السيد علي فضل الله يدعو النظام البحريني الى اعادة النظر في الحكم القاضي بسجن الشيخ علي سلمان مؤكدا ان الشيخ سلمان لم يدع إلى العنف، بل كان دائماً داعية سلم. ولم يطالب إلا بإصلاحات يراها ضرورية لتحقيق التّماسك الداخليّ والاستقرار الوطنيّ.
رأى العلامة السيد علي فضل الله أن “معاناة لبنان لا تقف على ما يتهدّده على حدوده الجنوبيَّة والشرقيَّة، والأزمات الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والأمنيَّة، وهو ما تكشف عنه التَّوقيفات اليوميَّة للعابثين بالأمن واعترافاتهم، لنصل إلى المؤسَّسات الَّتي يفترض أن تساهم في إيجاد الحلول لمشاكله، حيث باتت هذه المؤسَّسات أسيرة الفراغ أو الشّلل، لحساب أهواء من يُفترض بهم أن يكونوا أمناء على الوطن”، معتبرا أن “لبنان بحاجة إلى قيادات ترتقي إلى مستوى التّحديات الَّتي تواجه الوطن إلى قيادات تنظر بعين الوطن لا بعين طوائفها أو مذاهبها أو طموحاتها قيادات تُسالم وتتنازل لأجل أن يسلم الوطن”.
وشدد فضل الله خلال خطبة الجمعة على أن “العواصف القادمة لا يستطيع مواجهتها من يختنقون في ذواتهم، أو في كهوفهم الطائفيَّة، أو مغاورهم المذهبيَّة، بل الَّذين يشعرون بمسؤوليّتهم عن إنسان هذا الوطن وعن حاضره ومستقبله. ومن هنا، لا نريد لشهر رمضان أن يُدخل الحكومة وكلّ الملفات العالقة في إجازة، بل أن يبعث فيها الحرارة والرغبة في إيجاد الحلول”.
من جهة أخرى، لفت الى أن “المستوطنين الصهاينة يستمرون بممارساتهم واعتداءاتهم الَّتي تطال البشر والحجر والمقدّسات، فبعد تدنيسهم المستمرّ للمسجد الأقصى ولعدد من المساجد والكنائس، وحتى المقابر، في فلسطين، ها هم يقدمون على حرق كنيسة على ضفاف بحيرة طبريا، ما يؤكّد عنصرية هذا الكيان الّذي قام على إلغاء الآخر، كلّ الآخر”، مؤكدا “أهميَّة وجود موقف إسلاميّ ومسيحيّ حاسم في مواجهة الاحتلال وعدم مداهنته، ونشدّد على وحدة الشّعب الفلسطينيّ وعدم السّماح بالعبث بهذه الوحدة”.
أما في الموضوع البحريني، فأشار الى أنه “بعد أن صدر الحكم على سماحة الشيخ علي سلمان، رئيس جمعية الوفاق البحرينيَّة، والذي كنا ننتظر أن يُعاد النظر في قرار سجنه، نظراً إلى ما يتمتَّع به من شخصيَّة متَّزنة وعقلائيَّة، وهو الذي لم يدع إلى العنف، بل كان دائماً داعية سلم. ولم يطالب إلا بإصلاحات يراها ضرورية لتحقيق التّماسك الداخليّ والاستقرار الوطنيّ، وهي حقّ لكلّ إنسان”، داعيا السلطات البحرينية الى “إعادة النظر في قرارها، والمباشرة بحوار جديّ مع رموز البلد وقواه الوطنيَّة والسّياسيَّة، فهو السَّبيل الأمثل لمعالجة أزمة البحرين وكلّ أزمات المنطقة”.