الرئيسية / كلامكم نور / يا علي موتُ الفجأةِ راحةٌ للمؤمن وحسرةٌ للكافر

يا علي موتُ الفجأةِ راحةٌ للمؤمن وحسرةٌ للكافر

(63)
يا علي ، موتُ الفجأةِ راحةٌ للمؤمن ، وحسرةٌ للكافر (176).
يا علي ، أوحى اللّهُ تباركَ وتعالى إلى الدنيا اخدمي من خَدَمني ، وأتعبي من خدَمك (177).
يا عليُّ ، إنّ الدنيا لو عَدَلَت عندَ اللّهِ تباركَ وتعالى جناحَ بعوضة لما سقى الكافرَ منها شربةً من ماء (178).
يا عليُّ ، ما أحد من الأوّلينَ والآخرينَ إلاّ وهو يتمنّى يومَ القيامةِ لم يُعْطَ من الدنيا إلاّ قُوتاً (179).

 

 

(176) فإنّ المؤمن مستعدّ للموت قادم على ربّ كريم فيستريح من همّ الدنيا وغمّها ونَصَبها وتعبها وسكرات الموت فيها ، بينما الكافر لم يُعدّ زاده للآخرة ولم يُقدّم لنفسه التوبة فيتحسّر ويتأسّف لفوت نعيم دنياه والقدوم على عذاب اُخراه.
(177) فإنّ من المجرّب المحسوس أنّ مَن كان توجّهه إلى عبادة الله تعالى أتته الدنيا راغمةً ، وأن كان همّه الدنيا فقط لم يكن نصيبه إلاّ تعباً.
(178) وهذا يفيد هوان الدنيا وضعتها عند الله تعالى.
وفي حديث جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، « مرّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بجَدْي أسك (1) ملقىً على مزبلة ميّتاً فقال لأصحابه ، كم يساوي هذا ؟ فقالوا ، لعلّه لو كان حيّاً لم يساو درهماً ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والذي نفسي بيده الدنيا أهون على الله من هذا الجَدْي على أهله » (2).
(179) وذلك لأجل أنّه بقدر ما يؤتون في الدنيا ينقص من حظّهم في الآخرة ،

 

————————-

1 ـ الجدي هو ولد المعز في السنة الاُولى ، والأسك بمعنى مقطوع الاُذنين.
2 ـ اُصول الكافي ، ج 2 ، ص 129 ، ح 9.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...