ليالي بيشاور – 51 لسلطان الواعظين
22 أغسطس,2018
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
1,030 زيارة
نقل حديث في فضل أبي بكر وردّه:
الشيخ عبد السلام : لقد ورد في حديث معتبر عن عمر بن إبراهيم بن خالد ، عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده العباس ، أن رسول الله (ص) قال : يا عم ! إن الله جعل أبي بكر خليفتي على دين الله ، فاسمعوا له وأطيعوا تفلحوا .
قلت : هذا حديث مردود ، ليس قابلا للبحث والنقاش .
الشيخ عبد السلام : كيف يكون مردودا وهو مروي عن العباس عم النبي ؟!
قلت : إنه حديث مردود عند علمائكم أيضا ، فإن كبار علمائكم نسبوا بعض رواة هذا الحديث مثل : عمر بن إبراهيم إلى الكذب وجعل الأحاديث ، فلذا فإن رواياته ساقطة عن الاعتبار .
قال الذهبي في كتابه ” ميزان الاعتدال” في ترجمة إبراهيم بن خالد ، وقال الخطيب البغدادي في ” تاريخه ” في ترجمة عمر بن إبراهيم : إنه كذاب ، ساقطة عن الاعتبار .
الشيخ عبد السلام : ما تقول في هذا الحديث الذي رواه الصحابي الثقة أبو هريرة : إن جبرئيل نزل على النبي (ص) وقال : إن الله تعالى يبلغك السلام ويقول : إني راض عن أبي بكر ، فاسأله هل هو راض عني ؟!!
قلت : يجب أن ندقق في نقل الأخبار والأحاديث ، حتى لا نواجه مخالفة العقلاء . وليكن الحديث الذي نقله ابن حجر في ” الإصابة ” وابن عبد البر في ” الاستيعاب ” نصب أعينكم ، وهو :
عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : كثرت علي الكذابة ، ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، وكلما حدثتم بحديث مني فاعرضوه على كتاب الله .
وليكن نصب أعينكم الحديث الذي رواه الفخر الرازي في تفسيره ج3 ، آخر الصفحة 371 ، عن النبي (ص) قال : إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى ، فإن وافقه فاقبلوه ، وإلا فردوه .
فإذا كان في حيلة النبي (ص) أناس يكذبون عليه ويجعلون الأحاديث عن لسانه الشريف ، فكيف بعد موته ؟!
ومن جملة المزورين الجاعلين للحديث عن لسان النبي (ص) : أبو هريرة ، الذي رويت عنه خلافة أبي بكر !
الشيخ عبد السلام : لا نتوقع منك أن ترد صحابيا جليلا مثل أبي هريرة وتطعن فيه ! وأنت عالم فاهم .
قلت : لا ترعبني بكلمة ” الصحابي ” لأن الصحابي أيا كان إذا راعى حق صحبته للنبي بأن كان سامعا لقوله ، مطيعا لأمره فهو محترم مكرم ، وصحبته تكون له شرفا وفخرا .
ولكن إذا كان يخالف أوامر رسول الله (ص) ، ويعمل حسب رأيه وهواه ، ويكذب على النبي (ص) فهو ملعون ملعون ، وليست حصيلة صحبته إلا الخزي والعار في الدنيا ، وهو في الآخرة من أصحاب النار .
أما كان المنافقون حول رسول الله (ص) كما يصرح القرآن الكريم ؟ وكانوا يعدون في الظاهر من أصحابه ، لأن الصحابي هو الذي أدرك النبي (ص) وسمع حديثه ، والمنافقون كذلك ، ولكنهم ملعونون ومعذبون في النار .
إذا لا ترعبني يا شيخ بكلمة ” الصحابي ” لأن أبا هريرة هو من جملة أولئك المنافقين الملعونين ، ولذا فإن رواياته مردودة غير معتبرة عند أهل الحديث المحققين .
الشيخ عبد السلام :
أولا : إن كان أبو هريرة مردودا عند جماعة من العلماء ، فهو مقبول عند آخرين .
ثانيا : لا دليل على أن المردود عند بعض العلماء يكون ملعونا ، ويكون من أهل النار ، لأن الملعون هو الذي لعن في القرآن الحكيم أو على لسان النبي الكريم (ص) .
ليالي بيشاور 2018-08-22