225
قال هشام عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن عبدالرحمان بن عبيد أبي الكنود قال : لما بلغ عبدالله بن جعفر بن ابيطالب مقتل ابنيه مع الحسين دخل عليه بعض مواليه والناس يعزونه ، قال : ولا أظن مولاه ذلك الا أبا اللسلاس ، فقال : هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين ، قال : فحذفه
* ( هامش ) * قال : لو كان بينك وبين ابن مرجانة قرابة لاعطاك ما سئلت
قال علي بن الحسين عليه السلام : ما اصاب من مصيبة في الارض ولافي انفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير واما زينب فانها لما رأت رأس الحسين عليه السلام اهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرح الكبد ويوهى الجلد : يا حسيناه ، يا حبيب جده الرسول ويا ثمرة فؤاد الزهراء البتول ، يابن بنت المصطفى يابن مكة ومنى ، يابن علي المرتضى ، فضج المجلس بالبكاء ويزيد ساكت وهو بذاك شامت ، ثم دعا بقضيب فجعل ينكت ثنايا الحسين ، فأقبل عليه أبوبزرة الاسلمى وقال : ويحك أتنكت بقضيبك ثغر الحسين ابن فاطمة ؟ اشهد لقد رأيت النبي صلى الله عليه وآله يرشف ثناياه وثنايا اخيه ويقول انتما سيدا شباب اهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه واعد له جهنم وسائت مصيرا ، فغضب يزيد وامر باخراجه سحبا . وروى ان الحسن بن الحسن لما رآه يضرب بالقضيب موضع فم رسول الله صلى الله عليه وآله قال : واذلاه .
سمية امسى نسلها عددالحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل وكان قد دخل اهل الشام يهنونه بالفتح ، فقام رجل منهم احمر ازرق فنظر إلى فاطمة بنت الحسين وكانت وضيئة ، فقال يا امير المؤمنين
226
عبدالله بن جعفر بنعله ثم قال : يابن اللخناء أللحسين تقول هذا ؟ والله لو شهدته لاحببت أن لا افارقه حتي اقتل معه ، والله انه لمما يسخى بنفسى عنهما ويهون على المصاب بهما ، انهما اصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه
* ( هامش ) * هب لي هذه الجارية ، فقالت فاطمة لعمتها يا عمتاه او تمت أو ستخدم ؟ فقالت زينب . لا والله ولا كرامة لك ولا له الا ان يخرج من ديننا ، فاعاد الازرق الكلام فقال له يزيد ، وهب الله لك حتفا قاطعا ، ثم تمثل بابيات ابن الزبعرى : ليث اشياخى ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الاسل
فاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القوم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل
فقامت زينب بنت علي عليه السلام وقالت : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله اجمعين صدق الله كذلك يقول : ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوءى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ، اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض وآفاق السماء . فاصبحنا نساق كما تساق الاسراء ان بنا على الله هوانا ، وبك على الله كآبة . فشمخت بانفك ونظرت إلى عطفك حين رأيت الدنيا مستوثقا حين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا نسيت قوله تعاى : ( ولا يحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ) ثم تقول غير متأثم : فاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
227
ثم أقبل على جلسائه فقال : الحمد لله عزوجل على بمصرع الحسين ان لا يكن آست حسينا يدى فقد آساه ولدى ، قال : ولما أتى أهل المدينة مقتل الحسين خرجت ابنة عقيل بن ابيطالب ومعها نساءها وهي حاسرة تلوى بثوبها وهي تقول: * ( هامش ) * متنحيا على ثنايا ابي عبدالله سيد شباب اهل الجنة تنكتها بمحضرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكات الفرحة ، واستاصلت الشافة ، باراقتك دماء الذرية الطاهرة وتهتف باشياخك لتردن موردهم اللهم خذ بحقنا وانتقم لنا من ظالمنا ، فما فريت الا جلدك ، ولا حززت الا لحمك ، بئس للظالمين بدلا ، وما ربك بظلام للعبيد : فالى الله المشتكى ، و عليه المتكل ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا والحمد لله الذي ختم لاولنا بالسعادة ، ولاخرنا بالشهادة ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود . فقال يزيد :
يا صيحة تحمد من صوائح * ما اهون الموت على النوائح
ودعا يزيد الخاطب وامره ان يصعد المنبر ويذم الحسين واباه فصعد وبالغ في ذم امير المؤمنين والحسين سلام الله عليهما ، والمدح لمعاوية ويزيد ، فصاح به علي بن الحسين عليه السلام : ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فتبوء مقعدك من النار ، ولقد اجاد ابن سنان الخفاجى بقوله ،
يا امة كفرت وفي افواها * القرآن فيه ضلالها ورشادها
أعلى المنابر تعلنون بسبه * وبسيفه نصبت لكم اعوادها
تلك الخلائق بينكم بدرية * قتل الحسين وما خبت احقادها
228
ماذا تقولون ان قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم
بعترتى وباهلى بعد مفتقدى * منهم اسارى ومنهم ضرجوا بدم
قال هشام عن عوانة قال : قال عبيدالله بن زياد لعمر بن سعد بعد قتله الحسين : يا عمر أين الكتاب الذي كتبت به اليك في قتل الحسين ، قال
* ( هامش ) * وكان النساء مدة مقامهم بدمشق ينحن عليه بشجووانة ويندبن بعويل ورنة ومصاب الاسرى عظم خطبه ، والاسى لكم الثكلى ، عال طبه ، او سكن في مساكن لا يقيهن من حر ولا برد حتى تقشرت الجلود ، وسأل الصديد بعدكن الخدود . وظل الستور : والصبر ظاعن ، والجزع مقيم ، والحزن لهن نديم ، ووعد يزيد لزين العابدين بقضاء ثلاث حاجات وعن ابي عبدالرحمان بن عبدالله بن عقبة بن لهيعة الحضرمى عن أبي الاسود محمد بن عبدالرحمان قال : لقيني رأس الجالوت بن بهوذا فقال : والله ان بيني وبين داود سبعين أبا ، وان اليهود تلقاني فتعظمنى ، وانتم ليس بين ابن النبي وبينه الا اب واحد ، قتلتم ولده وكان يزيد يتخذ مجالس الشراب واللهو والقيان والطرب ويحضر رأس الحسين بين يديه ، فحضر مجلسه رسول ملك الروم وكان من اشرافهم فقال : يا ملك العرب هذا رأس من ؟ قال : مالك ولهذا الرأس ، قال : اني اذا رجعت إلى ملكنا يسئلنى عن كل شئ شاهدته فاحببت ان اخبره بقضية هذا الرأس وصاحبه ليشاركك في الفرح والسرور ، قال هذا رأس الحسين بن علي ، قال : ومن امه ؟ قال : فاطمة
الولاية الاخبارية