الرئيسية / من / طرائف الحكم / وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الإيمان الحقيقي

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الإيمان الحقيقي

الإيمان الحقيقي
لقد أقسم الله تعال في الآية الكريمة بأنَّ الأفراد لا يمكن أن يمتلكوا إيماناً حقيقياً إلا إذا تحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقضائه، ولم يتحاكموا إلى غيره، بل عليهم أنْ يرجعوا إليه في كلّ ما يشجر بينهم ويختلط عليهم أمره.

فالآية الحاضرة تبيّن علائم الإيمان الواقعي الراسخ في ثلاث مراحل:
المرحلة الأُولى: أن يتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكمه النابع من الحكم الإلهي فيما اختلفوا فيه، كبيراً كان أم صغيراً، لا إلى الطواغيت وحكّام الجور والباطل.

المرحلة الثانية: أن لا يشعروا بأيّ انزعاج أو حرج في نفوسهم تجاه أحكام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقضائه العادل التي هي – في الحقيقة – الأوامر الإلهية نفسها، ولا يسيئوا الظن بهذه الأحكام.

المرحلة الثالثة: أن يطبّقوا تلك الأحكام – في مرحلة تنفيذها – تطبيقاً كاملاً، ويسلّموا أمام الحقّ تسليماً مطلقاً, فالإنسان قد يسلّم في مقام النظّر بالحكم الصادر من المولى أو رسوله، ولكنّه في مقام العمل لا يصدر منه أيّ شيءٍ.

ومن الواضح أَنَّ القبول بأيّ دين وأحكامه فيما إذا كانت في مصلحة الإنسان، وكانت مناسبة لمنافعه وتطلّعاته الشخصية، لا يمكن أن يكون دليلاً على إيمانه بذلك الدين، بل يثبت ذلك إذا كانت تلك الأحكام في الاتّجاه المعاكس لمنافعه وتطلّعاته ظاهراً، وإن كانت مطابقة للحقّ والعدل في الواقع، فإذا قَبِل بمثل هذه الأحكام، وسلّم لها تسليماً كاملاً كان ذلك دليلاً على إيمانه ورسوخ اعتقاده.

ومن الآيات التي تدلّ على معنى قريبٍ من معنى هذه الآية التي صدّرنا الموعظة بها قوله تعالى من السورة ذاتها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ﴾ .

شاهد أيضاً

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الرفق في القرآن الكريم

نصُّ الموعظة القرآنية: خاطب الله سبحانه نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: ﴿فَبِمَا ...