الرئيسية / الاسلام والحياة / الفكر معيار فيمة الانسان – التغيرات الكمية والكيفية دليل على المغيِّر العليم

الفكر معيار فيمة الانسان – التغيرات الكمية والكيفية دليل على المغيِّر العليم

وصار قديراً، عليماً، بصيراً، سميعاً: لقد قلت إننا جميعاً لم نكن سوى قبضةٍ من تراب والآن نحن موجودات تدرك وتسمع وترى [1] فهل هذه التطورات التي طرأت لنا منّا نحن؟ أي: هل هي من التراب؟ أم من أين هي؟ إنه لمن ذلك الوجود تظهر هذه الآثار. إنّ الغرض من (وكمال معرفته التصديق به)هو أنّ على الانسان أن يقبل دعوة الانبياء وأن يعمل منذ البداية بتكليفه في سبيل المعرفة فيتدبّر ويتفكّر في آيات الله وينشد نشيد وجوده هو والآخرون.
التغيرات الكمية والكيفية دليل على المغيِّر العليم:
(أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به)
معرفة الله أمر فطري فدلالة الأثر على المؤثر، والمصنوع على الصانع، والمعلول على العلة، هي بحكم العقل أمر بديهي. وهو لا يرى متحّركاً إلاّ ويفكّر في محرّكه.
إذا رأى حركات الكواكب التي لا حصر لها تدور في مداراتها المحدّدة لها دون أن تتخطاها. هذا النظام الذي لهذه الكواكب يشهد على المحرّك صاحب الإرادة والعلم والقدرة اللامتناهية.
كذلك الامر بالنسبة للتغيرات الكيفية والكمية والعينية التي تُلحظ في الموجودات. وكمثالٍ على ذلك: العنب فهو منذ أن كانت حباته لا تزال حصرماً غير ناضج كان صغيراً جداً ولكن شيئاً فشيئاً تبدأ تغيراته الكميّة والكيفية.
أمّا تغيره الكمّي، فتلك الذرّة التي كانت منذ البداية، تكبرُ وتضخم شيئاً فشيئاً إلى أن تصبح بمقدار السلاميّة أو أكثر.
وأما تغيره الكيفي فهو في البداية حامض إلى أقصى حدّ لكن حموضته تقل شيئاً فشيئاً وحلاوته تزيد وهكذا من حيث اللون فإنكم تلاحظون أنه يتغير فيصبح أصفر اللون بعد أنّ كان أخضر.
هذه التغيرات الكميّة والكيفيّة الموجودة في الموجودات كلها ولكن بنسبٍ مختلفة ألا تدل على أنّ لها محدثاً؟
إن الغرض من هذا الكلام هو إيضاح مسألة دلالة الحركة على المحرك والأثر على المؤثر والمصنوع على الصانع.

 

شاهد أيضاً

الفكر معيار قيمة الانسان – بالتفكّر تتكامل المعرفة الفطرية

بداية الدين الإلهي وأوّل دعوات الأنبياء ومناهج المذاهب الإلهية معرفة الله تعالى. أوّل نقلة فكرية ...