وصف نائب الأمين العام لحزب الله لبنان سماحة الشيخ نعيم قاسم “التكفيريين” ، بأنهم “خوارج العصر” وقال إن الإرهاب التكفيري هو مشروع أمريكي صهيوني لتخريب بلداننا ومنظومتنا الاجتماعية من الداخل ، وهو سينقلب في يوم من الأيام بشكل واسع ضد رعاته ، عندما نضيِّق عليه الخناق بالوحدة و المواجهة ، ليري الغرب كيف ستكون أوضاعه عندما نطرد هذا الإرهاب التكفيري من بلداننا ونحاصره بوحدتنا مؤكدا القول : إذا لم نواجه التكفيريين اليوم فاننا سندفع أثمانًا كبيرة لاحقًا !!
و اضاف الشیخ قاسم قوله فی کلمة ألقاها الیوم خلال الجلسة الافتتاحیة للمؤتمر الإقلیمی لـ«المجمع العالمی لأهل البیت(ع)» المنعقد فی العاصمة اللبنانیة بیروت : نحن نواجه التکفیریین کخوارج معتدین ، ولا نعتبرهم جزءً من أی انتماء مذهبی ، فهم لیسوا من أهل السنة ولا علاقة للسنة بهم، وهم الذین قتلوا منهم أضعافاً مضاعفةً مما قتلوا من باقی المذاهب والطوائف والأعراق. وهذه هی الإحصاءات تدل بشکل واضح علی هذا الأمر .
وتابع قائلاً : إذا توقفنا عن مواجهتهم فلن یتوقفوا، وإذا ترکناهم لیصلوا إلی بیوتنا وقرانا فسندفع ثمن المواجهة مرتین: مرة عند احتلالهم، ومرة أخری عند طردهم وتحریر الأرض، فخیرٌ لنا أن نبدأهم بالقتال کی نخفف عنا الأثمان التی لا بدَّ من دفعها لدفع هذا الخطر عن أمتنا وعن أهلنا. وهنا لا یحق لأحد علی هذه الأرض أن یمنعنا من الدفاع المشروع تحت أی حجة، بل نقول إن المواجهة واجبٌ علی الجمیع من دون استثناء، لا یحق للبعض أن یجلسوا جانباً وینتظروا بل علیهم أن یشارکوا .
ودعا الشیخ قاسم الدولة اللبنانیة للقیام بواجبها لتقضی علی الإرهاب التکفیری، وأن تمنع من امتداده وآثاره علینا وعلی بلدنا، عندها سنکون فی المواقع الخلفیة ، ولکننا لا نقبل تعطیل المواجهة بحججٍ واهیة تعطی التکفیریین قدرة الاعتداء والاحتلال لبلداننا ثم بعد ذلك نتأسف علی المصیر ، مؤکداً أن مواجهة التکفیریین فی القصیر أولاً والقلمون وجروده ثانیاً أسقط إمارتهم المتاخمة للبنان من الجانب السوری، وإمارتهم التی کانوا یأملون إعلانها فی الشمال والبقاع اللبنانی.
وأشار الشیخ قاسم إلی أن موجة کبیرة من الغضب أصابت رعاتهم السیاسیین ، وبرزت فی تصریحات موتورة ومؤیدة لهم وذلك بتوصیفهم کثوار، ولکن هؤلاء الرعاة هم أعجز عن استثمارهم لا الآن ولا فی المستقبل، ولقد رأینا محاولاتهم للاستثمار فی الشمال ففشلوا فکیف یمکن استثمارهم وهم علی واقعهم الذی نعرفه الیوم ؟
وقال الشیخ قاسم : إن حزب الله حرص فی مواجهة «إسرائیل» والتکفیریین أن یعمل من الموقع الوطنی . وعندما تحرر جنوب لبنان تحررت کل قراه المتنوعة مذهبیاً وطائفیاً، وبارکنا للجمیع الانتصار واعتبرناهم شرکاء لنا بصرف النظر عن مستوی ومدی مساهمتهم فی التحریر، لأننا لا نمیِّز قرانا وبلداتنا علی أساس مذهبی أو طائفی، فالتحریر تحریرٌ للجمیع والاحتلال موجهٌ ضد الجمیع .
وشدد نعیم قاسم علی أنه عندما تحررت جرود القلمون ارتاحت القری البقاعیة علی اختلاف سکانها مذهبیاً وطائفیاً، ومن حقهم أن یفرحوا کمواطنین لبنانیین، فقد حصلوا علی إنجاز مشرف وعظیم بتحریر تلک المنطقة ببرکة ثلاثی الشعب والجیش والمقاومة .
وأضاف الشیخ قاسم : نحن نعلن أننا سنتضامن مع الشعوب المنکوبة لأنها تستحق هذه النصرة وهذا التضامن، وحیث یکون الاحتلال سنکون فی مواجهته أو متعاونین فی مواجهته ، معتبراً أن المشروع العدوانی فی المنطقة واحد ولکن بأشکال ومسمیات مختلفة ، تارةً یکون اسمه «إسرائیل» وأخری یکون اسمه أمریکا وثالثة یکون اسمه الإرهاب التکفیری، ورابعة السعودی، الأسماء متفاوتة ولکن المشروع واحد فی عملیة المواجهة .
کما شدد علی أننا سنکون إلی جانب المظلومین وأصحاب الحقوق لمواجهة هذا المشروع بالکیفیة والزمان المناسبین و سنجتمع علی حقنا ولن نتفرج علی اجتماعهم علی باطلهم، بل سنبذل کل الجهود لنکون یداً واحدةً فی مواجهة التحدیات، ونحن مع سوریا المقاومة فی مواجهة مشروع سوریا «الإسرائیلیة» التی یریدها المشروع الآخر. نحن مع البحرین فی مطالبه المحقة ورفض الظلم وتداول السلطة، نحن مع العراق فی وحدته وطرد المحتلین ومواجهة التکفیریین، نحن مع الیمن لیحقق خیاراته التی یریدها هذا الشعب بملء إرادته من دون فرض أی جهة من الجهات علیه، نحن ضد الاعتداء علی الشعب السعودی وعلی أی طرفٍ من الأطراف تحت أی مسمی من المسمیات، ونحن مع مصر لتعود وتکون فی حضن وقوة العرب والعروبة .
وتابع الشیخ قاسم : نحن مع کل موقع من المواقع یرید الحریة والتحریر والکرامة والعزة، سنکون مع هؤلاء جمیعاً، نقدم بقدر استطاعتنا، ونتشاور بحسب ما نملک من قدرات وخبرات، ونشارك فی المیدان أو فی النصرة السیاسیة وهذا أمرٌ له علاقة باختلاف مواقع هذه الجهات المختلفة. ونحن مع الشعب الفلسطینی فی مواجهة الاحتلال «الإسرائیلی» ، کنا وما زلنا وسنبقی ندعم إلی آخر المطاف لتخرج «إسرائیل» من هذه المنطقة بشکل نهائی .