الرئيسية / شخصيات اسلامية / العلماء ورثة الانبياء

العلماء ورثة الانبياء

السيد جواد بن محمد الحسيني العاملي ، صاحب مفتاح الكرامة
ولد في قريتهم شقراء من قرى جبل عامل في حدود سنة خمسين ومائة بعد
الألف على ما ذكره بعض أفاضل أرحامه ، وهاجر إلى العراق لتحصيل العلم ،
ونزل كربلا ولازم على مجلس درس السيد صاحب الرياض وهو الذي رباه
ونماه وقربه وأدناه كما صرح في إجازة لبعض تلامذته ، ثم صار يحضر درس
الآقا الوحيد البهبهاني .
وبعده هاجر إلى النجف ولازم درس السيد بحر العلوم وكتب تقرير درسه
في الحديث ، وكان عنوان درس السيد في الحديث كتاب الوافي للمحدث
الكاشاني ، وأجازه السيد في الرواية .
وقيل : انه حضر على شيخ الطائفة صاحب كشف الغطاء بعد وفاة السيد
بحر العلوم وصنف ” مفتاح الكرامة ” بالتماسه ، كانت كتابته أولا تعليقة على
كشف اللثام ، كتب على باب القصاص من كشف اللثام وفرغ منه في شهر رمضان
سنة ست وعشرين ومائتين بعد الألف ، وعلى كتاب القضاء إلى أواخر الفصل
الثاني في العقود ، وعلى كتاب الديات .
ولما فرغ من تعليقه على باب القصاص عن له أن يكتب على متن كشف
اللثام ، أعني القواعد ، كما نص عليه في أول تعليقه على باب القصاص . ولما
أخذ في الكتابة على نفس القواعد بدأ بكتابة الفرائض كتب الطهارة والصلاة
والزكاة ، ثم عدل إلى المعاملات وكتبها على الترتيب إلا كتاب السبق والرماية
فكتب كتاب العطايا والوقف والصدقة والهبة والاقرار والوصية ، ولم يتم كتاب
الوصايا بل برز منه إلى آخر البحث الأول من المبحثين الملحقين بالفصل
الثالث من أحكام تصرفات المريض ، فلم يمهله الاجل لاتمامه وتوفي سنة ست
وعشرين ومائتين بعد الألف قبل الشيخ كاشف الغطاء بسنتين .
وبعد كتاب الوصية كتاب النكاح وكتاب الفراق وتوابعه والعتق وكتاب
الايمان وتوابعه ثم كتاب الفرائض ، والسيد لم يشرح من هذه الكتاب الا بعض
كتاب الفرائض وبعض كتاب الوصية .
وله كتاب ” شرح طهارة الوافي ” تقرير درس السيد بحر العلوم لم يتم ،
وله رسائل شتى في مسائل متفرقة ، مثل رسالته في مسألة ” المقيم إذا خرج عن
محل الترخص بقصد العود ” ، ورسالة في ” القراءة ” ، و ” حاشية على طهارة
المدارك ” تقرير درس الشيخ حسين نجف وصل فيها إلى مسألة تنجيس القليل
بالملاقاة ، و ” حاشية على الروضة ” من كتاب المضاربة والوديعة والعارية
والمزارعة والمساقاة وبعض الوصايا وتمام النكاح وبعض الطلاق ، و ” حاشية
على تجارة القواعد ” وهي من تقرير السيد بحر العلوم بدأ فيها بتفسير العوض
وختم بمبحث ملك العبد ، و ” حاشية على كتاب الدين وعلى كتاب الرهن من
قواعد العلامة ” وهي تقريرات درس شيخ الطائفة الشيخ جعفر ، أولها قوله
” ويملك المقترض ” إلى آخر الرهن ، ورسالة في مسألة ” العصير العنبي والزبيبي “
وهي أيضا من تقرير درس الشيخ جعفر ، ورسالة في ” رد الأخبارية ” ، ومسألة
” المواسعة والمضايقة ” كتبها بأمر السيد صاحب الرياض ، ورسالة في ” الشك
في الجزئية والشرطية ” في العبادات ، وله ” منظومة في الرضاع ” ، و ” منظومة
في الخمس ” ، و ” منظومة في الزكاة ” ، وله ” شرح وافية التوني ” في مجلدين ،
وحاشية على تهذيب الأصول ” ناقصة ، ” وحاشية على مقدمة الواجب على
المعالم ” ، وله ” إجازة كبيرة ” ذكر فيها جملة من مباحث علم الدراية .
كان واحد عصره في طول الباع وكثرة الاطلاع على كلمات الفقهاء ، وكان
الشيخ صاحب الجواهر أولا من تلامذته المتخرجين عليه ، ثم صار إلى درس
الشيخ صاحب كشف الغطاء بعد رجوع الشيخ من سفر إيران .
ويروي السيد جواد عن أستاده المير سيد علي والشيخ صاحب كشف
الغطاء والميرزا المحقق القمي صاحب القوانين والآقا الوحيد البهبهاني والسيد
بحر العلوم المهدي وغيرهم مما ذكرهم في اجازته الكبيرة .
ويروي عنه جماعات من الفحول كالشيخ صاحب الجواهر والسيد صدر
الدين وأمثالهما من الاعلام ، ومنهم ولده السيد الجليل السيد محمد ، فإنه يروي
عن أبيه كل طرقه ، ولا عقب له الا منه .
وللسيد محمد ثلاثة أولاد أمجاد ، وهم السيد حسن والسيد حسين والسيد
عباس . رحمهم الله جميعا . والموجود اليوم بعض أولادهم . والسيد عباس
منهم لم يعقب ، وكان فاضلا أديبا . رحمة الله عليه .
وكان للسيد حسن ولد فاضل جدا اسمه السيد جواد . توفي رحمة الله عليه .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...