الرئيسية / الاسلام والحياة / في رحاب الولي الخامنئي – الاعلام 02 \ 08

في رحاب الولي الخامنئي – الاعلام 02 \ 08

الفصل الثاني

الإعلام المرئي والمسموع

– السياسة العامة للمرئي والمسموع
– المرئي والمسموع والأخلاق العامة
– الإعلام وتدين الناس
– الإعلام وبرامج الترفيه
– الرقابة
– التأثير غير المباشر

الإعلام المرئي والمسموع

تمهيد

الإعلام المرئي هو أكثر الوسائل تأثيرا في الناس، لأن النفوس تنجذب إلى ما تراه وتسمعه أكثر مما تقرأه، ولا يكاد يخلو منه منزل من تلفاز أو جهاز راديو، ولهذا فلا بد وأن نجعل هذا التلفاز والإذاعة وسيلة للوصول إلى عقول الناس بطريقة نحافظ بها على قيمهم ومبادئهم من خلال خطط إعلامية مدروسة وهادفة بعيدة عن الابتذال والتفاهة، أو اللهو والعبث.

فكيف ينظر الإمام الخامنئي دام ظله إلى هذا النوع من الإعلام، وكيف يراه بصورة عامة؟

يقول دام ظله الوارف:
“بشكلٍ عام يجب أن تكون الإذاعة والتلفزيون وكما قال الإمام الراحل قده جامعة عامّة يُعلَّم فيها الدِّين والأخلاق والقيم الإسلامية وأسلوب العيش الأفضل والجديد في مجال العلم والسياسة والأفكار الجديدة بلغة بليغة ومفهومة, حتى يستطيع الجميع سواء من عامة الناس، أو من أصحاب العقول المفكِّرة الإرتواء من هذا المعين الفيّاض كلٌّ حسب استعداده وقابليته”1
________________________________________
1- المناسبة: تعيين علي لاريجاني رئيساً لمؤسسة للإذاعة والتلفزيون

السياسة العامة للمرئي والمسموع

من الصفات الرائعة التي يتحلى بها الإمام الخامنئي دام ظله اطلاعه الدقيق على الكثير من التفاصيل التي تختص بأمور الناس والدولة، والإعلام، ولهذا نراه يركز في أحاديثه مع الإعلاميين على مسائل دقيقة قد لا يلتفت لها في بعض الأحيان أهل الإعلام أنفسهم، ومن الإرشادات الهامة التي أولاها في مسألة توجيه الإعلام، والخطوط والسياسات العامة التي ينبغي السير وفقا لها، حيث يقول دام ظله:
” إن أهم النقاط التي يجب أخذها بنظر الاعتبار في رسم السياسة الجديدة لإدارة الإذاعة والتلفزيون هي ما يلي:
1 ـ يجب أن ينصبَّ مسار التحرّك في هذا الجهاز باتّجاه الوصول إلى التفوّق الكيفي لبرامجه على التوسع الكمي الذي يأتي بالدرجة الثانية من الأهمّية. ولكن التغطية الفنّية لجميع أنحاء البلاد بما فيها القرى والأرياف مُقَدَّمة على كلّ شيء في الوقت الحاضر.

2 ـ إعادة النظر في تشكيلات هذا الجهاز وإحداث التغييرات المطلوبة من أجل تحسين نوعية الأعمال وأساليبها.

3ـ الاستفادة من آراء ونظريات الجامعيين والمراكز الجامعية من أجل طرح البحوث العلمية والاجتماعية والنظريات والأبحاث الجديدة لعامّة أبناء الشعب، ولابدّ من التأكيد في طرح الأبحاث الإسلامية على نوعيّة وعمق تلك الأبحاث والاجتناب عن طرح الآراء الضعيفة والممزوجة بالخرافات والأوهام والتي تتحكم فيها الأذواق الشخصية.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف لا بدّ من إقامة التعاون الجادّ

والمدروس مع الحوزات العلمية وعلماء الدين الكرام.

4 ـ تطوير وتسريع نظام إيصال المعلومات الذي يعتبر من أهمّ مسؤوليات هذا الجهاز الإعلامي بلغة واضحة وبليغة.

5 ـ إضفاء الجاذبية والجمال على البرامج الفنّية للإذاعة والتلفزيون وعرض أفضل المشاهد الفنّية بمحتويات اجتماعية وأخلاقية وسياسية هادفة وعدم عرض وبث المشاهد المبتذلة والمضلّلة والفاقدة للقيم الفنّية.

6 ـ الاجتناب عن بثّ الموسيقى المبتذلة واللهوية، والموسيقى وسيلة يمكن أن تكون محلّلة ويمكن أن تكون محرَّمة، فيجب معرفة وانتقاء المحلّل منها والاستفادة منه في الإذاعة والتلفزيون.

7 ـ يجب أن يكون المسار العام لبرامج الإذاعة والتلفزيون هو مواجهة الهجمة الإعلامية والثقافية والخبرية للاستكبار العالمي، ولا يجب العمل بهذا الأمر في مجال الأخبار فحسب، بل يجب أن يتعدّاه إلى التقارير والبرامج العلمية والإجتماعية والسياسية أيضاً؛ وبالأخص البرامج الثقافية والمسلِّية كالتمثيليات والمسلسلات.

8 ـ توضيح هذا الأمر المهم لجميع العاملين في الجهاز الإعلامي: وهو أنَّ الثقافة الأجنبية المهاجِمة تستطيع التأثير على الأذهان عن طريق العروض الفنّية والبرامج المسلّية أكثر من التأثير عن طريق الحوار، فلذا يجب التصدّي لهذا التأثير القهري بطريقة ذكيّة وعقلائية”2
________________________________________
2- المناسبة: تعيين علي لاريجاني رئيساً لمؤسسة للإذاعة والتلفزيون

المرئي والمسموع والأخلاق العامة

إن مسألة الأخلاق الإنسانية، هي لبُّ الدين، ولا بد بحسب رأي الإمام الخامنئي دام ظله أن تحتل المركز الأول في الترويج الإعلامي الهادف، وعن هذا يقول سماحته دام ظله:
“إن الهوية الأخلاقية هي الهوية الحقيقية للمجتمع، أي أن مركز الثقل في المجتمع هو القطب الأخلاقي، وجميع الأمور الأخرى إنما تدور حول محورها.
فعلينا أن نولي الأخلاق أهمية كبيرة، وعلى الإذاعة والتلفاز التخطيط في مجال نشر الفضائل الأخلاقية وتفهيمها وبيانها، كالأخلاق السلوكية لأفراد المجتمع، والانضباط الاجتماعي، والنظم والتخطيط، والأدب الاجتماعي، والاهتمام بالأسرة، ورعاية حقوق الآخرين، وحفظ كرامة الإنسان، والإحساس بالمسؤولية والاعتماد على النفس، والتحلّي بالشجاعة الذاتية والوطنية، والقناعة التي هي من أهم الفضائل الأخلاقية في المجتمع.
ولو أننا قد تعرضنا حالياً في بعض المجالات إلى المصائب، فمرد ذلك إلى غفلتنا عن السجية الحسنة، وكذلك الأمانة والصلاح ومساندة الحق وابتغاء الجمال بمعنى اختيار الحياة الجميلة من الناحيتين الظاهرية والباطنية، وتجنب الإستهلاك، واختيار
العفة، واحترام الأبوين والأستاذ.
هذه هي فضائلنا الأخلاقية، وعلى الإذاعة والتلفاز أن تتكفل بنشرها، وعليكم أن تدعموا هذه الفضائل في كافة البرامج التي تعدونها وفي كل مسلسل وحوار واجتماع ومكالمة هاتفية أو تقرير حتى لا يتم نقضها أو تضييعها.”3
________________________________________
3- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.

الإعلام وتدين الناس

ومن الأمور التي يؤكد عليها سماحة الإمام الخامنئي دام ظله ، مسألة العلاقة بين الإعلام المرئي والمسموع وتدين الناس، وأن يكون ارتقاء المعرفة الدينية والإيمان الديني من جملة مهام هذا النوع من الإعلام، ومن أهم الأمور التي ينبغي الإلتفات إليها في هذا الإطار، عدم نشر الشبهات بين الناس، من دون حلول مقنعة، ففي الكثير من الأحيان تطرح شبهة ما بنية حلها، فتعلق الشبهة في العقول، لأن الحل لم يكن بالمستوى المطلوب، ومن هنا يقول سماحته دام ظله:
“ما هو دور الإذاعة والتلفاز بشأن ديانة الناس، وما هو موقفها ومسؤوليتها بهذا الصدد؟
طبيعي أن ارتقاء المعرفة الدينية والإيمان الديني من جملة مهام الإعلام، وهناك فرق بين المعرفة والإيمان، ولابد من تقوية كلا الأمرين، ولابد من التحرز عن جعل إيمان الناس واهياً أو سطحياً أو قشرياً، وينبغي أيضاً عدم الاكتفاء بالتركيز على مجرد المشاعر الإفراطية ؛ لعدم جدوى ذلك في تبليغ الدين، فاجعلوا هذا أساساً لنشاطكم. ولنعد الآن إلى برامج الإذاعة والتلفاز لتروا ماذا ينبغي عليكم فعله أو تركه، فيجب أن تهدف البرامج الدينية إلى إزاحة الشبهات عن الدين، لا أن تقوم على إثارة الشبهات وتوسيع دائرتها، حيث تعرض أمور تؤدي أو تساعد على إثارة الشبهات! ربما أمكن لها إذا عرضت في جمع من المؤمنين المخلصين أن تعمل على زيادة إيمانهم، إلا أن عرضها على الملايين لا تكون نتيجته سوى زعزعة إيمان بعضهم، إذن لا بد من تجنب ذلك.

وأن يكون الخطاب الديني مبنياً على دفع الشبهات، وإن يكون واضحاً ومتقناً وفنياً، وأن يكون صحيحاً على جميع المستويات، فإننا برغم تبويب الخطاب الديني وتصنيفه إلى مستوى النخب، ومتوسطي الثقافة، ومستوى الشباب، ثم الصغار، إلا أن الخطاب الديني حتى بالنسبة لمستوى الصغار ينبغي أن يكون صحيحاً، فالطفل في الصف الأول الابتدائي يتعلم حاصل جمع الاثنين والاثنين هو أربعة، وتبقى هذا النتيجة صحيحة عنده حتى إذا بلغ أعلى القمم في علم الرياضيات.
وهكذا ينبغي أن يكون الأمر بالنسبة إلى تعليم الدين للطفل والعامي، فلا ينبغي أن يكون خاطئاً، فيدرك الخطأ إذا ارتقى عملياً وعندها يشكك في مصداقية الدين.”4

الإعلام وبرامج الترفيه

لا بد من التوجيه الثقافي والأخلاقي في الإعلام، حتى في البرامج التي تعد للترفيه كالمسابقات، هذا ما يؤكد عليه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله.

ومما يؤكد عليه في هذا الإطار، هو أن مسألة الترفيه أمر لازم، ولا بد منه، إلا أن ذلك لا يعني أن نقع في محذورين خطيرين:

الأول: أن يتحول الترفيه إلى تهتك وتهريج فارغ من المحتوى التوجيهي.

الثاني: أن لا تكون الجوائز التي تعطى للمشاهد على أمور تافهة، ولا تستحق قيمة الجوائز.
________________________________________4- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.

يقول دام ظله:
“إن البسمة من المقولات المهمة والضرورية جداً، فالحياة بلا ابتسامة حياة لا تطاق، قال الإمام علي ع المؤمن بشره في وجهه ، فإذا أمكنكم إدخال السرور على المجتمع ببشركم، فعليكم المبادرة إلى ذلك، ولكن بأسلوب مدروس ومتقن.
وهذا لا يعني أن أسلوبكم لم يكن مدروساً، فقد قمتم بأعمال ايجابية كثيرة، وإنما يأتي كلامي تأكيداً على الإستمرار في ذلك، فعليكم أن تحذروا امتزاج إضحاك الناس بالابتذال والتهتك، فعليكم أن تلجأوا إلى إضحاك الناس من الطريق الصحيح، فأحياناً تؤثر الطرفة أو التعبير الجاري على سرعة البديهة أثرها في إضحاك السامع، في حين يبذل المتهتك قصارى جهوده المتكلفة دون أن يفلح بانتزاع ضحكة المشاهد.
إن القدرة على إضحاك الناس تعدّ من الفنون البارزة التي تقوم على استعراض المسائل الجادة بأسلوب ساخر.
كما أن المسابقات من جملة التسليات، وهي من الأمور الجيدة، ولكن ينبغي الالتفات إلى التبعات السيئة من الناحية القولية والعملية فيها، وأحياناً في الضحكات غير المبررة، ومن بين المسابقات المسابقة الهاتفية، حيث يتصل شخص ويُعطى جائرة لا لشيء، فقد شاهدت يوماً في واحدة من هذه المسابقات أن أعطي شخص خمسة ملايين توماناً، لأنه أجاب على بضعة أسئلة! وهذا المبلغ عبارة عن مجموع ما يتقاضاه الموظف على مدى ثلاث سنوات.
قد يقال: إن في هذا النوع من المسابقات والجوائز ترويجاً

للعلم، إلا أن الأفضل أن يتم ترويج العلم بطريقة أخرى، لأن هذه الطريقة مضرة وغير منطقية ويساء الاستفادة منها؛ إذ ليس من المنطقي أو الضروري معرفة ماذا إذا كان الإنجيل عربياً أو يونانياً أو لاتينياً، حتى استحق على هذه المعرفة مليون تومان.
وعليه فإن مقولة التسلية وضرورتها شيء آخر، والتخطيط لها شي ء ثالث، وكونها مفيدة شيء، وتجنب ما فيها من السلبيات شيء رابع”.5

الرقابة

من الأمور التي تحتل مركزاً في صدارة المهمات التي تقع على عاتق الإعلام المرئي والمسموع الإسلامي، هي مسألة الرقابة.

فالرقابة هي حجر العثرة الذي يوقف تسيب الأخلاق في الإعلام، كما وأنه يضبط الحدود الشرعية في ممارسة المهنة.

ويؤكد سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في هذا الإطار على مسائل مهمة:

الأولى: أن لا يقتصر دور الرقابة على الإرشاد للحدود الشرعية في العمل الإعلامي.

الثانية: أن تكون الرقابة شاملة للأفكار التي يمكن أن تمرر في الأعمال الإعلامي والتي تدخل عقول الناس بطرق غير مباشرة.

الثالثة: أن تكون الرقابة منذ المراحل الأولى من الإنتاج، ليتفادى الوصول إلى مرحلة لا يمكن التراجع فيها.

يقول دام ظله:
________________________________________
5- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.

“من بين وظائفكم التنفيذية هي الإشراف على المحتوى الكيفي للبرامج، ولكن لا ينبغي حصر هذه الرقابة وهذا الإشراف بالملاحظات الفقهية والشرعية، كأن لا يحدث تماس بين الفتى والفتاة أثناء التمثيل أو أن يكون بينهما فاصل إذا جلسا على الأريكة، فهذا وإن كان ضرورياً وينبغي أن يتم بأسلوب ذكي، إلا أنه لا ينبغي الاقتصار عليه، فلابد بالإضافة إلى ذلك من رقابة المحتوى من الناحية الكيفية أيضاً، فالفيلم الذي تدفعوه للمنتج كي يعدهّ لكم لابد من مراقبة محتواه. ومن جملة الأعمال الايجابية أن يتم تفقّد العمل أثناء الإنتاج للحيلولة دون هدر الأموال في الأمور التافهة، ليأتي دور التدارك بعد فوات الأوان، وعلى كل حال لابد من السعي الحثيث وراء الرقابة الكيفية للحيلولة دون الخطابات السلبية وغير الإيجابية.”6

الخطاب المنسجم

من المسائل التي ينبه سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الإعلاميين إليها، هي عدم تقديم الخطاب المتناقض، لأن ذلك يؤثر في عدم استقرار المفاهيم الإيجابية التي يراد إيصالها إلى عقل السامع أو المشاهد، فمن الخطأ الكبير أن يكون التركيز الإعلامي في فترة معينة على مسألة العفو والتسامح وثم نأتي لنبث فيلما يحكي عن الثأر والانتقام، إن الخطاب المتناقض بهذه الطريق سيجعلنا نراوح في مكاننا منون أن نقدم للناس أي شيء يذكر يقول سماحته في هذا الصدد:
لا بد من التنسيق في بيان الخطاب وأن يتم بأسلوب متتابع،
________________________________________
6- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.

فالاكتفاء بمقطع ومورد واحد لا يجدي شيئاً، فمن الضروري أن يتم أعداد كافة البرامج بشكل يعضد بعضها بعضاً حتى يتجذر فحوى الخطاب في المجتمع، إذ من الممكن أن نذكر أحياناً خطابات متناقضة، فنتحدث مثلاً حول العدالة الاجتماعية من جهة، وفي برنامج آخر نقوم بنقض العدالة الاجتماعية عملاً، حيث نشاهد أغلب المسلسلات تدور أحداثها في قصور فارهة! فهل حقاً يعيش غالب الناس في مثل هذه القصور؟ إذن، فما هي ضرورة ذلك؟
إن المسلسلات القديمة وإن لم تكن بالمستوى الكيفي الذي عليه المسلسلات الجديدة، إلا أنها كانت أقرب إلى الواقع حيث تعكس حياة الناس على واقعها وفي البيوت المتواضعة، وهذا هو الصحيح، فلا ضرورة إلى تعريف الحياة بأنها حياة ترف وبذخ.
إن بث الدعايات التي تدعو الناس إلى الاستهلاك تتناقض والبرنامج الذي انتخبتموه في نقد الاستهلاك وشجبه”.7

الخلاصة : المحتوى الهادف

يخلص كل ما ذكرناه ـ من وظائف الإعلام المرئي والمسموع، كعلاقته بالأخلاق، والتدين، وكيفية استثمار البرامج الترفيهية، ومسألة الرقابة، وغيرها من الأمور ـ إلى أمرٍ أساسيٍّ واحد ألا وهو أن يكون المحتوى الذي يقدم من خلال الصوت والصورة محتوىً هادفاً.

وقد يظن بعض الناس أن توجيه البرامج في وسائل الإعلام يجعله مملاً، وبالتالي لن تشاهده الناس فكيف نوفق بين هاتين المسألتين؟
________________________________________
7- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.

ومن هنا تأتي إرشادات الإمام الخامنئي الحكيمة والتي تضع الأصبع على موضع الجرح، حيث يقول دام ظله في هذا الإطار:
“عليكم أن تجعلوا دراسة المحتوى في كافة البرامج أمراً إلزامياً، فلابد أن تنطوي جميع البرامج التي تبثونها على رسالة وخطاب، وهذا لا يعني بالضرورة أن تكون البرامج مملّة ومضجرة، إذ بالإمكان إدراج الخطاب ضمن برنامج ممتع أو مسلً.
فليس ينبغي أن تخلو برامجنا من الخطابات السلبية فحسب، بل يجب عدم خلوها من الخطاب الايجابي، فلا تكون عقيمة، فلا بد من إدراج الهدف الذي تتعقبونه في المسلسل الذي تنتخبونه، والفيلم الذي تبثونه، واللقاء الذي تقيمونه، والمسابقة التي تعدونها، وفي الحوار الذي ينفع المجتمع، وأحياناً ينبغي دراسة موضوع بشكل حوار عام، فلا بد من توفير الأرضية لذلك”.8

وكمثال على هذا الهدف يشير دام ظله إلى نماذج من ذلك حيث يقول:
“إن مشهداً لصلاة جماعة مهجورة يحضرها أفراد معدودون من العجزة الخاملين ليس من شأنه الترويج لصلاة الجماعة؛ وليس بكافٍ بثّ الأذان من قبل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. شبابنا يشكّلون الآلاف من الصفوف العامرة بالحماس والتوجه وهم يقفون لأداء صلاة الجماعة على امتداد ربوع وطننا، والكثير ممن تتناقل الأفلام السينمائية تفاصيل حياتهم هم من المصلين المتضرعين المتهجدين، ولَكثيرة هي الحناجر التي يحركها
________________________________________
8- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون

الإيمان والتعبد فتترنم بالأذان حينما يحل أوان هذا النشيد المعنوي، وكثيرة هي الحشود التي تكفّ عن الأعمال اليومية وتتوجه صوب المساجد؛ هذه المشاهد جميعاً بوسعها أن تضفي صورة زاهرة من شأنها الترغيب في هذه الفريضة المنجية عبر النتاج الفنِّي .”9

التأثير غير المباشر

كما أن التأثير من خلال المحتوى الهادف ليس من الضروري أن يكون بطريقة مباشرة، كأن نأتي ونقول للناس افعلوا هذا الأمر ودعوا ذاك، فهذا التوجيه لا يكون نافعاً في الكثير من الأحيان.

إن الطرق الحديثة تستطيع أن تحقق لنا أن نوصل الفكرة بطريقة غير مباشرة، وإلى هذا يشير سماحته بقوله:
“تلقين الخطابات والمفاهيم بأسلوب غير مباشر، وقد تحدثنا في هذا المجال مراراً وتكراراً، فأشاهد أحياناً في الأفلام الأجنبية خطابات ثقافية، وأحياناً دينية عجيبة لا يشعر الإنسان بها أبداً، فالفن هو أن ينقل الإنسان مراده بأروع أسلوب وأبلغه تأثيراً، دون أن يوجد أي امتعاض وتمنّع في المستمع أو المشاهد “.10

تسليط الضوء على الأشخاص

وفي هذا الإطار أيضاً لا بد من الانتباه إلى مسألة الشخصيات التي نقدمها للناس من خلال الوسائل الإعلام والمرئي والمسموع، فتسليط الضوء
________________________________________
9- المناسبة: الملتقى السنوي الثاني عشر لإقامة الصلاة الزمان والمكان: 29 جمادى الثانية 1423هـ كرمان
10- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.

على الأشخاص لا بد وأن يكون بطريقة مدروسة، لما في ذلك من تقديم للقدوة لجيل الشباب خاصة والناس عامة، ومن الأمور التي أكد عليها الإمام الخامنئي دام ظله ، عدم تسليط الأضواء على التافهين من الناس يقول سماحته:
“ينبغي الالتفات بشدة إلى ضرورة عدم تسليط أضواء الشهرة على الشخصيات غير الصالحة، فقد شاهدت أحياناً تسليط الضوء في الإذاعة والتلفاز ومن أموال الناس على أشخاص يفتقرون إلى القيم العلمية والفنية، فما هو سبب ذلك؟
إنني أشاهد أشخاصاً غير أكفاء في مجال اختصاصهم، أو أنهم متوسطون فيه، ومع ذلك يتم تخصيص ساعة أو ساعتين من وقت التلفاز لبيان سيرتهم وسيرة أسرهم وماضيهم التافه! فلماذا؟
ومضافاً إلى هذا التساؤل، نقول إنه يترك تأثيراً سلبياً، لأنه يخلق من هذه الشخصيات أسوة تحتذى، فهل نريد أن نخلق من هذه النماذج أسوة ليحتذي بها الشباب؟”11.
________________________________________
11- المناسبة: لقاء سماحة الإمام الخامنئي ( حفظه الله) مع رئيس ومدراء منظمة الإذاعة والتلفزيون.

 

إقرأ المزيد ,,

 

مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى

إقرأ المزيد ,,

الإمام الخامنئي: طوفان الأقصى تمكنت من تعطيل السياسات الأميركية في المنطقة

إقرأ المزيد

 لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية

 فلسطيني رقص على الدبكة خلال الاشتباكات يُذكر بـ “رقصة الحرية” للهنود الحمر

 

.

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב#نتن _ياهو_جزار_غزة

شاهد أيضاً

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ کتاب الشمس الساطعة منهج‌ المرحوم‌ القاضي‌ قدّس‌ ...