في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 10
ساعتين مضت
الاسلام والحياة
5 زيارة
في فجر الصبا وروعة الشباب فعاهده على مؤازرته ومناصرته، فاتخذه وزيرا وخليفة من بعده، وناشرا لأهدافه ومبادئه……. وفي ذلك اليوم تأسس التشيع القائم على الولاء للإمام أمير المؤمنين عليه السلام والإقرار له بالولاية والنيابة العامة عن النبي (2) وآمنت كوكبة من أعلام الصحابة والمساهمين في بناء الإسلام بأحقية الإمام بالخلافة، وأنه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخليفته على أمته من بعده، ومن بينهم الشهيد الخالد عمار بن ياسر الطيب ابن الطيب عملاق الجهاد في الإسلام كما أن منهم أبا ذر الغفار الثائر العظيم الذي وعى الإسلام وناضل عن قيمه ومبادئه (2).
(1) ذهب إلى ذلك كوكبة من أعلام الفكر من بينهم الإمام كاشف الغطاء رحمه الله في كتابه (أصل الشيعة وأصولها) وكذلك ذهب إلى هذا الرأي العلامة المظفر، أما هذا الحديث فمجمع على روايته.
(2) نكل الحزب الأموي كأفظع وأقصى ما يكون التنكيل بهذا الصحابي الجليل لأنه تقم على سياستهم السوداء التي حولت البلاد إلى مزرعة لهم، فنفوه إلى الربذة فمات فيها جائعا وفي أيديهم ذهب المسلمين ينفقونه على شهواتهم وعملائهم.
(٧١)
ومن أعلام الإسلام سلمان الفارسي وزير النبي (ص) ومستشاره الذي قال فيه النبي (ص) سلمان منا أهل البيت، فقد كان من أبرز شيعة الإمام عليه السلام.
وقد أعلن هؤلاء الصحابة وغيرهم من حماة الإسلام دعمهم الكامل في إحداث السقيفة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ورفضهم البيعة لغيره.
وليس ولاء هؤلاء القادة للإمام علي عليه السلام أي غلو أو إفراط في الحب وإنما ذهبوا إلى أنه أولى بأمور المسلمين من غيره وذلك لمواهبه وعبقرياته وسائر صفاته العظيمة.
(3) وولاء الشيعة للأئمة الطاهرين عليهم السلام منذ فجر تأريخهم حتى يوم الناس هذا على غرار ولاء الصحابة لهم ليس فيه غلو أو إفراط في الحب أو خروج عن موازين الفكر فهم يعتقدون أنهم أولى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحق بمقامه، وأولى بمركزه لا لأنهم ذريته وألصق الناس به، وإنما لتوفر الطاقات العلمية الهائلة عندهم وتسلحهم بالإيمان والتقوى وحريجتهم في الدين وغير ذلك من الصفات الكريمة التي لم
(٧٢)
تتوفر عند غيرهم، وسنوضح ذلك في البحوث الآتية.
(4) إن عقيدة الشيعة في أئمة أهل البيت عليهم السلام نقية واضحة كالشمس لا لبس فيها ولا غموض لا تتغير لا تتبدل في جميع الأحقاب والآباد فهي ليست حلولية ولا باطنية ولا غير ذلك من التهم الرخيصة والطعون الباطلة التي ألصقها بهم من لا حريجة له في الدين والتي كان معظمها ناشئا من الأغراض السياسية التي جهدت على تشويه واقع الشيعة وإبعادهم عن المجتمع لئلا تتبلور أفكارهم وما ينشدونه من الإصلاح الشامل لجميع شرائح المجتمع وما يتبونه من القضايا المصيرية لجميع شعوب الأرض، وذلك بإشاعة العدل والأمن والرخاء بين الناس الأمر الذي يتنافى مع سياسة أولئك الملك القائمة على البطش والاستبداد، وإنفاق أموال الدولة على شهواتهم وملاذهم، ومطاعمهم السياسية.
(5) وكانت الشيعة الجبهة المعارضة لحكام الأمويين والعباسيين، فقد نقمت عليهم تصرفاتهم المجافية
(٧٣)
2025-10-24