و«الحراك الجنوبي» ينقلب على الغزاة ويسيطر على ميناءعدن ومناطق حيويةأخرى
اليوم الجمعة ان تطورا مفاجئا شهدته مناطق جنوب اليمن أمس ، مع انطلاق ميليشيات قبلية تعمل ضمن قوى الحراك الجنوبي ، في عملية انتشار هدفها السيطرة على أبرز مناطق الجنوب، وطرد الميليشيات التابعة للهارب الى الرياض عبد ربه منصور هادي و حزب الاصلاح و المجموعات السلفية ، حيث تسبّبت المشاهد الميدانية طوال نهار أمس، في حالة من الارباك في صفوف قوات الغزو الإماراتي ــ السعودي في الجنوب اليمني ، طوال الفترة الأخيرة .
وذكرت المصادر أن قوات «الحراك» انتشرت أمس ، و بشكلٍ مفاجىء في عدن، وسيطرت على مداخلها ، قبل أن تبدأ بالانتشار في أحياء المدينة ، حيث دفع الهجوم بالقوات الاماراتية و المجموعات المسلحة الأخرى إلى الانسحاب من تلك المواقع ، وسط حالةٍ من الصدمة والذهول ، وفقاً لمصادر يمنية. وترافق ذلك مع استيلاء الميليشيات المهاجمة على عتاد كبير كانت القوات الاماراتية قد أنزلته في عدن وجوارها. ويبدو بشكل واضح أن الاسباب التي تقف خلف هذه الخطوة تعود الى سياسة الهيمنة والاحتلال التي تعمل عليها قوات الغزو ، وتورط الفار منصور هادي في تطبيقها، وسط تجاهل تام لمطالب الحراك الجنوبي السياسية، والتي تتمثل في تثبيت الانفصال عن الشمال.
لكن ، بعد التغييرات الميدانية الاخيرة التي شهدتها عدن و المحافظات الجنوبية الأخرى ، أدركت قوى الحراك سريعاً أن كل الوعود السعودية ليست سوى مجرد مطية لاستغلال مقاتليها في حربها على الجيش اليمني و«أنصار الله».
في هذا الوقت ، كانت محاولات العدوان و هادي تشكيل هيئة عسكرية موحدة تضم المجموعات المسلحة في مناطق الجنوب قد باءت كلها بالفشل . فهي وجدت نفسها أمام سؤالٍ أساسي : ما الذي يجمع بين تنظيم «القاعدة» وفصائل «الحراك الجنوبي» (نحو 20 فصيلاً) و مقاتلي حزب «الإصلاح» (الاخوان المسلمون) وأنصار هادي ؟
و دفع فشل العدوان في تنظيم صفوف المسلحين تحت رايةٍ واحدة ، ثم رفض دول التحالف (السعودية والامارات) تقديم أي تعهدات سياسية للجنوبيين .. دفع «الحراك» إلى قلب الطاولة.
و سيؤثر الهجوم المفاجىء في نفوذ قوات الغزو السعودي ــ الإماراتي في الجنوب ، بعد الاستماتة التي أبداها التحالف للسيطرة على عدن، والانطلاق منها للسيطرة على جميع محافظات الجنوب.
ومن المعروف أن قوات الحراك التي يفوق قوامها آلاف المقاتلين، قوية إلى درجة يصعب معها التغلب عليها . و تلك القوة تعود إلى أسباب عدة، أهمها تلقّي هؤلاء المقاتلين تدريباً على أعلى المستويات في السنوات الماضية . و هذه القوة تفسّر انسحاب غالبية القوى المناوئة لها من دون تسجيل أي مواجهة، وتمكّن «الحراكيون» من السيطرة على المرافق العامة في أطراف عدن من دون عقبات تُذكر.
و انتقل آلاف المقاتلين من مناطق نفوذهم في الضالع ولحج ويافع باتجاه عدن. ولم تشتبك المجموعات الأخرى مع الحراك ، لكن اقتصرت الردود حتى الآن على مناوشات مع المقاتلين السلفيين والجماعات المرتبطة مباشرةً بهادي.
هذا وافادت الانباء الواردة أن الحراك تمكن أمس من السيطرة على ميناء عدن ومناطق حيوية أخرى في المدينة الجنوبية ، فضلاً عن مداخلها ومخارجها. ووفقاً للمصادر ، تتجه أنظار المقاتلين الآن إلى السيطرة الكاملة على عدن ، و انتزاعها من قبضة قوات التحالف التي سيطرت عليها في 14 تموز الماضي.
و وضعت مصادر أخرى ، هجوم أمس في إطار الخلافات التي باتت معروفة بين فصائل المجموعات المسلحة ، إذ رأت أن الاحتكاكات بين فصائل حراكية وأخرى إصلاحية، جاءت بسبب النزاع على السيطرة على قصر المعاشيق الرئاسي، مؤكدة أن المسلحين من الطرفين يقطعون الطرق بين كريتر وساحل أبين .
في هذا الوقت، دارت اشتباكات عنيفة في منطقة العبر في حضرموت، بين المجموعات المسلحة المؤيدة للعدوان بقيادة هاشم الأحمر ومحمد علي المقدشي من جهة ، و قوات الجيش التابعة لـ«الواء 23 ميكا» وفصائل تابعة للحراك الجنوبي من جهة أخرى، في السياق نفسه.