“ثلاثة يُدخلهم الله الجنّة بغير حساب: إمامٌ عادل، وتاجرٌ صدوق، وشيخٌ أفنى عمره في طاعة الله”-5
19 أغسطس,2024
طرائف الحكم
67 زيارة
الدرس الخامس: العبادة الإلهيّة
النص الروائي
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّه قال: “طوبى لِمن أخلص لله العبادة والدعاء، فلم يشغل قلبَه بما ترى عيناه، ولم ينسَ ذكرَ الله بما تسمعُ أُذناه، ولم يُحزن صدره بما أُعطي غيره”[1].
النقاط المحورية:
– أنواع العبادة في الإسلام.
– للعبادة ظاهر وباطن.
– نبذة عن عبادة المعصومين عليهم السلام.
– عبادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أنواع العبادات في الإسلام
تنقسم العبادات في الإسلام إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يختصّ بالأبدان كالصّلاة والصّوم.
القسم الثّاني: يختصّ بالأموال كالزّكاة والحقوق الواجبة المتعلّقة بالأموال.
القسم الثّالث: يختصّ بالأبدان والأموال كالحجّ والجهاد.
تقسيم آخر:
الأوّل: يتكرّر في كلّ يوم كالصّلوات الخمس.
الثاني: يتكرّر في كلّ سنة كالصّوم والزّكاة.
الثّالث: يلزم في العمر مرّة، وهو الحجّ لا غير.فأمّا الجهاد فيجب بحسب الحاجة إليه وحسب ما يدعو إليه المعصوم عليه السلام أو نائبه وهو الوليّ الفقيه في عصرنا الحاضر. والعبادات في الإسلام كثيرة ومتنوّعة، لذا سنقتصر في هذا الكتاب على نماذج منها.
للعبادة ظاهر وباطن
إنّ للعبادات أحكاماً وآداباً ينبغي مراعاتها لكي تتحقّق الثمرة من فرضها وجعلها هدفاً سامياً للخلقة الإنسانية. فأحكامها الشرعية هي الأحكام الفقهية والقواعد المذكورة في الكتب الفقهية
من قبيل: كيفية الوضوء والتيمم، وبيان واجبات الصلاة وأركانها. ويجب على كلّ مكلّف تعلّم هذه الأحكام وأداء عباداته الشرعية وفقها، فهي المعيار في الحكم على صحّتها من عدمها.
وأمّا آداب العبادة فتقسم إلى نوعين، ظاهرية وباطنية:
وآداب العبادة الظاهرية ذكرتها الكتب الفقهية بعنوان المستحبّات، كما ذُكر بعضها في كتب الأخلاق. وهي من قبيل: الأذكار المستحبّة عند الوضوء، أو استحباب التختّم بالعقيق أو إحناء الرأس أثناء القيام والقراءة في الصلاة.
وأمّا الآداب الباطنية للعبادة وتُسمّى أيضاً الآداب المعنوية للعبادة، ويُطلق عليها أحياناً أسرار العبادة وهي أمور روحية باطنية مرتبطة بروح الإنسان. وإنّ مراعاة الآداب الظاهرية والآداب
المعنوية للعبادة هي شرطٌ لقبول العبادة وكمالها وليست شرطاً لصحّتها.
وللتوضيح نقول: إنّ الدعاء مثلاً له أحكامٌ وآدابٌ ظاهرية وآداب باطنية أي معنوية، فمن أحكام الدعاء استحبابه ما لم يكن في طلب المحرّم، أو قصد الضرر للآخرين.. وأمّا آداب الدعاء الظاهرية فهي الهدوء والسكينة وعدم رفع الصوت إلى الحدّ المكروه، لأنّ الصوت العالي خلاف الأدب. وأمّا آداب الدعاء المعنوية فهي روح الدعاء، حيث يشعر الداعي بأنّه في محضر الله عزّ وجلّ، وأنّ المدعوّ سبحانه مطّلعٌ عليه وهو خير الشاهدين.
والجدير بالذكر أنّ العبادة التي يأتي بها إنسانٌ عارفاً بأسرارها سوف تختلف حتماً على مستوى النية الباطنية عن تلك التي يأتي بها إنسانٌ آخر وهو غير ملتفتٍ إلى وجود حقيقةٍ وأسرارٍ للعبادة، حتى وإن كانت عبادتاهما لا تختلفان في أيّ شيء على مستوى الظاهر.
ومرجع هذا الاختلاف إنّما ينبع من أنّ تصنيف العبادات بين أحكام ظاهرية وآداب باطنية فكما أنّ معرفة المكلّف بالأحكام الظاهرية للعبادة هو الأساس في أدائه لها بصورة صحيحة، كذلك فإنّ معرفته بأحكامها الباطنية هو الأساس في توجيه نيّته نحو أدائها بحقيقتها الباطنية المطلوبة.
يقول الإمام الخميني قدس سره: “للصلاة ولجميع العبادات باطناً ولُبّاً وحقيقةً غير هذه الصورة والظاهر والمجاز، وهذا ثابت عن طريق العقل، وهناك شواهد نقليَّة كثيرة عليه لا يَسع المجال في هذه الأوراق ذكرَها جميعاً، وهنا نتبرّك بذكر بعضها: فمنها الحديث المشهور: “الصلاةُ معراج المؤمن”[2]. وتتفتّح – من التفكّر والتدبُّر في هذا الحديث الشريف – أبواب لأهله نحن محجوبون محرومون مِن أكثرها. وجميع البيانات المتقدمة تُستفاد مِن هذا الحديث الشريف. ومنها الحديث الشريف المروي في الكافي بإسناده عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: “العبادة ثلاث: قومٌ عبدوا الله عزَّ وجلَّ ـ خوفاً، فتلك عبادةُ العبيد، وقومٌ عبدوا الله تبارك وتعالى ـ طلباً للثواب، فتلك عبادة الأجراء، وقومٌ عبدوا الله حبّاً له، فتلك عبادةُ الأحرار، وهي أفضل العبادة”[3]…
ووردت في نهج البلاغة (نصوص) قريبة من هذه المضامين. ومنها قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “أُعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك”[4]، وهنا إشارة إلى مقامين لحضور القلب في
المعبود كما سيأتي لاحقاً. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً أنَّه قال “إنَّ الرَّجلين من أُمَّتي يقومان في الصلاة، وركوعهما وسجودهما واحد، وإنَّ ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض”[5].
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّه قال: “طوبى لِمن أخلص للّه العبادة والدعاء، فلم يشغل قلبَه بما ترى عيناه، ولم ينسَ ذكرَ الله بما تسمعُ أُذناه، ولم يُحزن صدره بما أُعطي غيره”[6]…
إذن، فمن خلال التَّدبُّر في هذه الأحاديث الشريفة والتأمُّل في حال أئمة الهدى عليهم السلام الذين كان يتغيَّر لون أحدهم حينما يحلُّ وقتُ أداء هذه الأمانة الإلهيَّة الكبرى، وترتعد فرائصهم ويُغشى عليهم ويُذهلون عن كلِّ ما سوى الله بصورة كاملة، حتّى عن مُلك أبدانهم ومملكة وجودهم، من هنا يتضح أنَّ هذه الصورة الدنيوية والهيئة الظاهرية الملكية ليست هي حقيقة هذه العبادة الإلهية”[7].
نبذة عن عبادة المعصومين عليهم السلام
يحتاج الإنسان في حياته دائماً إلى القدوة والمثل الأعلى فيجعله أمام عينيه، ليقتدي ويتأسّى به كي يتمكّن بذلك من الوصول إلى أهدافه وغاياته في هذه الحياة، والمصداق الحقيقي والواقعي والأمثل لهذه العبودية هو رسول الله محمّد وآل محمّد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[8]. ونقرأ في زيارتهم عليه السلام: “اللّهمّ إنّي لو وجدت وسيلةً أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأئمّة الأبرار عليه السلام لجعلتهم شفعائي إليك”[9]. وفيما يلي نستعرض نماذج من عبادات الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وبعض أهل بيته عليهم السلام:
1- عبادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم:
أعظم الرجال الذين عرفتهم البشرية في تجسيد العبودية لله تعالى هو النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنّ المسلم يشهد في صلاته يومياً: “أشهد أنّ محمداً عبده ورسوله” مقدّماً مقام العبودية على مقام الرسالة. ولكثرة عبادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لله تعالى واجتهاده وتعبه فيها، أنزل تعالى: ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾[10].
وعن الإمام علي عليه السلام أنّه قال: “ولقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين على أطراف أصابعه حتّى تورّمت قدماه واصفرّ وجهه، يقوم الليل أجمع، حتّى عوتب في ذلك فقال الله عزّ وجلّ: ﴿طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ بل لتسعد”[11].
وقد عبّر صلى الله عليه وآله وسلم عن عشقه للصلاة والعبادة بالقول: “يا أبا ذرّ جعل الله جلّ ثَنَاؤه قرّة عيني في الصّلاة وحَبّب إليّ الصّلاة كما حَبّب إلى الجائع الطّعام وإلى الظّمآن الماء، وإنّ الجائع إذا أكل شبع وإنّ الظّمآن إذا شرب رَوِيَ، وأنا لا أشبع من الصّلاة”[12].
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُكثر من قراءة القرآن الكريم في كلّ أحواله، وكان يُركّز على تلاوته ليلاً لأمر الله تعالى له بذلك في سورة المزّمّل: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[13].
وكان صلى الله عليه وآله وسلم دائم الدعاء والذكر لله تعالى، فنجد له أدعيةً في جميع الأحوال عند الصباح والمساء، وبعد كلّ صلاة، وعند السفر وفي الحرب… وأمّا الذّكر فقد كان ذاكراً على الدوام وقد ورد في ذلك عن الإمام الصادق عليه السلام: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحمد الله في كلّ يوم ثلاثمائة وستين مرّة ويقول: الحمد لله ربّ العالمين كثيراً على كلّ حال”[14].
أمّا صومه صلى الله عليه وآله وسلم فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام فيه: “صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدهر كلّه ما شاء الله، ثم ترك ذلك وصام صيام أخيه داود عليه السلام يوماً لله ويوماً له ما شاء الله ثم ترك ذلك فصام الاثنين والخميس ما شاء الله، ثم ترك ذلك وصام البيض ثلاثة أيّام من كلّ شهر، فلم يزل ذلك صيامه حتى قبضه الله إليه”[15].
2- عبادة أمير المؤمنين علي عليه السلام:
كانت عبادة أمير المؤمنين عليه السلام لله تعالى كعبادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته وخشوعه، حتى قيل إنه لم يقدر أحدٌ أن يُصلّي صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا علي عليه السلام، ولا صلاة علي عليه السلام إلا علي بن الحسين عليه السلام.
رُوي عن إمامنا جعفر الصادق عليه السلام في حديث له عن جدّه علي عليه السلام أنّه قال: “والله ما أكل علي بن أبي طالب من الدنيا حراماً قطّ حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران قط هما لله
رضاً، إلا أخذ بأشدّهما عليه في دينه، (إلى أن قال) وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليه السلام، ولقد دخل ابنه أبو جعفر عليه السلام عليه، فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرّ لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، قال أبو جعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال من البكاء، فبكيت رحمةً له، وإذا هو يفكر، فالتفت إلي ّ بعد هنيهة من دخولي وقال: يا بُنيّ أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام، فأعطيته فقرأ منها شيئاً يسيراً ثم تركها من يده متضجّراً وقال: من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام؟”[16].
ويُروى أنه: “كان عليه السلام يفرش له بين الصفّين والسهام تتساقط حوله وهو لا يلتفت عن ربّه ولا يغير عادته ولا يفتر عن عبادته وكان إذا توجّه إلى الله تعالى توجّه بكلّيته وانقطع نظره عن الدنيا وما فيها حتى أنّه يبقى لا يُدرك الألم لأنّهم كانوا إذا أرادوا إخراج الحديد والنشاب من جسده الشريف تركوه حتى يُصلّي فإذا اشتغل بالصلاة وأقبل إلى الله تعالى أخرجوا الحديد من جسده ولم يحس فإذا فرغ من صلاته يرى ذلك فيقول لولده الحسن عليه السلام إنّ هي إلا فعلتك يا حسن ولم يترك صلاة الليل قط حتى في ليلة الهرير”[17].
وعن عروة بن الزبير، قال: “كُنّا نتذاكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعمال أهل بدر وبيعة أهل الرضوان، فقال أبو الدرداء: ألا أُخبركم بأقل القوم مالاً وأكثرهم ورعاً واجتهاداً في العبادة؟ قالوا: من؟ قال: علي بن أبي طالب عليه السلام، رأيته في حائط بني النجار يدعو، ثم انغمر في الدعاء، فلم أسمع له حسّاً وحركة، فقُلتُ: غلب عليه النوم لطول السهر، فذهبت لكي أوقظه لصلاة الفجر فأتيته، فإذا هو كالخشبة الملقاة، فلم يتحرّك، فقُلتُ: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب عليه السلام. فأتيت منزله بادراً أنعاه إليهم، فقالت فاطمة عليها السلام، يا أبا الدرداء، ما كان من شأنه وقصّته، فأخبرتها الخبر. فقالت عليها السلام: هي والله يا أبا الدرداء الغشوة التي تأخذه من خشية الله. ثم أتوه بماء فنضحوا على وجهه فأفاق، ونظر إليّ وأنا أبكي. فقال عليه السلام: ما بكاؤك يا أبا الدرداء؟ فقُلتُ: بما أراه تُنزله بنفسك. فقال عليه السلام: “كيف بك إذا رأيتني أُدعى إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني ملائكةٌ غلاظ
شداد وزبانيةٌ فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار وأسلمتني الأحباب، ورفضني أهل الدنيا لكُنتَ أشدّ رحمة بي بين يدي من لا تخفى عليه خافية”[18].
ولشدّة ارتباطه بالصلاة فقد ختم حياته عليه السلام وهو ساجدٌ في صلاة الفجر في محراب مسجد الكوفة.
3- عبادة السيدة الزهراء عليها السلام:
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رواية ذكر فيها مقام ومنزلة وعبادة السيدة الزهراء عليها السلام متى قامت في محرابها بين يديّ ربّها: “… وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين وهي بضعة منّي وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبيّ وهي الحوراء الإنسيّة متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زَهَرَ نورها لملائكة السّماء كما يَزهَر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزَ وجلّ لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أُشهدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النّار”[19]. ويُروى أنّها عليها السلام كانت تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى (والنهج هو تواتر النفس من شدّة الحركة)[20] ، وكانت تقوم حتى تتورّم قدماها[21].
4- عبادة الإمام الحسن عليه السلام:
عن الإمام زين العابدين عليه السلام: “إنّ الحسن بن علي عليهما السلام… كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنّة وتعوّذ بالله من النار”[22].
5- عبادة الإمام الحسين عليه السلام:
وأمّا إمامنا الحسين عليه السلام ففي ليلة العاشر من محرّم طلب من الجيش الأموي أن يُمهله تلك العشيّة قائلاً: إنّا نُريد أن نُصلّي لربّنا الليلة ونستغفره، فهو يعلم أنّي أُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار. وقد رُوي أنّه عليه السلام كان إذا توضّأ تغيّر لون وجهه وارتعدت
مفاصله، فسُئل عن ذلك، فقال: “حقٌّ لمن وقف بين يديّ الملك الجبّار أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله”[23].
كانت هذه نبذة يسيرة من عبادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيت العصمة عليه السلام بقدر ما تتّسع لها هذه الأوراق، والمصادر التاريخية زاخرةٌ بشواهد على عباداتهم الزاكية والراقية لله تعالى…
والحمد لله رب العالمين
[1] الشيخ الكليني، الكافي، ج 2، ص 16.
[2] راجع: العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 79، ص 303.
[3] الشيخ الكليني، الكافي، ج 2، ص 84.
[4] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج74، ص74.
[5] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج81، ص249.
[6] الشيخ الكليني، الكافي، ج 2، ص 16.
[7] الإمام الخميني قدس سره، سر الصلاة، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، ص49.
[8] سورة الأحزاب، الآية 21.
[9] النورى، حسين بن محمد تقي، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، الطبعة الأولى، 1408هـ، ج 10، ص 425.
[10] سورة طه، الآية 2.
[11] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 17، ص 287.
[12] م. ن، ج 74، ص 77.
[13] سورة المزمل، الآيتان 1و2.
[14] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 503.
[15] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج10، ص437.
[16] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 46، ص 75.
[17] الديلمي، الحسن بن محمد، إرشاد القلوب، انتشارات الشريف الرضي، قم، الطبعة الأولى، 1412هـ، ج2، ص 217.
[18] راجع: العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج41، ص11.
[19] م. ن، ج 28، ص 37.
[20] م. ن، ج 81، ص 258.
[21] م. ن، ج 43، ص 76.
[22] م. ن، ص 331.
[23] العلامة المجلسي، بحار الأنوار،، ج 77، ص 346.
2024-08-19