الرئيسية / تقاريـــر / مواطن عراقي يشتكي – حليم سلمان

مواطن عراقي يشتكي – حليم سلمان

اذا كانت الدولة تصب كل امكانياتها وقدراتها في دعم الجهد الحربي، وتوفير مستلزمات بناء القوات الامنية لحماية البلاد من التهديدات الارهابية وتنظيفها وتحرير مدنها من بقايا عصابات داعش الارهابية،

وهذا امر لابد ان يدعم من قبل المواطنين العراقيين كافة. بجانب هذا كله على الدولة ان لاتغفل ولاتغمض عينيها عن متابعة اوضاع الناس، من متطلبات المعيشة، ومراقبة العصابات المارقة التي تسرق المال العام، او التي تتلاعب من خلال استغلال “السلطة” بمقدرات ومكتسبات المواطنين.
احد المواطنين العراقيين الشرفاء يشتكي لي في حديث عابر وضع البلاد، ويقول: للاسف الروتين، الرشوة، الابتزاز، لاتزال متسيدة في كثير من زوايا المشهد العراقي، وهناك من يستغل غياب “عصا الدولة” لانشغالها بالحرب ليجرب ترويع المواطنين وسرقتهم وابتزازهم ولا احد يحاسبه!.

المواطن وهو يروي لي، كانت حرقة قلبه واضحة من نبرة صوته، وكنت استمع اليه بألم بالغ، ولكن الرجل وسط كل هذا البؤس والاحباط كان يذكر (الوطن) ويركن جانبا كل هذه التحديات ويقول (العراق) يستاهل منا ان نقف معه.
كم تمنيت بان بعض من الذين يتربعون على سلم الدرجات “الوظيفية الخاصة” يحملون “ربع” الاحساس الذي يملكه هذا المواطن الغيور على بلده وعرضه وشرفه؟.
السؤال:
كم مواطنا يحترق قلبه على وطنه ؟
الجواب قطعا بالملايين.
وكم مسؤولاً يمتطي جواد السلطة يشعر ويتحمل بالمسؤولية ؟؟… اقسم بانهم قليلون. !!!!
انني اناشد كل الشرفاء في هذا البلد واخبرهم، ان كانوا لا يعلمون، ان اليأس بدأ يتسرب الى نفوس المواطنين الشرفاء، والسبب واضح، فبعد ما الت اليه احوالنا، بوجود “التماسيح” التي اصبحت مفترسة وفتاكة، في كل مكان، ولا احد منا نحن الضعفاء يجرؤ على السباحة في بركها. وايضا اصحاب “الكروش” الانتفاعيين وحديثي النعمة.
الامر الذي يحتم على الدولة مقابل اهتمامها بمجريات المعركة الشريفة ضد عصابات داعش الارهابية ،عليها ان لاتنسى ولا تتناسى ان الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة.
الاجراءات المتبعة في كل المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد لا ترتقي الى مستوى حجم المشكلة؛ ومن يدعي غير ذلك عليه ان يكون اكثر شفافية ويقدم البراهين والادلة للراي العام.
الصدفة التي كانت وراء حديثي مع مواطن عراقي شريف، جعلتني اتلمس اننا نعيش وضعا مخيفا جدا، ربما وبسبب ما اسمع او اشاهد. كما جعلني اقتنع باننا نعيش وضعا مجهولا لا يعلمه غير الله.
نريد من مؤسسات الدولة العراقية ان تكون لديها النوايا الحقيقية والرغبة في التصحيح وكل ما نراه من اجراءات شكلية في مكافحة الفساد والمفسدين والمستغلين لمناصبهم في السلطة، هو اضاعة واهدار للوقت. والمعنى لا شيء يمنعنا من أن ننظر أبعد قليلاً من أنوفنا.
اقولها اليوم، هناك مسلسل يقوده بعض المتخلفين والفاسدين الذين يتبؤون المناصب لمحاربة الكفاءات التي تستحق ان تمثل الناس في السلطة خير تمثيل، ولكن هيهات تعطى لهم الفرصة. فالفرص تذهب الى بعض من المرتزقه والبهلوانات الذين يقدسون “الكراسي” التي اتمنى ان “تكسر” على رؤوسهم.

شاهد أيضاً

رويترز.. وهندسة الفتنة بين الشعبين الإيراني والعراقي

نقلت وكالة رويترز عن “مصادر مقربة” من الصدر والعامري أن إيران “تدخلت” لمنع الإطاحة برئيس ...