الرئيسية / الاسلام والحياة / آداب الاُسرة في الإسلام

آداب الاُسرة في الإسلام

الكِبرَ أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍّ ولا تَنهرهُما وقُل لهُما قَولاً كرِيماً)(1).
وأمر بالاحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما ، فقال تعالى : (واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ وقُل ربِّ ارحَمهُما كما ربَّيانِي صَغِيراً )(2).
وقرن الله تعالى الشكر لهما بالشكر له ، فقال : (… أنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إليَّ المصِيرُ ) (3).
وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف ، فقال : ( وَصَاحِبهُما في الدُّنيا مَعرُوفاً… ) (4).
وتجب طاعة الأبناء للوالدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « … ووالديك فأطعمها وبرهما حيّين كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فإنّ ذلك من الايمان » (5).
وقرن الامام جعفر الصادق عليه السلام بر الوالدين بالصلاة والجهاد ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : قلت : أي الأعمال أفضل ؟ قال : « الصلاة لوقتها ، وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ » (6).
ومن حقوق الوالد على ولده كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لا يسميه
____________
1) سورة الاسراء : 17 | 23 .
2) سورة الاسراء : 17 | 24 .
3) سورة لقمان : 31 | 14 .
4) سورة لقمان : 31 | 15 .
5) الكافي 2 : 158 ، كتاب الايمان والكفر ، باب البر بالوالدين .
6) الكافي 2 : 158 | 4 .

——————————————————————————–

( 74 )

باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله ، ولا يستسبّ له » (1).
ومعنى (لا يستسب له) أي لا يفعل ما يصير سبباً لسبّ الناس له .
وقدّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برّ الوالدة على برّ الوالد لأنّها أكثر منه في تحمّل العناء من أجل الأولاد في الحمل والولادة والرضاع ، عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، قال : « جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله ، من أبرُّ؟ قال : أُمّك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أُمّك ، قال ثم من ؟ قال : أباك » (2).
وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمة على تكريم من يبر والديه ، فقد أتته أُخته من الرضاعة ، فلمّا نظر إليها سرَّ بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدّثها ويضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها ، فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول الله ، صنعت بأخته مالم تصنع به وهو رجل ؟! فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لأنّها كانت أبرَّ بوالديها منه » (3).
وقدّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة الوالدين على الجهاد ، ففي رواية جاءه رجل وقال : يا رسول الله ، إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « فقرَّ مع والديك ، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سنة » (4).
وورد في الحديث أنّه يجب برّ الوالدين وإن كانا فاجرين ، قال الإمام
____________
1) الكافي 2 : 159 | 5 .
2) الكافي 2 : 159 ـ 160 | 9 .
3) الكافي 2 : 161 | 12 .
4) الكافي 2 : 160 | 10 .

——————————————————————————–

( 75 )

محمد الباقر عليه السلام : « ثلاث لم يجعل الله عزَّ وجلَّ لأحد فيهنَّ رخصة : أداء الامانة إلى البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبر الوالدين برّين كانا أو فاجرين » (1).
وفي الآية المتقدمة ( واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ ) قال الإمام الصادق عليه السلام : « لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلاّ برحمة ورقّة ، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ، ولا يدك فوق أيديهما ، ولا تقدَّم قدّامهما » (2).
وبرّ الوالدين لا يقتصر على حال حياتهما ، بل يشملهما حال الحياة وحال الممات ، قال الامام الصادق عليه السلام : « ما يمنع الرجل منكم أن يبرَّ والديه حيّين وميّتين ، يصلي عنهما ، ويتصدّق عنهما ، ويحجّ عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده الله عزَّ وجلَّ ببره وصلته خيراً كثيراً » (3).
ويجب على الولد الأكبر أن يقضي عن والده مافاته من صلاة وصوم(4) ، أما بقية الأولاد فلا يجب عليهما القضاء عن والدهم ، بل يستحب للرواية المتقدمة .
وحرّم الإسلام عقوق الوالدين بجميع ألوانه ومراتبه ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : « من أحزن والديه فقد عقّهما » (5).
____________
1) الكافي 2 : 162 | 15 .
2) الكافي 2 : 158 | 1 .
3) الكافي 2 : 159 | 7 .
4) منهاج الصالحين | السيد السيستاني ، العبادات : 248 ، 338 .
5) بحار الانوار 74 : 72 ، كتاب العشرة ، باب بر الوالدين | 53 .

شاهد أيضاً

نعمة دعوة الناس إلى الإسلام – سيد سامي خضرا

ينبغي أن لا نتوانى في الدعوة للإسلام وحتى لو شملت الهداية شخصاً واحداً فهذا يعد ...