحها بنحو قال، وأقول. ونسخة منه موجودة بخطه في المكتبة الرضوية.
٣ – الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد لأستاذه الخواجة نصير الدين الطوسي: مطبوع في إيران بالطبع الحجري وعليه تعليق من الحكيم الميرزا طاهر التنكابني. وقد قرأه علي أخي موسى الصدر المسجون حاليا في ليبيا من غير جرم ولا ذنب، أنقذه الله تعالى وفرج عنه.
٤ – نهج العرفان في علم الميزان: ذكره في الخلاصة.
٥ – آداب البحث: قال صاحب الذريعة: توجد منه نسخة في خزانة المولى محمد علي الخوانساري في النجف.
٦ – رسالة في آداب البحث والمناظرة: ولعله هو آداب البحث السابق.
٧ – النور المشرق في المنطق.
مؤلفاته في النحو والعربية
١ – كشف المكنون من كتاب القانون: قال في الخلاصة: وهو اختصار شرح الجزولية في النحو.
٢ – بسيط الكافية، للشيخ ابن الحاجب: ذكره في الخلاصة.
٣ – المقاصد الوافية بفوائد القانون والكافية: قال في الخلاصة جمعنا فيه بين الجزولية والكافية في النحو مع تمثيل ما يحتاج إلى المثال.
٤ – المطالب العلية في علم العربية: ذكره في الخلاصة.
مؤلفاته في علم الرجال
١ – خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال: طبع مرارا، ونظمه بعض، والمنظوم مطبوع أيضا..
٢ – كشف المقال في معرفة الرجال: ذكره في مقدمة الخلاصة، وقال: ذكرنا فيه كل ما نقل عن الرواة والمصنفين مما وصل إلينا من المتقدمين، وذكرنا أحوال المتأخرين والمعاصرين. فمن أراد الاستقصاء فعليه به، فإنه كاف قي بابه.. ومع الأسف لم يعثر عليه أحد ممن له إلمام في هذا الفن.
٣ – إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة. مع ضبط الحركات: طبع مرارا – وأتمه بإلحاق ما فات من الشيخ علم الهدى ابن الفيض الكاشاني وسماه نضد الايضاح. طبع في كلكته بالهند منضما إلى فهرست الشيخ.
ورتبه جد صاحب روضات الجنات وسماه – تتميم الافصاح – وله قدس الله سره مختصر شرح نهج البلاغة، كما ذكره في الخلاصة.
واستظهر بعض أنه مختصر الشرح الكبير لأستاذه ابن ميثم البحراني سنة ٦٧٩ هـ. فهو في مختلف العلوم الإسلامية وغيرها.
ما خرج من قلمه في الإجازات
١ – الإجازة الكبيرة لبني زهرة وهم خمسة، كما ذكرها في أمل الآمل، وهي موجودة ومطبوعة.
٢ – الإجازة الكبيرة للسيد نجم الدين مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني المدني: ذكر فيها فهرس تصانيفه ومؤلفاته. وهي موجودة مطبوعة في كتاب البحار مجلد الإجازات.
٣ – إجازة ثانية للسيد مهنا. متوسطة: كتبها له بالحلة في ذي الحجة سنة ٧٠٩ هـ. مطبوعة في مجلد إجازات كتاب البحار.
تلامذته:
قيل إنه خرج من عالي مجلس تدريسه خمسمئة مجتهد.
نشاطاته الدينية والعلمية
توفي المفكر العظيم الملك غازان المغولي في سنة ٧٠٣ هجرية. في تبريز عاصمة إيران وخلفه أخوه – أولجايتو – الذي لقب ب – خدابنده – عبد النبي. فكان على الملك المغولي إلى أن أدركه الأجل في سنة ٧١٦ هـ.
أتم أولجايتو بناء مدينة السلطانية وجعلها عاصمة ملكه.
وكانت أم أولجايتو من عشيرة مسيحية تسمى – كرائيت – وربت ولده تربية مسيحية وعمدته بماء المعمودية فكان أولجايتو مسيحيا إلى أن توفيت أمه.
تزوج أولجايتو بزوجة مسلمة فدعته زوجته إلى الإسلام وشوقته إلى ذلك ودعمت دعوتها توجيهات من العلماء الحنفية إذ كانت لهم اليد العليا في العاصمة، فترك أولجايتو، المسيحية واعتنق الإسلام وسمي بمحمد.
واختار المذهب الحنفي وصار من أنصاره دون أن يكون متعصبا له.
واغتنم علماء الحنفية الفرصة وبدأوا بإظهار التعصب للمذهب الحنفي وانتهى الأمر إلى إيذاء أتباع المذاهب الثلاثة الأخرى والسعي لترك مذهبهم، والدخول في الحنفية.
وكان الشيخ المحنك وزيره الشافعي الخواجة رشيد الدين فضل الله ينظر إلى ذلك عن كثب فشوق الشاه إلى إصدار منشور لنصب الخواجة نظام الدين عبد الملك المراغي الشافعي قاضي القضاة لجميع البلاد المغولية الإيرانية وجعل
وافتتح باب المناظرات والمجادلات الدينية بين أرباب المذاهب الإسلامية وعلمائها وراجت سلعة المخاصمات والنزاع. حتى وصل الأمر إلى المشاتمة بين علماء المذهبين الشافعي والحنفي!.
وفي سنة ٧٠٧ هـ. جاء ابن صدر جهان الحنفي من مدينة – بخارى – إلى العاصمة. وكان يتعصب شديدا للحنفية. فاشتد الجدال والخصام بينه وبين القاضي وآل الأمر إلى الفضيحة حيث لم يقصر كل واحد من علماء الطائفتين عن ذكر قبائح المذهب الآخر وسخائف ما فيه من الأصول والفروع حتى وصل الأمر إلى الإهانة بالإسلام!!.
وأدى الأمر إلى ملال أمراء المغول وندامتهم من ترك مذهبهم واعتناقهم للإسلام.. وغضب الشاه خدابنده على المناظرين حتى قام من مجلس المناظرة وخرج… ثم خاطب الأمير المغولي – قتلفشاه – أمراء المغول قائلا:
قد صدرت منا خبطة عشواء حيث تركنا ملة آبائنا ورفضنا – إلياسا الجنكيزي – ودخلنا في دين العرب. وهو دين يختلف فيه المتدينون به اختلافا شديدا كما ترون، فالأولى أن نرجع إلى ملة آبائنا ونعمل ب: ياسار:
وانتشر الخبر في الجيش المغولي فنفروا من الإسلام وكانت النفرة تزداد بينهم يوما فيوما فكان إذا رأى أحدهم رجلا من أصحاب العمائم يستهزئ به ويطعن عليه!.
ولم يكتفوا بذلك حتى تركوا عقد الزواج على طريق الإسلام.
وبقي الشاه أولجايتو متفكرا حائرا في أمر دينه ثلاث سنين ولم يختر مذهبا بعد رفض الحنفية، ولكنه لم يترك الإسلام ولم يرتد على أعقابه بالرغم
إن الملك غازان، كان أعقل أهل زمانه وأكملهم، وقد اختار مذهب الشيعة، والمناسب أن يكون خليفته على طريقته…
فلم يعجب الشاه كلامه وصاح به، مجيبا:
يا شقي، أتريد أن تجعلني رافضيا؟!. لن يكون ذلك…
ولكن الأمير بدأ يحدثه بهدوء ولين، مبينا له مذهب الشيعة وأنه مذهب أهل البيت الذين هم أدرى بالبيت، ببيان أوفى وكلام متين.
وحاول أن يزيل من قلب الشاه ما قرع سمعه من الدعايات الفاسدة والإشاعات الكاذبة ضد هذا المذهب. ولكن أولجايتو لم يقنع بحديثه.
وكان قرع سمع الشاه اسم شيخنا المترجم وأنه أفضل علماء عصره بالحلة وكبيرهم، جامع المعقول والمنقول، وأنه قد حاز السبق في الفروع والأصول. فطلب منه أن يؤلف كتابا في أصول العقائد الإسلامية مع ذكر البراهين العقلية والنقلية. فأجاب الشيخ طلبه ولبى دعوته (لقد أعطى القوس باريها).
وألف الشيخ كتاب، نهج الحق وكشف الصدق. وهو هذا الكتاب.
وعندما اشتهرت حيرة الشاه في اختياره للمذهب قصده علماء الإسلام من أطراف البلاد طامعين بدعوته إلى مذهبهم وكان منهم علماء الشيعة، إذ كان على مقدمتهم المصنف. فقد قصده بعد الفراغ من تأليف الكتاب ومعه ابنه العلامة فخر الدين. وحينما وصل الوالد والولد العلامتان إلى السلطانية قدم الأب إلى الشاه كتابين خرجا من قلمه:
– أحدهما هذا الكتاب الذي ألف بطلب منه.
وافتتح باب المناظرات والمباحثات بين العلامة وبين قاضي القضاة – الخواجة نظام الدين المراغي، في التشيع والتسنن بأحسن وجه وأحدث طرز. ولم يخرج العلمان الكبيران عن حد الأدب المجلسي والكلام العلمي.
كما لم يصل البحث بينهما إلى شتم أو فحش أو هتك عرض أو إساءة إلى مذهب أبدا. وكانت المناظرات تدور مرة بحضور الشاه، ومرة يطلع على تفاصيلها بالواسطة. ثم طار صيتها وكان لها صدى في البلاد، سيما بين أمراء المغول والجيش.
فاستقبل السلطان محمد خدابنده مذهب التشيع وصار من أنصاره من دون أن يضغط على المذاهب الأخرى، لأنه كان رجلا حكيما، يرشده العلامة وهو حكيم.
وقد جعل الشاه أصحاب المذاهب الإسلامية أحرارا في إقامة السنن والنسك على طريقتهم والدعوة لها.
ولكن علماء السنة لم يرضوا بذلك بل قصدوا إرجاع الشاه عن التشيع إلى التسنن وبذلوا في ذلك غاية سعيهم ولكنهم لم يتوفقوا، إذ وضح الحق للشاه. كفلق الصباح.
ثم تبع الشاه خدابنده في اختياره لمذهب التشيع جميع أمراء المغول دون أن يكونوا مكرهين من قبل الشاه، ولذا بقي أميران منهم على مذهب التسنن وهما: جويان وإيسن قتلغ.
وقد بنى الشاه مدرسة دينية في مدينة سلطانية لتعليم العلوم الإسلامية في جنب القبة العظيمة المشتهرة بالقبة السلطانية التي هي باقية حتى الآن.
وأسس مدرسة سيارة ترحل معه في أسفاره ورحلاته. وطلب من
ومن المدرسين الذين ساهموا العلامة في التدريس فيها العضد الإيجي وبدر الدين الشوشتري والفقيه الحكيم قطب الدين اليمني التستري. وكلهم من علماء السنة. فكانت الديمقراطية الدينية حاكمة فيها فأصبحت أنموذجا عمليا للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
ويظهر من جميع ذلك (حضوره عند أساتذة إيرانيين، ومناظراته مع علماء فارسيين، وتدريسه لطلاب يجهلون اللغة العربية) أن شيخنا المترجم كان عارفا باللغة الفارسية وإن لم أجد من ذكر ذلك في ترجمته.
هذا الكتاب
هذا الكتاب (نهج الحق وكشف الصدق) وضعه المؤلف خشية لله، ورجاء ثوابه، وطلبا للخلاص من أليم عقابه بكتمان الحق وإرشاد الخلق وإجابة لطلب أولجايتو، الملك الباحث عن الحق، كما صرح بذلك المصنف في مقدمة الكتاب.
وينبئ هذا الكلام عن خطوات مؤلفه في الكتاب فقد كانت خطوات الباحثين الفاحصين عن الحق، غير المتعصبين للرأي، ولا المنحازين إلى عقيدة ابتداء.
ولم يطبق البرهان على ما ارتآه، ولم يفحص عن الدليل لعقيدته، بل جعل رأيه وعقيدته تابعين للبرهان وخاضعين للدليل.. فمشى مع الدليل أينما حداه، خشية لله ورجاء ثوابه، وخوفا من أليم عذابه.
١ – في الادراك.
٢ – في النظر.
٣ – في صفاته تعالى.
٤ – في النبوة.
٥ – في الإمامة.
٦ – في المعاد.
٧ – في أصول الفقه.
٨ – في ما يتعلق بالفقه.
وقد قام بعده فضل بن روزبهان الأصفهاني بنقض هذا الكتاب وسماه إبطال الباطل وإهمال كشف العاطل.
ثم قام بعده الشهيد القاضي سيد نور الله الشوشتري بنقض كتاب ابن روزبهان بكتابه – إحقاق الحق -.
ولما اطلع عليه العامة استعملوا السياط بدل القلم في جوابه حتى قتلوه في سنة ١٠١٩ هـ. ببلدة – آكره – من بلاد الهند في عهد جهانكير شاه التيموري!.
١٥ شعبان سنة ١٤٠٠ هجرية
الحمد لله الذي غرقت في معرفته أفكار العلماء، وتحيرت في إدراك ذاته أنظار الفهماء، والكملاء، والأدباء العقلاء، وحسرت عن معرفة كماله عقول الأولياء، وقصرت عن وصف هويته ألسنة الفضلاء، وعجزت عن تحقيق ماهيته أذهان الأولياء، فلم يحصل لأحد منهم غير الصفات والأسماء. لا يشبهه شئ في الأرض ولا في السماء، رافع درجات العلماء إلى ذروة العلى وجاعلهم ورثة الأنبياء، ومفضل مدادهم على دماء الشهداء.
أحمده حمدا يتجاوز عن العد والإحصاء، ويرتفع عن التناهي والانقضاء، وصلى الله على سيد الأنبياء محمد المصطفى، وعلى عترته البررة الأصفياء، الأئمة الأتقياء، صلاة تملأ أقطار الأرض والسماء.
أما بعد: فإن الله تعالى، حيث حرم في كتابه العزيز كتمان وآياته، وحظر إخفاء براهينه ودلالاته، فقال تعالى: ” إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى، من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله، ويلعنهم اللاعنون ” (١)، وقال تعالى: ” إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب، ويشترون به ثمنا قليلا، أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، والعذاب بالمغفرة، فما أصبرهم على النار ” (٢)!.
ولما كان أبناء هذا الزمان، ممن استغواهم الشيطان إلا الشاذ القليل، الفائز بالتحصيل، حتى أنكروا كثيرا من الضروريات، وأخطأوا في معظم المحسوسات، وجب بيان خطائهم، لئلا يقتدي غيرهم بهم، فتعم البلية جميع الخلق، ويتركون نهج الصدق.
وقد وضعنا هذا الكتاب الموسوم ب: ” نهج الحق وكشف الصدق ” طالبين فيه الاختصار، وترك الاكثار، بل اقتصرنا فيه على مسائل ظاهرة معدودة، ومطالب واضحة محدودة، وأوضحت فيه لطائفة المقلدين، من طوائف المخالفين، إنكار رؤسائهم ومقلديهم، القضايا البديهية، والمكابرة في المشاهدات الحسية، ودخولهم تحت فرق السوفسطائية، وارتكاب الأحكام التي لا يرتضيها لنفسه ذو عقل وروية، لعلمي بأن
(٢) وفي نسخة: على عمله.
(٣) رواه في الكافي – ج ١ ص ٥٤، وفي معناه روايات في منتخب كنز العمال – ج ٤ ص ٤٩، المطبوع في هامش المسند.
المسألة الأولى
المحسوسات أصل الاعتقادات
المسألة الأولى: في الادراك
وفيه مباحث:
البحث الأول: كما كان الادراك أعرف الأشياء وأظهرها على ما يأتي، وبه تعرف الأشياء، وحصل فيه من مقالاتهم أشياء عجيبة غريبة، وجب البدأة به، فلهذا قدمناه.
إعلم: أن الله تعالى خلق النفس الإنسانية في مبدأ الفطرة خالية عن جميع العلوم بالضرورة، قابلة لها بالضرورة، (١) وذلك مشاهد في حال الأطفال. ثم إن الله تعالى خلق للنفس آلات بها يحصل الادراك، وهي القوى الحساسة، فيحس الطفل في أول ولادته بحس لمس ما يدركه من الملموسات، ويميز بواسطة الادراك البصري، على سبيل التدريج بين أبويه وغيرهما، وكذا يتدرج في الطعوم، وباقي المحسوسات إلى إدراك ما يتعلق بتلك الآلات. ثم يزداد تفطنه فيدرك بواسطة إحساسه بالأمور الجزئية، الأمور الكلية من المشاركة، والمباينة، ويعقل الأمور الكلية الضرورية بواسطة إدراك المحسوسات الجزئية، ثم إذا استكمل الاستدلال،