الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله
23) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
شرح بعض الأمثال في سورة الملك:
20 – شرح الآية 21 و22 من سورة الملك :
(أمن هذا الذي يرزقكم إن امسك رزقه بل لجّو في عتوّ ونفور * أفمن يمشي مكبّا على وجهه اهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم) .مثل هؤلاء (الكفار)كمن يمشي على أرض متعرجة غير مستوية يكثر فيها العثار،
وبالتالي يسقط الماشي مكباً على وجهه،ومن يمشي على جادة مستوية مستقيمة ليس فيها عثرات،فيصل الى هدفه بسهولة.فالاختلاف بين هاتين الطائفتين ليس في كيفية المشي وإنما الاختلاف في طريقهم حيث ان طرق الكفار ملتوية متعرجة فيها عقبات كثيرة وطريق المهتدين مستقية لا عوج فيها،فعاقبة المشي في الطريق الاول الانكباب على الارض وعاقبة المشي في الطريق الثاني هو الوصول الى الهدف. والمراد أنهم بلجاجهم في عتوّ عجيب ونفور من الحق،كمن يسلك سبيلا وهو مكب على وجهه لا يرى ما في الطريق من إرتفاع وانخفاض ومزالق ومعاثر،
فليس هذا السائر كمن يمشي سويّاً على صراط مستقيم،فيرى موضع قدمه وما يوجهه من الطريق على الاستقامة،وما يقصده من الغاية وهؤلاء الكفار سائرون سبيل الحياة وهو يعاندون الحق على علم به،فيغمضون عن معرفة ما عليهم أن يعرفوه والعمل بما عليهم ان يعملوا به،ولا يخضعون للحق حتى يكونوا على بصيرة من الامر ويسلكوا سبيل الحياة وهو مستوون على صراط مستقيم فيأمنوا الهلاك .
أن طريق الحق رغم صعوبته فإنه طريق النجاة في الدنيا والآخرة فلا يظن أحد أنه مجرد الالتزام بأوامر الشرع وااجتناب نواهيه كافية لمعرفة طريق الحق،بل يحتاج المؤمن الى لطف الله لمعرفة طريق الحق،بل يحتاج المؤمن الى لطف الله لمعرفة هذه الطريق،ولا بد من الصبر والمثابرة للبقاء على جادة الصواب والصراط المستقيم.وهذا الامر يحتاج لمجاهدة النفس وطلب العلم والدعاء الى الله تعالى لكي يثبت أقدامنا على الصراط المستقيم،وصدق امير المؤمنين عليه السلام حين قال : (لا تستوحشوا من طريق الحق وان قلّ سالكيه) .
