الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

38- زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم
(زاهق) يقال زهق الباطل اي اضمحل وزهق السهم إذا جاوز الهدف (والحق معكم) كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحق مع علي وعلي مع الحق يدور معه حيثما دار وقال اللهم ادر الحق معه حيثما دار (وفيكم) اي في متابعتكم وفي اقوالكم (ومنكم) فان كل ما لم يخرج منهم فهو باطل وكل ما صدر منهم فهو حق عن محمد بن مسلم قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول ليس عند أحد من الناس حق ولا صواب ولا احد من الناس يقضي بقضاء حق الا ما خرج منا اهل البيت وإذا تشعبت بكم الامور كان الخطأ كنهمك والصواب من علي عليه السلام وعن (زرارة) قال كنت عند ابي جعفر عليه السلام فقال له رجل من اهل الكوفة يسأله (عن) قول امير المؤمين عليه السلام سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شئ الا نبأتكم به قال انه ليس احد عنده علم الا شئ خرج من عند امير المؤمنين عليه السلام فليذهب الناس حيث شاؤا فوالله ليس الامر الا من هيهنا وأشار بيده الى بيته وعن (ابي مريم) قال قال أبو جعفر عليه السلام لسملة بن كهيل والحكم بن عيينه شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا الا شيئا خرج من عندنا اهل البيت وفي رواية اخرى فليشرق الحكم أو ليغرب اما والله لا =
[136]
واليكم وانتم اهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم واياب الخلق =
يصيب العلم الا من اهل بيت نزل عليهم جبرئيل (واليكم) أي كل حق في أيدي الناس فمرجعه اليكم لانه منكم اخذ أو انكم الباعث على وصوله الى الخلق وكلمات الحكمة التي توجد في كلام المخالفين كالحسن (البصري) ومن يحذوا حذوه كلها مأخوذة من (كلام) امير المؤمنين عليه السلام كما لا يخفى على الماهر البصير والمتتبع الخبير. (وانتم اهله) لان جميع علوم الانبياء والاوصياء انتهت الى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ومنه انتهت إليهم عليهم السلام باجمعها (ومعدنه) حسبما تقدم (وميراث النبوة عندكم) كالواح موسى وعصاه وحجره وصحف ابراهيم موسى وسلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحو ذلك حسبما تقدم مفصلا (وإياب) بكسر الهمزة اي رجوع (الخلق) في الدنيا لامور دينهم ودنياهم واحكام شرائعهم واصلاح معادهم ومعاشهم أو في القيمة لاجل الحساب والشفاعه
[137]
اليكم وحسابهم عليكم
(اليكم) أو إلى كلامكم أو إلى مشاهدكم (وحسابهم عليكم) فقوله تعالى (ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم (1)) اي الى اوليائهم كما يشعر به صيغة الجمع والاستبعاد في ذلك فقد وكل تعالى بالعذاب والحساب والكتاب جمعا من الملائكة وهم افضل من الملائكة (عن جابر عن) ابي جعفر عليه السلام قال يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والاخرين لفصل الخطاب ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعا امير المؤمنين عليه السلام الى ان قال ثم يصوران ثم يدعى بنا فيدفع الينا حساب الناس فنحن والله ندخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار (الحديث) وعن سماعة قال كنت قاعدا مع ابي الحسن الاول والناس في الطواف في جوف الليل فقال يا سماعه (الينا) اياب هذا الخلق (وعلينا حسابهم الحديث) وعن (قبيصه) عن ابي عبد الله في قوله تعالى (ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم) قال فينا قلت انما اسألك عن التفسير قال نعم يا قبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا الينا فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الله وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم اداه محمد صلى الله عليه وآله وسلم عنهم وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتى يدخلوا الجنة بغير حساب.
(1): سورة الغاشية آية 25 – 26.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...