نستفيد من الآيات القرآنية كقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ﴾10 وقوله تعالى: ﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾11 وقوله تعالى: ﴿َأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾12 وقوله تعالى: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾13 أنّ جميع الفساد والإفساد والقيل والقال والضجيج الّذي كان على سطح الأرض وما زال وسيبقى كلّه من أجل هذا المأكل والمشرب، لأنّ التكاليف تتناول الغضب والشهوة، وتناول الطعام والشراب من موجباتهما وأسبابهما.
الويل لنا نحن الّذين نعتبر أنفسنا أشرف المخلوقات بينما نحن في الواقع أسفل من الحيوانات، وإلّا فإنّ جميع هذه النفقات من أجل المعاشرات والتقلّبات غير المشروعة لا معنى لها. وإذا ما اعتدلنا في مأكلنا ومشربنا فكم ستعتدل ميول الغضب والشهوة لدينا؟ والله يعلم كم ينفق الكفّار من أموال طائلة في سبيل جرّ المسلمين والمؤمنين نحو الفساد. ونحن نقف في المقابل كأنّنا نرى أنفسنا مضطرّين وعاجزين، فهل نحن ـ مع هذا الضعف والجوع الّذي نُعانيه ـ محتاجون إلى كلّ هذا الفساد الأخلاقي والاختلاطات المضرّة وغير المشروعة، وكلّ هذا الصراع من أجل الرئاسة والقتل والظلم؟!
في مدرسة الشيخ بهجت قدس سره، ج1، ص98.
10- سورة البقرة، الآية 35، سورة الأعراف، الآية: 19.
11- سورة طه، الآية: 117.
12- سورة طه، الآية: 119.
13- سورة الأعراف، الآية: 20، سورة طه، الآية: 120.