أليس دور المثقف أن يبلور العلم الذي استقاه لواقع عملي؟، أليس هو عيون أمته في زمن الظلام ، وضمير الوطن في الأزمات، وصوته الشجاع في عصر الصمت والخوف !؟
بعد العدوان السعودي الأميركي على اليمن وقتل اليمنيين المدنيين العزّل وتدمير الحجر والمدر وكل البنى التحتية للشعب لوحظ غياب المثقفين العرب عن القيام بدورهم الإنساني والوجداني بالتحرك في الإعتراض على هذا العدواني الهمجي إن كان من خلال التظاهر أو الندوات والمؤتمرات او طرق التعبير الأخرى .
بيومي : منظومة متكاملة قامت بتجريف الأرض من المثقفين
المفكر المصري د. أشرف بيومي قال في حديث خاص لموقع المنار إن “أزمة المثقفين اليوم هي من أكبر المشاكل التي تعاني منها مصر،فلو عدنا 40 سنة إلى الوراء لرأينا حجم الجرائم التي ارتكبت بحق المثقفين وتخريب دورهم”.
وأضاف بيومي أن “منظومة متكاملة قامت بتجريف الأرض من المثقفين وخلقت فراغا كبيرا ثقافيا لم يملؤه إلا جماعات تحمل شعارات دينية متطرفة”،مشيرا إلى أننا في درجات الإنحطاط العميق الثقافي .
ورأى بيومي انه”كان هناك شخصيات كبيرة ممن عارضوا اتفاقية كامب ديفيد توفاهم الله ورحلوا ولم يحل مكانهم من يمثلهم ولا يوجد نصف من يمثلهم حتى”.
عامل التمويل فتت المثقف
وأشار بيومي إلى عامل التمويل الأجنبي وآثاره الواضحة كوسيلة واداة ناجعة في اختراق المجتمعات رغم أن بعضنا حذّر ونبّه من خطورة هذا الاتجاه ونحن نجني ثمار هذا التمويل .
وأضاف “هذا التمويل قام بعملية تفتيت للمثقفين فلا يوجد اليوم كتلة وازنة للمثقفين الوطنيين الذي يشكلون قيادة ما بالإضافة الى هذا انحراف المثقفين بتبني مصطلحات وأولويات الأعداء” .
في بعض الصحف المصرية من يقدس الامير فيصل
وتابع بيومي “الآن في الصحف المصرية هناك مقالات تقدس الامير فيصل وكأنه معجزة وزراء الخارجية العرب”.
ورأى أن الإعلام الآن في مصر نوعان : الخاص وهو وأصحابه من ذوي رؤوس الأموال وهو بالغالب منحاز بشكل كامل وواضح لأهداف لا تمت للشعب والوطن بأي صلة .
والجانب الآخر الإعلام الحكومي مثلا في صحيفة الاهرام بالأمس كتبت ” طائرات التحالف تقصف الحوثيين فى نجران ردا على هجماتهم” أي أن الحوثيين هم من يعتدون على السعودية !
ونفس الموضوع بالنسبة لسورية لانهم نفس هؤلاء الأشخاص من يكتب .
واعتبر بيومي أن” هناك فجوة بين المثقف عموما والمواطن ..المواطن المصري اليوم ضد الحرب في اليمن وضد السعودية وضد اي تدخل عسكري” .
ورأى أن “الذي يحمي مصر الآن هو الشعور الوجداني بين جموع الشعب المصري الفقير اما المثقفون الذين يكتبون في صحف المصرية لا يمثلون الشعب المصري”.
وتابع “الصحف المصرية لا تتحدث عن قتل المدنيين في اليمن والشعب لا يصله اي شيء مما يحدث في اليمن وهناك مشكلة مرتبطة بالإعلام وبإعلاميين إنتهازيين مرتشين من السعودية أو ممن ينتظرون الجوائز منها او خلافه ، وطبقة المثقفين الإنتهازيين هي أكثر من المثقفين الوطنيين” .
وختم بيومي” نحاول أن نعبّر من خلال الدراسات والمواقف والبيانات على الإنترنت في صناعة وتكوين رأي عام عسى أن تتغير الامور وتتحسن “.