الرئيسية / تقاريـــر / عشائرنا ضد رؤية الكونغرس – مارد عبد الحسن الحسون

عشائرنا ضد رؤية الكونغرس – مارد عبد الحسن الحسون

ان ينطلق الموقف العشائري بهذا الزخم الوطني العارم في مواجهة التصدي إدانة وشجباً ورفضاً لمشروع قانون الكونغرس الاميركي سيء الصيت فإن لهذا الزخم العشائري العديد من المرتكزات العريقة والراسخة في مقدمتها ان العشائر العراقية تمتلك تاريخاً مجيداً في مواجهة كل دعوات التشرذم والتقسيم والفوضى وقد تصدت لها في اكثر من حالة ووقت.

ويكفي للتدليل على ذلك الموقف العشائري في مواجهة الاحتلال البريطاني خلال الحرب العالمية الاولى وكيف انتفضت العشائر ضد كل المحاولات البريطانية التي كانت تهدف الى شق الوحدة الوطنية، ومن اكبر المعارك التي خاضتها العشائر آنذاك معركة العارضيات الشهيرة التي دفعت البريطانيين الى اعادة حساباتهم العسكرية والسياسية واقتنعوا بأنه لا يمكن لأي اجنبي ان يسيطر على العراق ويديره وفق مشيئته.
ومن المرتكزات الاخرى للموقف العشائري الحازم ضد مشروع الكونغرس الاميركي هو ما تحقق في التواصل بين العشائر بالرفض القاطع لهذا المشروع التقسيمي وقد لاحظت ذلك بشكل واضح خلال زياراتي الميدانية الاخيرة للعديد من المناطق العشائرية في محافظات العراق ضمن البرنامج الميداني لتعزيز الصلة مع العشائر والذي تعتمده مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية، مع ملاحظة ان هذا الموقف الوطني هو في خط بياني واضح متصاعد لكل العشائر العراقية ولكل الشخصيات العراقية.

بل وأفرحني اكثر ان اللقاء بين العشائر لدحر هذا المشروع جاء متجاوزاً لكل الخصومات والمشاكل والتقاطعات الثنائية التي قد تحصل بين هذه العشيرة أو تلك، واذا كان هناك بعض الاعتقاد بأن عشائر ما تؤيد هذا المشروع على أساس انها ستحصل على السلاح من الاميركيين.

فان الواقع اثبت عكس ذلك تماماً، الامر الذي يؤكد بما لا يقبل الشك ان مشروع الكونغرس الاميركي لا حاضنة له في الوسط العشائري لمحافظة
الانبار التي اثبتت انها مع الحكومة العراقية، وناشدت الحشد الشعبي لمعاونتها في طرد عصابات “داعش” من المحافظة.
وتأسيساً على ما تقدم فان الموقف العشائري العام من المشروع المذكور جاء متطابقاً بل ومؤيداً بشكل كامل لموقف الحكومة العراقية، وكذلك موقف مجلس النواب والعديد من المكونات العراقية المساهمة في بناء الدولة، وجاء متناغماً وبذات الخط الوطني مع التصريحات التي صدرت عن السيد وزير الداخلية بشأن الموضوع نفسه.
وانسجاماً مع هذه المواقف لا بد لنا ان نشير الى ان بعض الاصوات الناشزة التي تتخذ من الفنادق خارج العراق منازل لها لا تمثل اصلاً الطيف العشائري في الانبار وفي محافظات أخرى، ولو كانوا يملكون ذرة رصيد عشائري لكانوا الآن بين عشائرهم
في مناطق سكناها وهي تواجه بكل إرادة وحزم المجاميع الارهابية الداعشية.
إن الاتكال على الاجنبي في دعم العراق لمواجهة الارهاب هو بحد ذاته مقدمة لخسارة الموقف الوطني الحقيقي بكل الاعتبارات، وقد كشفت العشائر في الانبار وفي محافظات أخرى عن ذلك وشخصته بالكثير من الحقائق وكان ذلك هو عنوان الرصيد في انتفاضتها ضد الارهابيين في ديالى وصلاح الدين ومن الحتمي ان يكون ذلك عنوانها ايضاً في محافظة نينوى عندما تحين ساعة تطهيرها من “داعش”.
أما بالنسبة لما يجري في الانبار فإن تطهيرها متواصل ولن يمر وقت طويل إلا وتكون في منأى البؤر الارهابية، وأنا على يقين من خلال المعلومات الميدانية التي توفرت وتتوفر لي من الوسط العشائري بأن هذا الموضوع محسوم ولا يمكن المراهنة على خلافه مهما حاول الكونغرس الاميركي أو غيره ان يشتري الذمم، فالضمير العراقي العشائري ليس للبيع.

*مدير دائرة شؤون العشائر في وزارة الداخلية

شاهد أيضاً

رصاص في الكونغرس يهز الهيبة الأمريكية

على الرغم من أن حادث اطلاق النار في الكونغرس، جاء كخبرٍ خطير، إلا أنه وبحسب ...