الرئيسية / أخبار وتقارير / المراهق السعودي يستجم على شواطئ فرنسا ويُغرق اليمنيين في بحر من الدماء والجوع

المراهق السعودي يستجم على شواطئ فرنسا ويُغرق اليمنيين في بحر من الدماء والجوع

في الوقت الذي يغرق ابناء الشعب اليمني المظلومون في بحر من الدماء والجوع منذ حوالي ۵ أشهر .. وصل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ، الى جنوب فرنسا في رحلة استجمام تدوم ثلاثة أسابيع ، اسالت الكثير من الحبر و الكلام في الاعلام الفرنسي في وقت ظهرت فيه احتجاجات في الشارع الفرنسي على احتكاره شاطئا رمليا شعبيا يرتاده في مثل هذه الايام من الصيف الاف الفرنسين من الطبقة المتوسطة .

و كتب الاعلامي “نضال حماده” ان الملك السعودي الآتي بعد غياب طويل لملوك آل سعود ، عن منطقة (كوت دازور) على البحر المتوسط في الجنوب الفرنسي ، بسبب قضاء الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز ال سعود غالبية عطله في المغرب ، حمل معه من السعودية حاشية تضم الف شخص ، و التحق بهذه الحاشية في فرنسا حوالي خمسمائة شخص من سائقين وخدم ودليل سياحي ، واستأجرت السفارة السعودية فنادق في اربعة مدن في الجنوب الفرنسي هي (كان، نيس، سان تروبيه، موناكو) حيث ستقيم الحاشية الضخمة طيلة فترة إقامة الملك وقد بدأ دفع ايجار الغرف قبل شهر من وصوله .

و ياتي سلمان بن عبد العزيز ال سعود الى فرنسا هذه الايام ، امتنانا واعترافا منه باليد الفرنسية الكريمة عليه سياسيا ، بدءا من النووي الايراني ، مرورا بسوريا واليمن ، وليس انتهاء بلبنان . ففي كل هذه البلدان التي تقاتل و تسعى السعودية للسيطرة عليها وعلى حكوماتها، تتخذ فرنسا موقفا متشددا بالتعاون مع «اسرائيل» و السعودية ، كما حصل و يحصل علنا في موضوع البرنامج النووي الايراني ، حيث تعارض كل من تل ابيب والرياض ، الاتفاق الذي حصل بين ايران والسداسية الدولية. وفي الموضوع السوري تتوافق المواقف السعودية والفرنسية و«الاسرائيلية» بشكل ملفت ، و أيضا في اليمن حيث دخلت السعودية في حرب ضد الشعب اليمني ، تشكل فرنسا المصدر الاساس الامني والمعلوماتي ، الذي يمد السعودية بالمعلومات وببنوك الاهداف اليمينة ، نظرا لمعرفتها الجيدة باليمن منذ عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
وفي هذا الشأن ، كتبت أسبوعية (ماريان) الفرنسية تقريرا كاملا بعنوان كيف تساعد فرنسا السعودية ، قالت فيه ان الرئاسة الفرنسية اصدرت امرا للاجهزة الامنية الفرنسية بمساعدة السعودية في حرب اليمن ، بكل الوسائل المتاحة وذلك لاسباب جيواستراتيجية وايضا تجارية.
و قال موقع “انتليجانسيا اونلاين” الفرنسي ، المعني بالتقارير الاستخباراتية ، في تقرير له ان الاجهزة الامنية الفرنسية فتحت قنواتها لمساعدة السعودية في حرب اليمن بامر مباشر من الرئاسة الفرنسية ، و اضاف : ان الفرنسيين يخشون من سيطرة الحوثيين على عدن وباب المندب ، وهذا سوف يكون له تاثير كبير على طرق تجارة النفط باتجاه اوروبا ، وعلى قاعدتهم البحرية في (جيبوتي) .

واردف الموقع ، ان فرنسا التي تزود السعودية بصور فضائية تريد ايضا بيع أقمارها الصناعية للجيش السعودي، وهناك عروض ومفاوضات سرية تدور بهذا الشأن منذ عدة أشهر بين الطرفين حيث سبق زيارة الملك السعودي السياحية لفرنسا ، زيارة قام بها وزير الدفاع الفرنسي (جان ايف لودريان) للرياض للبحث باتمام هذه الصفقة .
وفي الجنوب الفرنسي ، الذي يزوره سلمان بن عبد العزيز ال سعود سائحا قاصدا الاستجمام في بحره، كان هناك رفض شعبي لطريقة تعامل السعودية في تفاصيل هذه الزيارة، حيث منعت بلدية مدينة (فالوريس) مرتين، السفارة السعودية من بناء مصعد يصل قصر ال سعود بالشاطئ ، وتدخلت وزارة الداخلية الفرنسية عبر المحافظة لإتمام العمل، كما عمدت عدة جمعيات اهلية فرنسية الى جمع التواقيع على عريضة طالبت فيها الحكومة الفرنسية باحترام المساواة بين المواطنين التي يحددها الدستور، مستنكرة المعاملة فوق القانون التي يحظى بها بعض الاغنياء على حساب المواطنين، بدوره موقع (نيس بروفنس انفو) قال ان ملك السعودية يتجرأ على فرنسا لانه يعلم ان الدولة الفرنسية ضعيفة ، وأن دولاراته النفطية تعطيه تكبرا يعبث به ، اما صحيفة لوكانارد انشينيه الساخرة فكتبت :”على مقربة من القصر يمر خط سكك الحديد ، حيث يسمح باستمرار مرور القطار طيلة إقامة الملك السعودي ، و تهكمت الصحيفة على استمرار حركة القطار بالقول ان هذا يدل على الديمقراطية السعودية، لكن المسافرين مرجوون بعدم النظر الى القصر عند مرور القطار والاكتفاء بادارة وجوههم لجهة اليسار”.