الرئيسية / تقاريـــر / حركة قائد (فاغنر) في موسكو (ج2-أ)

حركة قائد (فاغنر) في موسكو (ج2-أ)

حركة قائد (فاغنر) في موسكو (ج2-أ)
آلية بوتن في ردع تهديد الغرب للأمن القومي الروسي

حازم أحمد فضالة
26-حزيران-2023

المحلل والكاتب غير الكسول، يحتاج أن يعود إلى مصادر ماضوية تتعلق بالحدث نفسه، لأنَّ الماضي في أغلب المسائل هو جدول متدفق غير منقطع، وهذا ثابت في علم التحليل، أما الإعلام فلا يفهم هذه الحقائق، لذلك نحن بحاجة إلى الوقوف على آلية (روسيا – بوتن) بالتعامل مع الإرهاب الداخلي، ولحظة تهديد الأمن القومي الروسي، ماذا كان يفعل الرئيس الروسي بوتن.

لا نريد أن نعود للماضي، لكن بجملة نعيد التذكير كيف أنَّ قياصرة روسيا كسَّروا رأس نابليون الفرنسي الغربي، واقتحموا عاصمة بلاده باريس في آذار (1814)، وكيف كسَّروا بعده رأس هتلر النازي الألماني الغربي، واقتحموا عاصمة بلاده برلين في أيار (1945)؛ بعد هذا نذكِّر القارئ بالمصادر الماضوية والمعاصرة، بآلية الرئيس بوتن في التعامل مع الإرهاب، وأزمات تهديد موسكو؛ إذ تكون على وفق الآتي:

1- أزمة رهائن مسرح موسكو، في: 23-تشرين الأول-2002، النتيجة: أبادت روسيا العشرات منهم، بين إرهابي شيشاني، وبين رهينة.

2- أزمة رهائن مدرسة بسلان في روسيا، في: 1-3/أيلول-2004، النتيجة: أبادتهم روسيا جميعًا: الإرهابيين الشيشان، والطلبة الرهائن.

3- حاولت أميركا صناعة خاصرة رخوة في جنوب روسيا، مستغلة (جمهورية جورجيا)، في (2008)؛ فأمر الرئيسُ الروسي بوتن، بإنزال الجيش الروسي في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا، وأعلن استقلالهما، وهربت أميركا.

4- أسقطت أميركا الرئيسَ الأوكراني (فيكتور يانوكوفيتش – 2014)، في ثورة ملونة، تمهيدًا لضم أوكرانيا لحلف النيتو الغربي، وتهديد روسيا؛ فردَّت روسيا على ذلك، بإعلانها شبه جزيرة القرم مدينة روسية، في آذار (2014)، مُعزِّزةً ذلك باستفتاء شعبي في القرم.

5- كانت كاترينا الثانية (أمبراطورة روسيا)، قبل (150) سنة تقول (أمِن روسيا مِن أمِن دمشق)، فحضرت روسيا بترسانتها العسكرية، دفاعًا عن الدولة السورية والشرعية الدولية والأمن القومي الروسي، بوجه الإرهاب الغربي العالمي على سورية، واشتركت روسيا في (2015).

6- أزمة كازاخستان بداية كانون الثاني-2022،
التي أشعلت فتيلها أميركا لإسقاط الحكومة، ولكن الرئيس الكازاخي (قاسم جومارت توكاييف) استنجد بالرئيس بوتن، فنزلت القوات الروسية في أرض كازاخستان لحماية الدولة، وهُزِمَ المشروع الغربي النيوليبرالي. كذلك حتى الآن في أذربيجان – أرمينيا.

7- بدأ الغرب النيوليبرالي يهدد روسيا العظمى مرةً أخرى، منطلقًا من أوكرانيا، واندلعت الحرب، في: 24-شباط-2022؛ فأخذت روسيا (خُمس أرض أوكرانيا: خمسة أقاليم)، وما زال الغرب النيوليبرالي يُسحَق في أوكرانيا، تحت تداعيات حربه مع روسيا في المسرح الأوكراني.

الخلاصة:

1- روسيا في عهد الرئيس بوتن، تتعامل مع التهديد الداخلي على أنه (إرهاب)، وتقمعه دون رحمة، وجعلت الغرب ينسى (لعبة الرهائن) في روسيا، لأنَّ مكافحة الإرهاب تسحقهم جميعًا.

2- إذا شعرت روسيا بتهديد غربي للأمن القومي الروسي من أي بلد، فإنها تشتبك فورًا، لذلك سحقت المتمردين في جورجيا، والشيشان، وسورية، وكازاخستان، وأوكرانيا.

3- إن كانت حركة يفغيني (قائد فاغنر) قد تمردت (بالسلاح)، على روسيا العظمى، فإنَّ روسيا تعاملها تحت تصنيف (الإرهاب)، وتقضي عليها، لكن كان الرئيس بوتن ذكيًّا حتمًا بتجنبه استعمال تصنيف الإرهاب، لأنَّ هذا التصنيف يستوجب بالضرورة القضاء على فاغنر وقائدها.

4- عناصر المسرح، والمعطيات لحركة فاغنر كلها حتى الآن، لا تساعد أن فاغنر قد تمرد فعلًا، أما مصطلح (الانقلاب) فهو مضحك جدًا.
https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

شاهد أيضاً

السيد رئيسي افتتح معرض القدرات التصديرية: قوة الإنتاج لا تقلّ عن القوة العسكرية

لفت رئیس الجمهوریة الإسلامية في إيران السید إبراهیم رئیسي إلى أنّ الحظر شكل من أشكال ...