في زيارة هي الثالثة من نوعها خلال عام واحد منذ زيارته للرياض في مارس – اذار الماضي ، اجرى الصعلوك اردوغان في الرياض التي زارها الثلاثاء ، مباحثات مستفيضة مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تناولت التطورات الامنية والسياسية في المنطقة وتطوير العلاقات الاستراتيجية في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية بين البلدين ، وفي مقدمتها التنسيق في المواقف الامنية والسياسية في ملفات سوريا والعراق واليمن ودعم تركيا في مواجهة روسيا .
وكما كان متوقعا فقد أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الملك سلمان ، ناقش مع الصعلوك التركي رجب طيب إردوغان، تشكيل مجلس تعاون استراتيجي لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وفي جلسة المحادثات التي جرت بين الجانبين بقصر اليمامة في الرياض، الثلاثاء، تم تبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية.
ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير محادثات الرئيس التركي في السعودية بالايجابية فيما بلغت علاقات انقرة مع موسكو وطهران ،الى حالات من المواجهة التوتر مع الاولى والتشنج والتراجع مع الثانية .
وقال الجبير إن”مجلس التعاون الاستراتيجي سيكون معنيا بأمور عديدة بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها”.
وقال الجبير إنه بحث مع نظيره التركي جاويش أوغلو ، الوضع في سوريا وما أسماه بالتدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة دون ان يشير الجبير الى الدور الروسي في سوريا فيما عده المراقبون خشية سعودية من فتح جبهة مباشرة مع موسكو مفضلة ان تمارس دورا خفيا في دعم تركيا ضد روسيا .
وأكد الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده م جاويش أوغلو أنه جرى أيضا بحث ما اسماه “التحالف الإسلامي” ضد الإرهاب والأوضاع في العراق واليمن وسوريا.
وفيما يخص الشأن السوري، ذكر الجبير أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا مبنيا على مبادئ (جنيف ـ 1)، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الحل فيها لا يشمل الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد الجبير أن مواقف السعودية وتركيا متطابقة إزاء الأزمة السورية.
من جانبه قال الوزير التركي إن المعارضة السورية تبحث عن الحل لكن هناك من يحاول استغلالها، مشيرا إلى أن استهداف المعارضة المعتدلة لا يقوي “النظام” فحسب بل “داعش” أيضا.
وتعد هذه هي المباحثات الثانية بين الزعيمين خلال شهرين، بعد المباحثات التي جمعت بينهما الشهر الماضي، على هامش زيارة العاهل السعودي، إلى مدينة أنطاليا التركية، حيث شارك في قمة العشرين حينها.
وكان أردوغان قال في مؤتمر صحفي، بمطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول، قبيل مغادرته إلى السعودية، الثلاثاء، إن الزيارة تشكل فرصة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى التطورات في المنطقة.
وبين أنه سيتناول خلال الزيارة مع المسؤولين السعوديين مسائل متعلقة بالطاقة توليها تركيا أهمية خاصة، على غرار تنويع مصادر الطاقة، مشيراً إلى أنه سيبحث خلال اللقاءات أيضاً القضايا الحساسة في المنطقة على رأسها التطورات في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
تمويل سعودي لمنظومات باتريوت
لمواجهة المقاتلات الروسية
وعلى صعيد متصل اكد تقرير لراديو اوستن الاوروبي اليوم الاربعاء ،فان اردوغان طلب من الملك سلمان دعما سعوديا لبلاده بسبب متطلبات حالة التوتر العسكري مع روسيا وما يتعرض له الاقتصاد التركي من مصاعب بسبب العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الرئيس بوتين على تركيا بعد قيام الاخيرة باسقاط المقاتلة الروسية من طراز سوخوي في الاراضي السورية على بعد 5 كم من الحدود التركية ،
وحسب راديو اوستن الاوروبي ونقلا عن مصادر دبلوماسية غربية فان اردوغان طلب دعما ماليا سعوديا لتغطية نفقات شراء منظومات من صواريخ الباتريوت لحماية الاجواء التركية من خطر المقاتلات الروسية التي باتت تنطلق من قاعدة “حميميم” في اللاذقية القريبة من الاراضي التركية .
وتوقعت المصادر الدبلوماسية الغربية ان يستجيب الملك سلمان لكل الطلبات العسكرية لتركيا لحاجة النظام السعودي الى دعم دولة اسلامية كبرى في المنطقة مثل تركيا بما تمتلكه من نفوذ امني وسياسي في العراق وبما تمتلكه من جماعات مسلحة معارضة لنظام الرئيس الاسد في سوريا ،حيث تمتلك السعودية هي الاخرى مشروعا امنيا وسياسيا طموحا في كل من سوريا والعراق ، بالاضافة الى حاجتها لدعم تركي في تورطها العسكري في اليمن والذي بدا من شهر مارس – اذار الماضي الى الوقت الحاضر دون اي تحقق لمنجز استراتيجي فوق الارض في اليمن في وقت نجح الجيش اليمني وانصار الله – اللجان الثورية – في التعلغل في عمق الاراضي السعودية لمسافة تصل بعض الاحيان الى 60 كيلومترا واستهداف قواعد عسكرية واهداف حيوية سعودية في جيزان ونجران وعسير خاصة مع بدء استخدام صواريخ باليستية من نوع قاهر 1 وتوشكا في عمليات قصف مركزة لهذه الاهداف .