عندما تشتد المحن على أمة ما يبرز من بين صفوفها من يسعى لتوحيد رؤى الناس واستنهاض العقل الجمعي.
ويكون الخطاب ومفرداته أفضل الوسائل التي تتناسب مع المرحلة التي ينتج فيها.
واذا سلطنا الضوء على واقع خطابنا في ظل مرحلة الحرب مع داعش نكتشف انه وللأسف لم يستطع ان يرتقي لمستوى التحدي وهو يتوزع بين خطاب الشعارات والمبالغة وأحيانا التزييف أو الشحن الطائفي أو العرقي ويفتقر لأهم الجوانب الفكرية والبنيوية التي تخدم القضايا الوطنية والمشترك الوطني ويحض الناس على التسامح والتعايش..
وهو يسهم في تركيز وعي الناس وحشد هممهم في اتجاه هزيمة داعش العدو المشترك للعراقيين وكذلك التقليل من تأثير الإعلام المضاد للعدو والآخرين والمهم أن يسهم الخطاب في توجيه مسارات الإعلام في كشف الرهان على انقسام المجتمع الذي يخدم اغراض التطرف والكراهية وهي أخطر أسلحة التنظيمات الارهابية كداعش وأخواتها، لأن المبالغة وتزييف الحقائق في الخطاب الرسمي وشبه الرسمي يعكس عدم الوحدة وعدم الاستقرار السياسي ويكون أحد اهم الأسباب لاخفاق الخطاب بالوصول إلى مبتغاه عدم الافادة من الخبرات الثقافية والصحفية في بلادنا.
والركون إلى دائرة ضيقة للمسؤول ومن يحسبون أنفسهم على أسرة الثقافة فيما تجسدت أعظم الانتصارات بواسطة خطب الزعماء والقادة وانتشلوا أممهم من زمن الانكسار والهزيمة وكان للخطاب واهمية صناعته لا تقل عن أهمية المدفع ودقة تصويبه..