الرئيسية / الاسلام والحياة / التقوى في القرآن الكريم – إضاءات نصّية

التقوى في القرآن الكريم – إضاءات نصّية

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف هذه الطبقة: «قد أحيى عقله، وأمات نفسه، حتى دقّ جليله، ولطف غليظه، وبرق له لامع كثير البرْق، فأبان له الطريق، وسلك به السبيل، وتدافعته الابواب إلى باب السلامة، ودار الاقامة، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الامن والراحة، بما استعمل قلبه وأرضى ربه»( [495]).
وفي الختام نورد بعض الكلمات القصار لامام المتّقين عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في معرفة النفس، كما وردت في «الغرر والدرر» للآمدي:
 قال (عليه السلام): «أعظم الحكمة معرفة الانسان أمر نفسه»( [496]).
فإذا ضممنا هذا القول إلى قوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)( [497])، يتّضح أنّ من أوضح مصاديق الحكمة هي معرفة النفس، ومن عرفها فقد أُوتي خيراً كثيراً.
 وقال (عليه السلام): «أكثر الناس معرفة لنفسه أخوفهم لربِّه»( [498]).
فإذا ضممناه إلى قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)( [499]) اتضح أنّ من أهمّ طرق الوصول إلى مخافة الله وخشيته هو معرفة النفس، وإذا انتهى الانسان إلى مقام الحقيقة، فقد انتهى إلى رأس الحكمة، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «رأس الحكمة مخافة الله»( [500]).
 وقال (عليه السلام) : «أفضل العقل معرفة الانسان نفسه، فمن عرف نفسه عقل»( [501]).
فإذا ضممنا هذا الكلام إلى قوله تعالى: (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ)( [502]) فالعلم الذي يوصل الانسان إلى العقل هو علم الانسان بنفسه، والعقل يوصل الانسان إلى الدين، والدين يوصله إلى الجنّة، قال أبو عبدالله الصادق (عليه السلام): «من كان عاقلاً كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنّة»( [503]).
ثمّ بيّن (عليه السلام) الآثار المترتّبة على معرفة النفس:
 قال (عليه السلام): «من عرف نفسه جاهدها»( [504]).
 وقال (عليه السلام): «من عرف نفسه تجرّد».
أي تجرّد عن علائق الدنيا، أو تجرّد عن الناس بالاعتزال عنهم، أو تجرّد عن كلّ شيء بالاخلاص لله»( [505]).
 وقال (عليه السلام): «من عرف نفسه كان لغيره أعرف»( [506]).
 وقال (عليه السلام): «نال الفوز الاكبر من ظفر بمعرفة النفس»( [507]).
 وقال (عليه السلام): «من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كلّ معرفة وعلم»( [508]).
 وقال (عليه السلام): «من عرف نفسه جلّ أمره»( [509]).
وأمّا الآثار المترتّبة على الجهل بها:
 وقال (عليه السلام): «أعظم الجهل، جهل الانسان أمر نفسه»( [510]).
 وقال (عليه السلام): «عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربّه»( [511]).
 وقال (عليه السلام): «كفى بالمرء جهلاً أن يجهل نفسه»( [512]).
 وقال (عليه السلام): «من لم يعرف نفسه، بعُد عن سبيل النجاة وخبط في الضلال والجهالات»( [513]).
 وقال (عليه السلام): «عجبت لمن ينشد ضالّته، وقد أضلّ نفسه فلا يطلبها»( [514]).

شاهد أيضاً

اليتيم في القرآن الكريم – عز الدين بحر العلوم

11- « يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن ...