الرئيسية / مقالات متنوعة / فائدة قرآنية: (عموم القرآن الكريم لمختلف الأزمنة والأمكنة والظروف)

فائدة قرآنية: (عموم القرآن الكريم لمختلف الأزمنة والأمكنة والظروف)

فائدة قرآنية: (عموم القرآن الكريم لمختلف الأزمنة والأمكنة والظروف)

مقتبسات من مجلس المناقشة والأسئلة المطروحة على سماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي، بعد نهاية درسه اليومي في خارج الفقه والأصول في النجف الأشرف.

روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((إن القرآن حيٌ لم يمت ، وأنه يجري ما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا))([1]).

وعلى ضوء ذلك نقول: إن من وجوه خلود وديمومة آيات القرآن الكريم:

أنّ القرآن الكريم قد جاء بقواعد كلية تنطبق على كل زمان ومكان، والاختلاف يكون في المصاديق، كقوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى﴾([2])، فهي قاعدة كلية صادقة إلى يوم القيامة، نعم بعض المصاديق يجب أن نأخذ تحديدها منهم (عليهم السلام)، وذلك كما في تعاقب الأئمة واحداً بعد واحد، فإن كلهم هُداة، وهم مصاديق قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾([3])، كما في رواية تفسير العياشي عن عبد الرحيم القصير قال: ((كنت يوماً من الأيام عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال :يا عبد الرحيم. قلت: لبيك.

قال : قول الله ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا المنذر وعلي (عليه السلام) الهاد، ومن الهاد اليوم؟

قال : فسكتُ طويلاً ثم رفعت رأسي فقلت: جُعلتُ فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك، فأنت جعلتُ فداك الهاد.

قال: صدقت يا عبد الرحيم، إن القرآن حي لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا فمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين))([4]).

وورد في رواية ابن السكيت النحوي للإمام علي الهادي (عليه السلام)، قال: ((سألت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام): ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ قال: إن الله (تعالى) لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة))([5]).

—————————————–

([1]) تفسير العياشي: ج2 ص204.

([2]) سورة العلق: 6-7.

([3]) سورة الرعد: 7.

([4]) تفسير العياشي: ج2 ص204.

([5]) أمالي الطوسي: ص580.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...