الآلية الأميركية لتقويض سلطة القضاء وهيئة الإعلام والاتصالات العراقية (ج3)
(التحليل والأسباب – الهيئة الموازية)
حازم أحمد فضالة
1-تموز-2023
ذكرنا في الجزء الأول من الدراسة، مصادرَ التحليل، وانطلق مسار التحليل في تركيب أجزاء الخطة الأميركية؛ الساعية لتقويض سلطة القضاء العراقي وهيئة الإعلام والاتصالات، في الجزء الثاني، أما في هذا الجزء الثالث الأخير، فنذكر الأسباب إكمالًا التحليل:
1- بدَأ مسار الفاحشة الأميركية في العراق من الإدارة:
أميركا أدخلت ثقافة الفاحشة -تأسيسًا ثقافيًّا- إلى العراق من باب (الإدارة)، وليس من باب (القانون)، كما سبق أن ذكرنا في دراسة لنا على قناة (كتابة وتحليل). أدخلت ذلك أميركا في زمن حكومة مصطفى مشتت، بعد توقيع الأمين العام لمجلس الوزراء السيد حميد الغزي، مذكرةَ تعاون مشترك بتاريخ: 20-كانون الأول-2021 مع (د. ريتا كولمبيا) رئيسة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق؛ من أجل دعم ما يسمى: تمكين المرأة، (ملف النوع الاجتماعي)، المساواة بين الجنسين [النوعين]، القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي. لكن! أميركا بعد رصْدِها لهيئة الإعلام والاتصالات العراقية (2022)، وتقويمها لمسارها وخطواتها، وهيكلها الجديد؛ وصلت إلى نتيجة، أنَّ هيئة الإعلام والاتصالات، لا يمكن أن تسمح بالترويج لبرامج (الفاحشة) في الإعلام العراقي قاطبةً، فصارت هيئة الإعلام عائقًا في طريق نشر الدين الجديد لأميركا في العراق، دين: (الفاحشة والتعري العالمي واغتصاب الأطفال وإلغاء كل أثر للفوارق البيولوجية بين الذكر والأنثى… ) فكان على أميركا معالجة هذا العائق، فوضعت خطة المعالجة.
2- الهيئة الموازية:
أميركا بدأت صناعة (هيئة إعلام واتصالات موازية)، لتقويض سلطة هيئة الإعلام والاتصالات العراقية. الهيئة الموازية كانت قد ذكرتها السفيرة (ألينا رومانوسكي)، في تغريدتيها اللتين ذكرناهما في (3، 4) في الجزء الأول من هذه الدراسة، إذ كانت التغريدة في (3)، تكشف أنَّ منظمة التجسس والتخريب الأميركية (USAID)، دعمت (20) صحفية عراقية؛ لإطلاق منصة على الإنترنت.
أما التغريدة في (4)، فقد كشفت ما سمَّته رومانوسكي: الافتتاح الكبير للمساحة الأميركية في (thestationiq – مؤسسة المحطة). هذه (الهيئة الموازية) ما زالت تتسع وتنضج.
3- تهديد الأمن القومي لدول الجوار ينطلق من العراق:
بدأت السفارة الأميركية في العراق، بثَّ نشاطات (مؤسسة المحطة)، بالتوازي مع بدء دورات (النوع الاجتماعي) في مؤسسات الدولة العراقية، خصوصًا بين وزارتَي الصحة والتربية، لتكتمل برامج تسويق الفاحشة مع بدء الموسم الدراسي المقبل. بذلك تكون السفارة قد حققت تغذية إعلامية مناسبة، توازي بها الجبهة المضادة لها (هيئة الإعلام والاتصالات العراقية)، ويكتمل هجوم وحشها الكاسر (النوع الاجتماعي)، على الطفولة العراقية، والقيم العربية والإسلامية والإنسانية للعراقيين، وهذا بحقيقته تهديد للأمن القومي العراقي ولدول الجوار، ينطلق من العراق نفسه.
4- الغرب يُشرِّع القوانين لحماية الفاحشة وأهلها وجريمتها:
إنَّ الغرب الليبرالي اليوم، خصوصًا في أميركا، يشرع القوانين التي تحمي أهل الفاحشة وممارستهم للفاحشة، وتُجَرِّم من يحتج عليهم بأي مستوى، بل حتى وإن كان (ضحية اغتصاب) أي: أحد أهل الفاحشة، اغتصب أنثى أو ذكرًا مِن أولاد الذين لا يؤمنون بدين أميركا الجديد؛ فإنَّ القضاء الأميركي يُجَرِّم الضحية وذويها؛ إن رفعوا دعوى على الجاني! لذلك كان لا بد لأميركا من تقويض رأس السلطة القضائية في العراق، حتى تبدأ نقل التجربة الأميركية.
5- رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور فائق زيدان:
لا توجد فرصة لدى أميركا في العراق، لاختراق التشريعات العراقية، من أجل أن تحمي الفاحشة وممارستها، وتحمي أهلها، وشعاراتها والتثقيف لها بالقانون؛ ما لم تستبعد أميركا، القاضي فائق زيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى)، لذلك بدأت هجمتها عليه ضمن خطة مُركَّبة؛ موجهة على هيئة الإعلام والاتصالات، علمًا أنَّ الهجمة الأميركية على الدكتور القاضي فائق زيدان ليست بجديدة، بل كنا أول من كشف خطتها، لكنها الآن أُعيدت بتركيز، لتقويض سلطة القضاء العراقي؛ إزاء التثقيف والتأسيس للفاحشة في المجتمع العراقي.