الرئيسية / تقاريـــر / التحريض الديني الصهيوني هو الضامن لبقاء عش العنكبوت

التحريض الديني الصهيوني هو الضامن لبقاء عش العنكبوت

الوقت- منذ ساعات الفجر توافد الآلاف من المستوطنين إلى ساحة البراق، ونفذوا جولات استفزازية بأزقة القدس القديمة، فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة من أجل اقتحام الأقصى، وذلك تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات جماعية لساحات الحرم.

واقتحمت مجموعات من المستوطنين تقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح يوم الخميس الماضي، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمناسبة ما تسمى ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” بأنه إلى جانب بن غفير فإن وزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف، اقتحم أيضا المسجد الأقصى صباح يوم الخميس الماضي، في وقت فرضت قوات الاحتلال تقييدات على دخول الفلسطينيين للمسجد.

ومنعت قوات الاحتلال دخول المصلين للمسجد الأقصى، وانتشرت مع المستوطنين عند أبواب المسجد وفي ساحات الحرم، واعتقلت شرطة الاحتلال 16 مستوطنا وذلك للاشتباه بمخالفتهم لقواعد اقتحام الأقصى، فمنهم من قام بشعائر تلمودية في ساحات الحرم والبعض قام بطقوس “السجود الملحمي” بالأقصى.

ودائما ما تقوم شرطة الاحتلال بتنفيذ مثل هذه الاعتقالات عندما يتم تنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى، وذلك تحت ذريعة الإخلال بقواعد اقتحام الأقصى، فيما يتم بعد ذلك مباشرة إطلاق سراحهم مباشرة دون أي قيود.

ولقد أفادت بعض المصادر الإخبارية، يوم الخميس الماضي، باقتحام مستوطنين بقيادة وزير “الأمن القومي” إيتمار بن غفير المسجد الأقصى في ما تسمى “ذكرى خراب الهيكل” المزعوم، وأدى “المستوطنون طقوساً تلمودية عند باب السلسلة في المسجد الأقصى”، وكان عشرات المستوطنين قد بدؤوا مساء أمس الأربعاء، برفقة بن غفير، باقتحام البلدة القديمة في القدس للمشاركة في مسيرة الأعلام الإسرائيلية الاستفزازية.

وفي ساحة الغزالي المتاخمة لباب الأسباط، أقام المستوطنون “طقوساً تلمودية”، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال في تلك المنطقة التي قُيدت حركة تنقل الفلسطينيين فيها.

وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل البلدة القديمة منذ ساعات الفجر الأولى تمهيداً لتأمين اقتحامات المستوطنين، وأغلقت محيط باب العمود في القدس المحتلة، حيث وصل مئات المستوطنين من بينهم عشرات المسلحين، وسط هتافات عنصرية .

في غضون ذلك، احتشدت مجموعة من المرابطين والمرابطات داخل الأقصى، حيث صدحوا بالتكبيرات، في محاولات للتصدي لاقتحامات المستوطنين.

وانتشرت الدعوات الواسعة في الضفة الغربية المحتلة والقدس والداخل المحتل إلى التصدي لـ”مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة واقتحامات المستوطنين للأقصى، بشدّ الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك يوم الخميس.

واستنفرت كل التجمعات والروابط الشبابية في بلدات ومخيمات القدس المحتلة، للتصدي لمسيرة الأعلام واقتحام المستوطنين، ورفع العلم الفلسطيني في الميادين وجاء في الدعوات المقدسية: “اليوم نجدد التحدي.. في ذكرى خراب هيكلهم، سيقتحم المستوطنون المسجد الأقصى، يا أبناء شعبنا لننتفض من جديد، ونشد الرحال إلى المسجد الأقصى”، وتواصلت التحذيرات من مخاطر مسيرة الأعلام، وتنفيذ عملية اقتحام كبيرة للمسجد الأقصى المبارك، وسط الدعوات للتصدّي للمسيرة بكل السبل المتاحة.

دعوات الحشد والتعبئة لاقتحام المسجد الأقصى

جددت منظمات جبل الهيكل الصهيونية المتطرفة دعوات الحشد والتعبئة لاقتحام المسجد الأقصى وسط تضاعف أعداد المقتحمين للأقصى قبل يوم واحد على انطلاق الاحتفالات بذكرى “خراب الهيكل المزعوم”، ووعدت المنظمات المتطرفة المستوطنين بتوفير تسهيلات للوصول إلى الأقصى، فيما رفعت منظمة “جبل الهيكل في أيدينا” لجمهورها المتطرف شعار “لنتوقف عن البكاء ونبدأ بالبناء”، من أجل حثهم على اقتحام الأقصى يوم الخميس بأعدادٍ كبيرة في “ذكرى خراب الهيكل” التي تعتبر واحدة من أربع مناسبات تسخرها مجموعات المستوطنين المتطرفين من أجل العمل على تحقيق تقسيم الأقصى المكاني.

ووعدت المنظمة في إعلاناتها الكثيرة بالعمل على توفير عشرات المرشدين لاستقبال المجموعات المقتحمة، إلى جانب توفير مظلات ومرطبات عند مدخل باب المغاربة، لتحث جمهورها على اقتحام الأقصى رغم حالة الحر الشديد التي تضرب المنطقة بما فيها مدينة القدس.

وتأتي المناسبة تخليدا لليوم الذي يدعي فيه اليهود تدمير المعبدين المزعومين الأول والثاني، وهو يوم صيام وحداد على تدمير هيكل سليمان المقدس (الهيكل الأول) على يد البابليين، وعلى تدمير هيكل هيرودوس (الهيكل الثاني) على يد الرومان أيام القيصر الروماني فسباسيان.

ويبدأ الصيام في عشية يوم الخميس عند غروب الشمس، ويستغرق 25 ساعة تقريبا حتى منتصف اليوم التالي، وخلال ساعات الصيام يحظر الأكل والشرب والقيام بأي عمل يهدف إلى التمتع، كما وتعتبر هذه الذكرى يوم الحزن الأسطوري لدى الاحتلال، حيث يتفق الجميع على أن يغلب طابع الحزن على حياتهم في هذا اليوم من عدم لبس الملابس الجديدة، ويذهب البعض إلى لبس ما يشبه الصوف والجلوس على الأرض، ويتم في هذه الليلة قراءة سفر مراثي “إرميا” ويقرؤون في صباح اليوم التالي في الكنيس قصيدة مرثية يتلونها بنغم حزين وتسمى “كينوت”.

وبالنسبة إلى المسلمين، فقد ارتبطت ذكرى خراب المعبد/الهيكل بالعدوان على الأقصى منذ عام 1929، حيث كانت سببا في اندلاع ثورة البراق، وهي بمثابة أول ثورة فلسطينية في تاريخ فلسطين الحديث حيث حاولت عصابات الصهيونية الاعتداء على المسجد الأقصى يومها.

واقتحم صباح الأربعاء عشرات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت مصادر محلية في دائرة الأوقاف الإسلامية، أن 390 مستوطنا، اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة.

وأعلنت جماعات الهيكل المزعوم أنها تحضّر لاستقبال آلاف اليهود، الذين سيقتحمون الأقصى خلال هذا الأسبوع وقبيل ذكرى خراب الهيكل المزعوم والتي توافق يوم غد الخميس، وتستعد جماعات الهيكل المزعوم لإدخال أكثر من ألفي متطرف للأقصى في أكبر أيام الاقتحامات خلال العام.

ودعت هيئات مقدسية إلى شد الرحال يوم الخميس للمسجد الأقصى المبارك للتصدي لمحاولات المستوطنين تدنيس المسجد، كما دعت الجماعات الاستيطانية، عبر مواقعها، إلى حشد أكبر عدد من المستوطنين في باحات المسجد الأقصى المبارك، يوم غد، إضافة إلى تنظيم مسيرة أعلام في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

وأكدت جماعات المستوطنين التي تنشط من أجل هدم المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم الاقتحامات الواسعة له، أنها ستعمل من أجل تنظيم صلوات تلمودية علنية فيه.

وذكرت أنها ستدعو إلى ما يسمى “بناء الهيكل المزعوم” على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.

ودعت فعاليات سياسية واجتماعية فلسطينية إلى تنظيم أوسع رباط، في المسجد الأقصى المبارك، خلال الساعات المقبلة للتصدي لمخططات الجماعات الاستيطانية.

ومنذ عهد الاحتلال البريطاني سعت الجماعات الاستيطانية لاستغلال الذكرى المزعومة، في محاولات احتلال المسجد الأقصى، وهو ما أدى عام 1925 إلى اندلاع ثورة البراق.

وخلال السنوات الماضية ضاعفت هذه الجماعات جهودها لاستغلال “الأعياد اليهودية”، في العدوان على المسجد، بدعم من حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية والعسكرية، التي تشن حملة يومية ومتعددة الأدوات ضد المرابطين.

وقال وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، إن الاحتلال الإسرائيلي يوظف مناسباته لمحاولة فرض وقائع مرفوضة بالمسجد الأقصى بشكل خاص ومدينة القدس المحتلة بشكل عام.

وأشار الهدمي في هذا السياق، إلى دعوات جماعات يمينية متطرفة لتنظم مسيرة استفزازية بالمدينة المحتلة مساء يوم الأربعاء الماضي، واقتحام المسجد الأقصى يوم الخميس.

وقال في بيان: “هذه الدعوات المتطرفة هي استفزاز لمشاعر الفلسطينيين في المدينة ومحاولة لفرض وقائع مرفوضة عبر دعوات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى”.

وحذّر الهدمي من أن “الجماعات اليمينية المتطرفة تدفع باتجاه صراع ديني عبر نسفها الممنهج للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ودعواتها لانتهاك حرمة المسجد عبر أداء الطقوس الدينية”.

وشدد الهدمي إلى أن الفترة منذ بداية العام الجاري شهدت تصعيدا ملحوظا ضد المدينة وسكانها ومقدساتها عبر تكثيف الاقتحامات والاعتقالات والإبعاد عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، إلى جانب عمليات الهدم والاستيلاء على المنازل الفلسطينية وإقامة وتوسيع المستوطنات، ومحاولات المؤسسات التعليمية، والاعتداءات المتصاعدة على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وقال وزير شؤون القدس: “لم ولن يكون مقبولا بأي حال من الأحوال أن تكون المدينة المحتلة وسكانها وقودا للصراع الداخلي في المجتمع الإسرائيلي”.

وشدد الهدمي على أن الوضع الخطير في مدينة القدس يستدعي من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي تحويل مواقفهم إلى إجراءات عملية ضاغطة على حكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها على المدينة.

وقالت حركة الجهـاد الإسلامـي “إن استهداف الأقصـى من قبل المستوطنين ينـذر بانتفاضـة مستعـرة فـي وجـه العـدوان”.

ورأت في بيان لها أن مخططات الاحتلال ومستوطنيه واستهداف المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه بما يسمى “الاحتفال بذكرى خراب الهيكل”، ينذر بخطر كبير تتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياته.

وأكدت أن الشعب الفلسطيني الصامد المرابط طوال عقود من الاحتلال لن تخمد ثورته أمام هذا العدوان، الذي سيزيد من لهيب الانتفاضة، وتمسكه بحقه في أرضه والدفاع عن مقدساته بكل ما يملك.

وأهابت بجماهير الشعب الفلسطيني لشد الرحال نحو المسجد الأقصى وحمايته من محاولات التدنيس والتهويد، ودعت شعوب أمتنا إلى أخذ دورها الحقيقي تجاه استهداف المسجد الأقصى الذي يمثل رمزاً عقدياً لا يقبل التنازل عنه.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...