الرئيسية / من / طرائف الحكم / وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – لقاء الله تعالى

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – لقاء الله تعالى

نص الموعظة القرآنية:
يقول الله تعالى: ﴿اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ﴾ .

لقاء الله تعالى
لا يوجد كمالٌ للإنسان أجلّ وأرفع من لقاء الله سبحانه وتعالى، وهو من أسمى مقامات الإنسانية الشامخة. ولا سعادة أكبر للمؤمن من التقرّب إلى الله تعالى صاحب الكمال المحض، والقدرة اللامحدودة، والعلم المطلق، ولا راحة أعلى من اليقين بأنّ الإنسان لا محالة راجعٌ إلى ربٍّ ودودٍ رحيمٍ.

وقد بشّر عزّ وجلّ المؤمنين بلقائه، فقال ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ .

ووعد الذين يرجون لقاءه بأنّ لهم ما يأملون ﴿ومَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ .

ووصف تعالى المكذّبين بلقائه بأنّهم خاسرون وغير مهتدين ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ .

وأنّ الكافرين بلقائه هم في الحقيقة يائسون من رحمة الله، ولهم عذابٌ أليم ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ .

وأنّه تعالى سوف يكلهم إلى أنفسهم ويذرهم في عماهم ﴿فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ .

أما أهل الإيمان والخشوع فإنّهم على يقينٍ بلقاء ربّهم وأنّهم إليه راجعون ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ .

بل وإنّ قلوبهم وجلةٌ وفرحةٌ برجوعهم إليه سبحانه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ .

لأنّهم على يقينٍ أنّ الله تعالى لم يخلقهم عبثاً ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ .

بل يعلمون علم اليقين أنّه اصطنعهم لنفسه ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾ .

لذا تكون نفوس المؤمنين مطمئنةً بالرجوع إلى ربِّها ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾ ، راضيةً بالدخول في عباده الصالحين والوفود إلى جنّة لقائه ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ .

شاهد أيضاً

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – أثر حضور الله في حياتنا

أثر حضور الله في حياتنا إذا أدرك الإنسان أنّه في محضر الله تقدّست ذاته، وأنه ...