الرئيسية / الاسلام والحياة / أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٢٤١ – ٢٦٠

 

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة:

نستعرض فيما يلي جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنة وهي تشيد بمقام الإمام الصادق (عليه السلام):

 

١ ـ الإمام أبو حنيفة النعمان: (ت: ١٥٠ هـ):

روي عنه أنّه قال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد، لمّا أقدمه المنصور الحيرة، بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة إنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمّد فهيـّئ له من مسائلك تلك الصعاب، قال فهيـّأتُ له أربعين مسألة ثم بعث إليّ أبو جعفر فأتيته بالحيرة فدخلتُ عليه، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرتُ بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمتُ وأذِن لي، فجلستُ ثم التفت إلى جعفر، فقال يا أبا عبد الله تعرف هذا، قال نعم، هذا أبو حنيفة ثم أتبعها قد أتانا. ثم قال: يا أبا حنيفة هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله وابتدأت أسأله وكان يقول في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة وربما خالفنا جميعاً حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخبرت منها مسألة، ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس»(١).

(١) رواه المزّي في تهذيب الكمال: ج ٥، ص ٧٩، مؤسسة الرسالة.

والذهبي في سير أعلام النبلاء: ج ٦، ص ٢٥٧ ـ ٢٥٨، مؤسسة الرسالة وغيرهم، واللفظ الذي أوردناه منقول من «التهذيب».

٢٤١

وفي «مختصر التحفة الاثني عشرية» أنه قال: «لو لا السنتان لهلك النعمان»(١). يعني السنتين اللتين انتهل فيهما أبو حنيفة من بحر علم الإمام الصادق (عليه السلام).

قال الحافظ شمس الدين محمد بن محمّد الجزري: «وثبتَ عندنا أنّ كلاً من الإمام مالك، وأبي حنيفة رحمهما الله تعالى، صحب الإمام أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق حتى قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه منه، وقد دخلني منه من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور»(٢).

 

٢ ـ الإمام مالك بن أنس (ت: ١٧٩ هـ):

قال عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ولقد كنتُ أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسّم فإذا ذُكِرَ عنده النبيّ صلى الله عليه وسلّم اصفرَّ، وما رأيته يُحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلاّ على طهارة، ولقد اختلفتُ إليه زماناً، فما كنت أراه إلاّ على ثلاث خصال إما مصلياً وإما صامتا(٣)، وإما يقرأ القرآن، ولا يتكلم فيما لا يعنيه وكان من العلماء والعبّاد الذين يخشون الله عزّ وجلّ»(٤).

(١) مختصر التحفة الاثني عشرية: ٩، المطبعة السلفية، القاهرة.

(٢) أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب: ٥٥.

(٣) هذا حسب كتاب «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» للقاضي عياض ولعلّ الأصحّ صائماً كما ذكره ابن حجر في التهذيب.

(٤) نقل كلامه القاضي عياض في «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»: ٢ / ٤٢ طبع دار الفكر، ونقل قريباً من ذلك ابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب»: ٢/٧٠، دار الفكر.

٢٤٢

 

٣ ـ الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين قائلاً: «لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته»(١).

٤ ـ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠ هـ):

قال في رسائله عند ذكر الجواب عمّا فخرت بهِ بنو أُميّة على بني هاشم، ما نصّه: «فأما الفقه والعلم والتفسير والتأويل، فإن ذكرتموه لم يكن لكم فيه أحد وكان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب… وجعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه. ويُقال إنّ أبا حنيفة مِن تلامذته وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب…»(٢).

كما أنّه مدح عشرة من أهل البيت من ضمنهم الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: «وَمنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش أومن غيرهم ما يَعُدُّه الطالبيون عشرة في نَسَق، كل واحد منهم عالمٌ زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون:

ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر [الصادق] بن محمد بن علي بن الحسين

(١) أورده ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة»: ٣١٠، دار الكتب العلمية.

(٢) رسائل الجاحظ: ١٠٦، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.

٢٤٣

بن علي (عليهم السلام)؛ وهذا لم يتفق لبيتٍِ من بيوت العرب ولا من بيُوت العجم»(١).

 

٥ ـ الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي (ت: ٢٦١ هـ):

قال في «معرفة الثقات»: «جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ولهم شيء ليس لغيرهم، خمسة أئمة…»(٢).

٦ ـ محمّد بن إدريس، أبو حاتم الرازي (ت: ٢٧٧ هـ):

قال عن الإمام الصادق (عليه السلام): «جعفر بن محمد ثقةٌ لا يُسألُ عن مثله»(٣).

٧ ـ عبد الرحمان بن أبي حاتم محمّد بن إدريس الرازي (ت: ٣٢٧ هـ):

قال في كتابه «الجرح والتعديل»: «جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله كرّم الله وجهه… روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، والثوري وشعبة ومالك وابن إسحاق وسليمان بن بلال وابن عيينة وحاتم وحفص، سمعتُ أبي يقول ذلك».

ثم نقل بعض مدائح وتوثيقات العلماء للإمام كتوثيق الشافعي وابن معين وأبي عبد الرحمان وأبي زرعة، مقرّاً لهم على ذلك بدلالة عدم تعليقه على كلماتهم، خصوصاً أنّ كتابه موسوم بالجرح والتعديل(٤).

(١) المصدر نفسه: ١٠٩.

(٢) معرفة الثقات: ١ / ٢٧٠، مكتبة الدار، المدينة المنورة.

(٣) نقله ولده الرازي في «الجرح والتعديل»: ٢ / ٤٨٧، دار الفكر، والذهبي في «تذكرة الحفّاظ»: ١ / ١٦٦، نشر مكتبة الحرم المكّي، وغيرهما.

(٤) انظر «الجرح والتعديل»: ٢ / ٤٨٧، دار الفكر.

٢٤٤

 

٨ ـ محمد بن حبان بن أحمد، أبو حاتم التميمي البستي (ت: ٣٥٤هـ):

قال في كتابه «الثقات»: «جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، كنيته أبو عبد الله، يروي عن أبيه، وكان من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً، روى عنه الثوري ومالك وشعبة والناس…»(١).

٩ ـ عبد الله بن عدي الجرجاني (ت: ٣٦٥ هـ):

قال عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ولجعفر بن محمد حديث كبير عن أبيه عن جابر وعن أبيه عن آبائه، ونسخاً لأهل البيت برواية جعفر بن محمد وقد حدّث عنه من الأئمة مثل ابن جريج وشعبة بن الحجاج وغيرهم… وجعفر من ثقات الناس كما قال يحيى بن معين»(٢).

١٠ ـ أبو عبد الرحمان السلمي (ت: ٤١٢ هـ):

قال في «طبقات المشايخ الصوفية»: «جعفر الصادق (عليه السلام) فاق جميع أقرانه من أهل البيت وهو ذو علم غزير في الدين وزهد بالغ في الدنيا وورع تام عن الشهوات وأدب كامل في الحكمة»(٣).

(١) الثقات: ٦ / ١٣١، طبع مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند.

(٢) الكامل في الضعفاء: ٢، ١٣٤، دار الفكر.

ونقله ابن حجر بلفظ قريب من ذلك في «تهذيب التهذيب»، ٢ / ٦٩ واللفظ المذكور من كتاب التهذيب.

(٣) ذكره محمد الخواجة البخاري في «فصل الخطاب» ونقله عنه القندوزي الحنفي في «ينابيع المودة»: ٢ / ٤٥٧، منشورات الشريف الرضي، المصوّرة على الطبعة الحيدرية.

٢٤٥

 

١١ ـ أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني (ت: ٤٢٨ هـ):

قال في «رجال مسلم»: «جعفر بن محمّد الصادق… وكان من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً»(١).

١٢ ـ أبو نعيم الأصبهاني (ت: ٤٣٠ هـ):

قال في «حلية الأولياء» عند ترجمة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «.. الإمام الناطق، ذو الزمام السابق، أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق، أقبل على العبادة والخضوع، وآثر العزلة والخشوع، ونهى عن الرئاسة والجموع»(٢).

١٣ ـ محمد بن طاهر بن علي المقدسي (ت: ٥٠٧ هـ):

قال في كتابه «الجمع بين رجال الصحيحين»: «جعفر بن محمد الصادق، وهو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي (رضي الله عنهم) يكنى أبا عبد الله… وكان من سادات أهل البيت… روى عنه عبد الوهاب الثقفي، وحاتم بن إسماعيل، ووهيب بن خالد، وحسن بن عيّاش، وسليمان بن بلال، والثوري، والداروردي ويحيى بن سعيد الأنصاري، وحفص بن غياث، ومالك بن أنس، وابن جريج…»(٣).

١٤ ـ أبو الفتح محمّد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت: ٥٤٨ هـ):

قال في «الملل والنحل»: «جعفر بن محمد الصادق، هو ذو علم غزير وأدب كامل في الحكمة وزهد في الدنيا وورع تام عن الشهوات وقد أقام

(١) رجال مسلم: ١ / ١٢٠، دار المعرفة.

(٢) حلية الأولياء: ٣ / ١٧٦، دار إحياء التراث العربي.

(٣) الجمع بين رجال الصحيحين: ١ / ٧٠، دار الكتب العلمية.

٢٤٦

بالمدينة مدة يُفيد الشيعة المنتمين إليه، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم، ثم دخل العراق وأقام بها مدة، ما تعرض للإمامة قط، ولا نازع في الخلافة أحداً، ومَنْ غرق في بحر المعرفة لم يقع في شط ومن تعلّى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط»(١).

 

١٥ ـ جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي (ت: ٥٩٧ هـ):

قال في تاريخه «المنتظم» عند ذكر وفيات سنة (١٤٨ هـ): «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله جعفر الصادق… كان عالماً زاهداً عابداً…»(٢).

وقال في كتابه «صفة الصفوة»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، يكنى أبا عبد الله، أمّه أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق.

كان مشغولاً بالعبادة عن حبّ الرياسة…»(٣).

١٦ ـ أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور التميمي السمعاني (ت: ٥٦٢ هـ):

قال في كتاب «الأنساب»: «الصادق: بفتح الصاد، وكسر الدال المهملتين، بينهما الألف وفي آخرها القاف، هذهِ اللفظة لقب لجعفر الصادق، لصدقه في مقاله…»(٤).

(١) الملل والنحل: ١ / ١٦٦، دار المعرفة.

(٢) المنتظم: ٨ / ١١٠ ـ ١١١، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.

(٣) صفة الصفوة: ٢ / ١٦٨، عند ذكر الطبقة الخامسة من أهل المدينة، رقم ١٨٦، دار المعرفة.

(٤) الأنساب: ٣ / ٥٠٧، دار الجنان، بيروت.

٢٤٧

 

١٧ ـ الفخر الرازي، محمّد الرازي فخر الدين بن ضياء الدين عمر المشتهر بخطيب الري (ت: ٦٠٤ هـ):

قال في تفسيره عند ذكره معاني كلمة (الكوثر): «والقول الثالث (الكوثر) أولاده، قالوا لأن هذهِ السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان فانظر كم قُتل من أهل البيت، ثمّ العالم ممتلئ منهم. ولم يبقَ من بني أميّة في الدنيا أحد يُعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا»(١).

١٨ ـ عزّ الدين، ابن الأثير الجزري (ت: ٦٣٠ هـ):

قال في «اللباب في تهذيب الأنساب»: «الصادق… هذهِ اللفظة تُقال لجعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهو المشهور بالصادق، لُقّبَ به لصدقه في مقاله وفعاله… ومناقبه مشهورة»(٢).

١٩ ـ محمّد بن طلحة الشافعي: (ت: ٦٥٢ هـ):

قال في كتابه «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول»: «هو من عظماء أهل البيت وساداتهم عليهم السلام ذو علوم جمة، وعبادة موفرة، وأوراد متواصلة، وزهادة بينة، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن، ويستخرج من بحر جواهره، ويستنتج عجائبه، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات، بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تُذكر الآخرة، واستماع كلامه يُزهد في الدنيا، والاقتداء

(١) تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب: مجلد ١٦/ ج٣٢/ ١٢٥، دار الفكر.

(٢) اللباب في تهذيب الأنساب: ٢ / ٣، دار الفكر، طبعة جديدة ومنقّحة بإشراف مكتب البحوث والدراسات في دار الفكر.

٢٤٨

بهديه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنّه من سلالة النبوة، وطهارة أفعاله تصدع أنّه من ذريّة الرسالة.

نقل عنه الحديث، واستفاد منه العلم جماعة من الأئمة وأعلامهم مثل: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك بن أنس، والثوري، وابن عيينة، وشعبة، وأيوب السجستاني وغيرهم (رض) وعدّوا أخذهم عنه منقبة شُرِّفوا بها وفضيلة اكتسبوها» إلى أن قال: «وأما مناقبه وصفاته، فتكاد تفوت عدد الحاصر، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر، حتى أن من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها، والعلوم التي تقصر الأفهام عدد الإحاطة بحكمها، تُضاف إليه وتروى عنه.

وقد قيل إنّ كتاب الجفر الذي بالمغرب ويتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه عليه السلام، وإنّ في هذهِ المنقبة سنيـّة، ودرجة في مقام الفضائل عليّة، وهي نبذة يسيرة مما نقل عنه»(١).

 

٢٠ ـ يوسف بن فرُغلي بن عبد الله سبط ابن الجوزي (ت: ٦٥٤ هـ):

قال في «تذكرة الخواص»: «وهو جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب… ويلقّب بالصادق، والصابر، والفاضل، والطاهر وأشهر ألقابه الصادق» ثم ذكر قول علماء السّير بأن الإمام الصادق: كان قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرياسة».

ونقل قول عمرو بن أبي المقدام وهو: «كنتُ إذا نظرت إلى جعفر بن محمّد علمتُ أنه من سلالة النبيين».

(١) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ٢ / ١١١، مؤسسة أمّ القرى.

٢٤٩

كما ذكر طرفاً من أخباره وإرشاداته ومكارم أخلاقه(١).

 

٢١ ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: ٦٥٥ هـ):

نقل في كتابه «شرح نهج البلاغة» نصّ ما تقدم ذكره عن أبي عثمان الجاحظ، مقرّاً له عليه(٢).

وقد ذكر في نفس الفصل أيضاً عند تطرقه لذكر الإمام الباقر (عليه السلام) ما نصه: «وهو سيـّد فقهاء الحجاز ومنه ومن ابنه جعفر تعلّم الناس الفقه»(٣).

٢٢ ـ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي (ت: ٦٧٦ هـ):

قال في «تهذيب الأسماء واللغات»: «الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الهاشمي المدني الصادق… روى عنه محمّد بن إسحاق ويحيى الأنصاري ومالك والسفيانان وابن جريج وشعبة ويحيى القطان وآخرون. واتفقوا على إمامته وجلالته وسيادته قال عمر بن أبي المقدام: كنتُ إذا نظرتُ إلى جعفر بن محمّد علمتُ أنه من سلالة النبيين»(٤).

٢٣ ـ أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان (ت: ٦٨١ هـ):

قال في كتابه «وفيات الأعيان»: «أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد

(١) تذكرة الخواص: ٣٠٧، مؤسسة أهل البيت، بيروت، لبنان.

(٢) شرح نهج البلاغة: ١٥ / ٢٧٤ و٢٧٨، دار الكتب العلمية، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربية.

(٣) المصدر نفسه: ٢٧٧.

(٤) تهذيب الأسماء واللغات: ١ / ١٥٥، دار الفكر.

٢٥٠

٢٥١

جمّة…»(١).

وقال في «سير أعلام النبلاء»: في الجزء الثالث عشر، عند ذكره للإمام الصادق (عليه السلام): «جعفر الصادق: كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور»(٢).

كما ذكر له في الجزء السادس ترجمة طويلة فيها توثيقات ومدائح العديد من العلماء كالشافعي ويحيى بن معين وأبي زرعة وأبي حنيفة وغيرهم، كما تفرقت أقواله عن الإمام في طيـّات هذهِ الترجمة، فقد قال في أحد المواضع: «شيخ بني هاشم أبو عبد الله القرشي الهاشمي العلوي النبوي المدني، أحد الأعلام»(٣)، وقال في موضع آخر عنه وعن أبيه الباقر (عليه السلام): «وكانا من جلة علماء المدينة»(٤) وقال في موضع ثالث: «جعفر ثقة صدوق»(٥).

كما أن الذهبي ترجم الإمام ترجمة مطوّلة شبيهة بما في «سير أعلام النبلاء» وذلك في كتابه تاريخ الإسلام(٦). وقال في آخرها: «مناقب جعفر كثيرة، وكان يصلح للخلافة، لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه رضي الله عنه».

(١) تذكرة الحفّاظ: ١ / ١٦٦، نشر مكتبة الحرم المكي (إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية).

(٢) سير أعلام النبلاء: ١٣ / ١٢٠، مؤسسة الرسالة.

(٣) المصدر نفسه: ٦ / ٢٥٥.

(٤) المصدر نفسه: ٦ / ٢٥٥.

(٥) المصدر نفسه: ٦ / ٢٥٧.

(٦) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات ـ ١٤١ هـ ـ ١٦٠ هـ): ٩٣ / دار الكتاب العربي.

٢٥٢

 

٢٥ ـ صلاح الدين الصفدي (ت: ٧٦٤ هـ):

قال في كتابه «الوافي بالوفيات»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. هو المعروف بالصادق الإمام العَلَم المدني…» إلى أن قال: «وحدّثَ عنه أبو حنيفة، وابن جريج وشُعبة والسفيانان ومالك ووهيب وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وخلق غيرهم كثيرون آخرهم وفاةً أبو عاصم النبيل، وثقه يحيى بن معين والشافعي وجماعة».

ثم نقل توثيق ومدح أبي حنيفة وأبي حاتم المتقدم ذكرهما…، إلى أن قال: «وله مناقب كثيرة وكان أهلاً للخلافة لسؤدده وعلمه وشرفه… وتوفي سنة ثمان وأربعين ومئة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده علي زين العابدين وعم جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. فللّه درّه من قبر ما أكرمه وأشرفه. ولقّب بالصادق لصدقه في مقاله…»(١).

٢٦ ـ أبو عبد الله أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (ت: ٧٦٨ هـ):

قال في كتابه «مرآة الجنان» في أحداث سنة «١٤٨ هـ»: «فيها توفيّ الإمام السيد الجليل، سلالة النبوة ومعدن الفتوّة، أبو عبد الله جعفر الصادق بن أبي جعفر محمّد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي العلوي، وأمّه أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر… ولد سنة ثمانين في المدينة الشريفة وفيها توفي.

ودفن بالبقيع في قبرٍ فيه أبوه محمّد الباقر وجدّه زين العابدين وعم جدّه الحسن بن علي رضوان الله عليهم أجمعين، وأكرِمْ بذلك القبر وما جمع من

(١) الوافي بالوفيات: ١١ / ١٢٦ ـ ١٢٨، دار النشر: فرانز شتايز، شتوتغارت.

٢٥٣

الأشراف الكرام أولي المناقب، وإنما لقّب بالصادق لصدقه في مقالته: وله كلام نفيس في علوم التوحيد وغيرها، وقد ألّف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائله وهي خمسمائة رسالة»(١).

 

٢٧ ـ المحدّث محمّد خواجه بارساي البخاري (ت: ٨٢٢ هـ):

قال في كتابه «فصل الخطاب»: «ومن أئمة أهل البيت أبو عبد الله جعفر الصادق «رضي الله عنه»… وكان جعفر الصادق «رضي الله عنه» من سادات أهل البيت… روى عنه ابنه موسى الكاظم «رضي الله عنه» ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبو حنيفة وابن جريج ومالك ومحمّد بن إسحاق وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة ويحيى بن سعيد القطان (رحمهم الله) واتفقوا على جلالته وسيادته»(٢).

٢٨ ـ الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٢ هـ):

قال في «تقريب التهذيب»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله، المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين [أي ١٤٨ هـ]»(٣).

(١) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: ١ / ٢٣٨، دار الكتب العلمية.

(٢) نقله القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة»: ٢ / ٤٥٧، منشورات الشريف الرضي، المصوّرة على الطبعة الحيدرية.

(٣) تقريب التهذيب: ١ / ٩١، دار الفكر للطباعة والنشر.

٢٥٤

ونقل في كتابه «تهذيب التهذيب» مدائح العديد من العلماء وتوثيقاتهم للإمام سلام الله عليه كالشافعي وابن معين وأبي حاتم والنسائي وابن عدي وابن حبان وغيرهم كما أرسل قول عمرو بن أبي المقدام إرسال المسلّمات فقال: قال عمرو بن أبي المقدام: «كنتُ إذا نظرتُ إلى جعفر بن محمّد علمتُ أنّه من سلالة النبيين»(١).

 

٢٩ ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت: ٨٥٥ هـ):

قال في كتابه «الفصول المهمة»: «كان جعفر الصادق (عليه السلام) من بين أخوته خليفة أبيه ووصيـّه، والقائم من بعده، برز على جماعة بالفضل وكان أنبههم ذكراً وأجلّهم قدراً، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته وذكره في سائر البلدان، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث، وروى عنه جماعة من أعيان الأمة مثل يحيى بن سعيد، وابن جريج، ومالك بن أنس والثوري، وأبو عيينة، وأبو حنيفة، وشعبة، وأبو أيوب السجستاني وغيرهم، وصّى إليه أبو جعفر (عليه السلام) بالإمامة وغيرها وصية ظاهرة، ونصّ عليه نصّاً جلياً» إلى أن قال: «وأما مناقبه فتكاد تفوت من عدّ الحاسب، ويحير في أنواعها فهم اليقظ الكاتب وقد نقل بعض أهل العلم أنّ كتاب الجفر الذي بالمغرب، الذي يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي هو من كلامه، وله فيه المنقبة السَّنيـّة والدرجة التي هي في مقام الفضل عليـّة» وقال في آخر الفصل: «مناقب أبي جعفر الصادق (عليه السلام) فاضلة وصفاته في الشرف كاملة وشرفه على

(١) انظر «تهذيب التهذيب»: ٢ / ٦٨ ـ ٧٠، دار الفكر.

٢٥٥

جهات الأيام سائلة، وأندية المجد والعز بمفاخره ومآثره آهلة.

مات الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام سنة ثمان وأربعين ومائة في شوّال… وقبره في البقيع، دُفن في القبر الذي فيه أبوه وجدّه وعمّ جدّه، فللّه درّه من قبرٍ ما أكرمه وأشرفه…»(١).

 

٣٠ ـ عبد الرحمن بن محمّد الحنفي البسطامي (ت: ٨٥٨ هـ):

قال في «مناهج التوسل»: «جعفر بن محمّد، ازدحم على بابه العلماء، واقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء، وكان يتكلّم بغوامض الأسرار، وعلوم الحقيقة وهو ابن سبع سنين»(٢).

٣١ ـ المؤرّخ يوسـف بن تغـري بردي، جمال الديـن الأتابكي (ت: ٨٧٤هـ):

قال في «النجوم الزاهرة» عند ذكره لأحداث سنة (١٤٨ هـ): «وفيها توفي جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، الإمام السيّد أبو عبد الله الهاشمي العلوي الحسيني المدني… وهو من الطبقة الخامسة من تابعي أهل المدينة، وكان يلقّب بالصابر، والفاضل والطاهر، وأشهر ألقابه الصادق… حدّث عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة والسفيانان ومالك وغيرهم، وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد»(٣).

(١) الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة: ٢١١ ـ ٢١٩ دار الأضواء.

(٢) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر: ١ / ٥٥ عن «مناهج التوسل»: ١٠٦.

(٣) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ٢ / ٨، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والطباعة والنشر، نسخة مصوّرة على طبعة دار الكتب.

٢٥٦

 

٣٢ ـ محمد بن سراج الدين الرفاعي (ت: ٨٨٥ هـ):

قال في «صحاح الأخبار»: «قال العميدي: ولد الصادق بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع الفجر سنة ثلاث وثمانين من الهجرة… وعاش خمساً وستين سنة وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة، وقد نقل الناس عنه على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم ما سارت به الركبان، وقد عد أسماء الرواة عنه فكانوا أربعة آلاف رجل…»(١). وواضح من اسم الكتاب ومقدمته أنه يتبنّى كل ما جاء فيه.

٣٣ ـ أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت: بعد ٩٢٣ هـ):

قال في «خلاصته»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله، أحد الأعلام… [حدّث] عنه خلق كثير لا يحصون، منهم ابنه موسى وشعبة والسفيانان ومالك، قال الشافعي وابن معين وأبو حاتم، ثقة»(٢).

٣٤ ـ شمس الدين محمّد بن طولون (ت: ٩٥٣ هـ):

قال في «الأئمة الاثنا عشر»: «وهو أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

كان من سادات أهل البيت ولقّب بالصادق لصدقه في مقالته، وفضله

(١) صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار: ٤٤، الركابي المصوّرة على طبعة نخبة الأخبار في الهند.

(٢) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال: ٦٣، نشر مكتبة المطبوعات الإسلامية بحلب.

٢٥٧

أشهر من أن يُذكر»(١).

 

٣٥ ـ الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي (ت: ٩٧٤ هـ):

قال في «الصواعق المحرقة» في آخر كلامه عن الإمام الباقر (عليه السلام): «وخلّف ستة أولاد أفضلهم وأكملهم جعفر الصادق، ومن ثمّ كان خليفته، ووصيّه، ونقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريج ومالك والسفيانَين، وأبي حنيفة وشعبة، وأيوب السختياني…»(٢).

٣٦ ـ الملاّ علي القاري (ت: ١٠١٤ هـ):

قال في «شرح الشفا»: «جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن أبي طالب الهاشمي المدني المعروف بالصادق… متفق على إمامته وجلالته وسيادته»(٣).

٣٧ ـ أحمد بن يوسف القرماني (ت: ١٠١٩ هـ):

قال في «أخبار الدول» عند ترجمته الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «كان [رضي الله عنه] من بين أخوته خليفة أبيه ووصيـّه، ونقل عنه من العلوم ما لم ينقل من غيره.

وكان رأساً في الحديث، روى عنه يحيى بن سعيد، وابن جريج ومالك بن أنس، والثوري، وابن عيينة، وأبو حنيفة، وشعبة، وأبو أيوب السجستاني،

(١) الأئمة الاثنا عشر: ٨٥، منشورات الشريف الرضي.

(٢) الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: ٣٠٥، دار الكتب العلمية.

(٣) شرح الشفا: ١ / ٤٣ ـ ٤٤، دار الكتب العلمية.

٢٥٨

وغيرهم. ولد بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة…»، إلى أن قال: «ومناقبه كثيرة، توفي في سنة ثمان وأربعين ومائة وله من العمر ثمان وستون سنة، وقيل: إنه مات مسموماً في زمن المنصور. ودفن بالبقيع الذي فيه أبوه وجدّه وعمّ جدّه فللّه درّه [من قبرٍ ما أكرمه وأشرفه]»(١).

 

٣٨ ـ محمّد بن عبد الرؤوف المنّاوي القاهري (ت: ١٠٣١ هـ):

قال في «الكواكب الدريـّة»: «جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب… كان إماماً نبيلاً… قال أبو حاتم: (ثقة لا يُسأل عن مثله)، وله كرامات كبيرة ومكاشفات شهيرة منها: أنه سُعي به عند المنصور، فلما حجّ أحضر الساعي وقال للساعي: أتحلف؟ قال: نعم، فحلف: فقال جعفر للمنصور: حلّفهُ بما أراه، فقال: حلِّفه؟ فقال: قل برئتُ من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي، لقد فعل جعفر كذا وكذا فامتنع الرجل، ثم حلف فما تمّ حتى مات مكانه.

ومنها: أنّ بعض الطغاة قتل مولاه فلم يزل ليلته يصلّي ثم دعا عليه عند السحر فسُمِعَت الضجة بموته.

ومنها: أنه لمّا بلغه قول الحكم بن عباس الكلبي في عمّه زيد:

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة ولم نرَ مهدياً على الجذع يصلب

قال: اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك فافترسه الأسد…»(٢).

(١) أخبار الدول وآثار الأول: ١ / ٣٣٤ ـ ٣٣٦، عالم الكتب، وقد أثبتنا الأقواس كما هي في النسخة التي اعتمدنا عليها أمانة للنقل.

(٢) الكواكب الدريّة: ٩٤، وورسة تجليد الأنوار، مصر.

٢٥٩

 

٣٩ ـ أحمد بن شهاب الدين الخفاجي (ت: ١٠٦٩ هـ):

قال عن الإمام الصادق (عليه السلام): «جعفر الصادق، أبو عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، روى عنه كثيرون، كمالك والسفيانان وابن جريح وابن إسحاق، واتفقوا على إمامته وجلالته وسيادته، ولد سنة ٨٠ هـ وتوفي سنة ١٤٨ هـ قيل مسموماً، وثّقه في روايته الشافعي وابن معين وأبو حاتم والذهبي، وهو من فضلاء أهل البيت وعلمائهم»(١).

٤٠ ـ الشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت: بعد ١٠٨٣ هـ):

قال في كتابه «نور الأبصار» تحت عنوان: فصل في ذكر مناقب سيدنا جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: «… ومناقبه كثيرة تكاد تفوت عدّ الحاسب ويحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب، روى عنه جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم كيحيى بن سعيد ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة وأبي حنيفة وأيوب السختياني وغيرهم. قال أبو حاتم جعفر الصادق ثقة لا يُسأل عن مثله… وفي حياة الحيوان الكبرى، فائدة، قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب وكتاب الجفر كتبه الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر رضي الله عنهما فيه كل ما يحتاجون علمه إلى يوم القيامة، وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعرّي بقوله:

لقد عجبوا لآل البيت لما أتاهم علمهم في جلد جفر

(١) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر: ١ / ٥٩، ونقله محمد علي دخيل في «أئمتنا»: ١/٤٨٥ عن «شرح الشفا»: ١ / ١٢٤

 

شاهد أيضاً

الصلاة على محمد وآله في الميزان – البغدادي 5

اليومية الواجبة وغيرها من سائر الواجبات، وفي كل تلك البيانات الثابتة عن النبي (ص) في ...